تمكن فريق علماء أسترالي من تحقيق إنجاز علمي بارز، بعد أن نجحوا في إنتاج أجنة لحيوان الكنغر باستخدام تقنية التخصيب في المختبر، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. وأعلن فريق بحثي من جامعة كوينزلاند أنه تمكن من إنتاج 20 جنينًا لحيوان الكنغر الرمادي، عبر جمع خلايا الحيوانات المنوية والبويضات من حيوانات نفقت في مستشفيات الحياة البرية، ثم تخصيبها مخبريًا بحقن الحيوانات المنوية في بويضة ناضجة.

وأكد قائد الفريق، الدكتور أندريس غامبيني، أن هذه التقنية يمكن أن تُحدث تحولًا كبيرًا في جهود الحفاظ على التنوع الجيني لدى الأنواع المهددة بالانقراض، مثل الكوالا والعديد من الثدييات البرية. وأشار إلى أن التلقيح الاصطناعي التقليدي يعتمد على وفرة الحيوانات المنوية الحية، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا عند التعامل مع الأنواع المهددة بالانقراض، في حين أن التقنية الجديدة تحتاج فقط إلى عدد قليل من الحيوانات المنوية لإنتاج أجنة قابلة للحياة.

ويأمل العلماء في استخدام هذه التقنية مستقبلاً لتخزين الجينات المأخوذة من الحيوانات التي تموت بسبب الاصطدامات المرورية أو الأمراض، مما يمنح دعاة الحفاظ على البيئة فرصة أكبر لتعزيز التنوع الجيني وإعادة إحياء بعض الأنواع. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن التلقيح الاصطناعي ليس حلًا سحريًا للحفاظ على الأنواع المهددة، بل هو مجرد أداة داعمة ضمن استراتيجيات أوسع تشمل حماية الموائل الطبيعية وإدارة التكاثر ومراقبة الأعداد السكانية.

وتعكس هذه الجهود الحاجة الملحة لحماية الحياة البرية في أستراليا، التي تُعد واحدة من أكثر الدول تعرضًا لانقراض الثدييات، حيث فقدت 38 نوعًا خلال القرن الماضي. وتمنح هذه التطورات العلمية الأمل في إمكانية الحد من هذا التراجع البيئي عبر تقنيات حديثة تُسهم في إنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض.