في إطار الجهود المجتمعية الهادفة إلى تمكين النساء وتوفير فرص عمل مستدامة، افتتحت جمعية كفو للتوظيف والتأهيل توسعة مشروع "تتمة" بسجن النساء في المدينة المنورة في الخامس عشر من رجب 1446. والذي كان امتدادًا لنجاحات سابقة بدءًا من باكورة المشروع بالرياض في سجن الملزعام ٢٠٢٠ م؛ حيث ابتكرت جمعية كفو فكرة (تتمة) لتوظيف النزيلات وتأهيلهن لسوق العمل، مع العناية بالجانب النفسي والاجتماعي لتسهيل اندماجهن في المجتمع بعد انتهاء فترة محكوميتهن، ويشتمل المشروع على حضانة لأطفال النزيلات دون العامين، وذلك لضمان الاستقرار الوظيفي للنزيلات العاملات وتوفير بيئة للتعليم واللعب، كما يتضمن (تتمة) ناديًا رياضيًا، وثقافيًا وأنشطة أخرى مُصاحبة؛ وذلك بهدف تعزيز جودة الحياة وتحقيق رؤية المملكة 2030، ويأتي هذا المشروع لمعالجة ظاهرة العودة إلى الجريمة وبناء إنسان صالح لنفسه ووطنه. الانطلاقة

وتأتي هذه التوسعة امتدادًا لنجاحات النسخة الأولى من مشروع تتمة في المدينة المنورة، الذي أطلق في عام ٢٠٢١م،بالتعاون مع ثلاثة مصانع وطنية شريكة لتشغيل خطوط إنتاج داخل السجن؛ مما أتاح للنزيلات فرصة لاكتساب خبرات مهنية مباشرة، وقد تضمنت خطوط الإنتاج مجالات متنوعة من وحي هوية المدينة المنورة، مثل: تغليف النعناع والورد، والحرف اليدوية، وخياطة السجاد والاحرامات.

وحقق (تتمة) بفضل الله نتائج مميزة، حيث وفر المشروع فرص عمل لما يقارب 30 نزيلة على خطين إنتاج رئيسة.

التطوير المهني:

لم يقتصر دور المشروع على التوظيف فقط، بل شمل تقديم برامج تدريبية، بلغ عددها 14 برنامجًا، بإجمالي 35 ساعة تدريبية.

قياس رضا المستفيدات:

أظهرت نتائج استبانات الرضا التي شملت 25 نزيلة مستويات رضا مرتفعة بلغت 91.6% بشكل عام. وقد أعربت النزيلات عن تحسن كبير في حياتهن اليومية داخل السجن وتعزيز الثقة بالنفس، وتحسن العلاقات مع الزميلات، واكتساب معنى لحياتهن.

ولم يغفل المشروع أهمية الجانب الترويحي للنزيلات، حيثنُظِّمت العديد من الاحتفالات في المناسبات الدينية والوطنية للنزيلات.

وتأتي هذه النجاحات بفضل توفيق الله أولًا، ومن ثم دعمحكومتنا الرشيدة للقطاع غير الربحي ومساهمة الشركاتوالجهات المانحة في المسؤولية المجتمعية، حيث تفتخر (كفو) بشراكاتها مع عدة مانحين لتأسيس المشاريع الإنشائية والتشغيلية.

وتسعى جمعية كفو إلى الاستمرار في دعم وتأهيل النزيلات عبر توسيع نطاق المشروع وعقد مزيد من الشراكات، كما تهدف إلى تحسين البرامج التدريبية بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل؛ لضمان إعادة إدماج النزيلات في المجتمع بشكل فعّال.

ويعد مشروع (تتمة) نموذجًا ملهمًا للعمل التنموي؛ حيث يدمج بين الجوانب الإنسانية والمهنية لتحقيق أثر مستدام على النزيلات، ويمثل خطوة رائدة نحو بناء مستقبل أفضل لهن خلال قضاء مدة محكوميتهن وبعدها