محمود ترك يكتب: كوكب الشرق.. الغلاف الذي يزين تاريخ الأغنية العربية - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

لا يمكن النظر إلى السياق التاريخي للموسيقى والأغنية العربية، بمعزل عن صوت أم كلثوم وتأثيره في وجدان المواطن العربي، ذلك التأثير الذي شعر به للمرة الأولى الشاعر أحمد رامي عندما استمع إليها عام 1942، حيث كانت تغني مرتدية العقال والبالطو في مسرح حديقة الأزبكية.

"الصــب تفضحه عيونه وتنم عن وجد شئونه"، كلمات من قصيدة رامي التي كانت تتغنى بها أم كلثوم على المسرح في أول لقاء بينهما، إذ سمعها الشاعر صاحب البصمة المميزة في تاريخ الأغنية أيضا، وأدرك وقتها أنه أمام صوت لا يتكرر كثيرا، وكان احساسه صادقا.

كوكب الشرق

تبرز الصورة أكثر لتأثير أم كلثوم في المشهد الثقافي والفني العربي، مع محاولة تخيل هذا المشهد دون صوت أم كلثوم، إذ لم يكن الأمر ليقتصر فقط على نقص جمال أغنياتها "أمل حياتي"، "فكروني"، "سيرة الحب"، "الأطلال" وغيرها من الأغنيات، أو غياب المقاهي التي تحمل اسمها والمنتشرة في الوطن العربي، أو حيرة المواهب الشابة التي تبدأ حياتها الفنية بإعادة أغنياتها في إيجاد بوابة ذهبية أخرى لأبهار الحضور وأثبات المكانة.

الأمر لم يكن يقتصر على ذلك فقط، فالمطربة التي ولدت في نهاية القرن التاسع عشر، تخطى تأثيرها حدود المكان ليتسع إلى الدول العربية والأجنبية، تجاوز حضورها أيضا حدود الزمان، ليمتد سحرها حتى الوقت الحالي، لتضعها مجلة Rolling Stone "رولنجستون" الأمريكية المتخصصة في الموسيقى بقائمة أفضل 200 مطرب فى التاريخ الفنى العالمى، وتصبح الفنانة العربية الوحيدة التى تواجد اسمها فى القائمة.

السؤال الافتراضي حول غياب أم كلثوم عن المشهد الموسيقي العربي، يجعلنا ندرك أن ذلك الأمر كان ليفقد الشعوب العربية جزءا مهما من وجدانه المُشكل بسحر أغنياتها، إذ اجتمعت الأسرة المصرية والعربية على حب أم كلثوم، لتمثّل روح العالم العربي، ليصفها الشاعر جبران خليل جبران – الذي لم يقابلها- في قصيدة ويقول عنها: "أنت نابغة الزمان بلغت من عليائه ما ليس يُبلغ بالأماني".

تغنى الكثير من النقاد بخامة صوت أم كلثوم التي جعلتها قادرة على أن تغني كل طبقات الصوت، لتجيد الكونترالتو أكثر الأصوات النسائية عمقا، والسوبرانو ذو طبقة الأوكتاف الأعلى بين أصوات النساء، حسبما يقول عنها الفنان الراحل يوسف وهبي الذي عاصرها منذ بدايتها موضحا في حوار تلفزيوني قديم أنه منذ أن بدأت كوكب الشرق الغناء أطربت الجميع بصوتها لكن لم يكن أحد يتصور أنه أمام موهبة قد لا يمنحها الله لأحد سوى كل  آلاف عام على سبيل المثال.

هذا الصوت العاصي على التكرار للتكرار، كان أمينا في نقل إبداع موسيقيين وشعراء تعاونوا معها، لتضيف إلى كلماتها وألحانهم سحرا خاصا بها، ودونه كان سيفقد الكثير من إبهاره، فلا نستطيع أن نتخيل "يا ليلة العيد" للملحن رياض السنباطي والشاعر أحمد رامي سوى بصوت أم كلثوم، وكذلك روائع المحلن القصبجي "ياللي شغلت البال" و"بكرة السفر"، وإبداعات بليغ حمدي ومنها "حب إية"، ورائعة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب "أنت عمري"، والذي قال عنها في تصريحات تلفزيونية قديمة إن الجمهور كان يقف لها احتراما ليس بفضل موهبتها الفنية فقط بل أيضا لسلوكها الاجتماعي واحترامها لفنها، ما كان يجبر الجميع على أن يقدر عطائها الفني.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق