حالةٌ من السعادة، تعيشها الممثلة المصرية أمينة خليل بعد ردود الفعل التي تلقَّتها على مسلسلها الرمضاني «لام شمسية»، مبينةً في حوارها مع «الرياضية»، أنها توقَّعت نجاحه بعد قراءة السيناريو مباشرةً، مؤكدةً أنها تستهدف دائمًا الفكرة الجديدة، والمعالجة الجميلة إرضاءً للجمهور.

01
ما الذي حمَّسك للمشاركةِ في مسلسل «لام شمسية»؟
قصة العمل من أكثر القصص الإنسانية التي جذبتني بين كل السيناريوهات التي قرأتها في الفترة الأخيرة. المسلسل يقدم موضوعًا جديدًا، وهو مهمٌّ جدًّا، ويستحق المناقشة، وأن يُخصص له عديدٌ من الأعمال الفنية.
02
مثل هذه الموضوعات الشائكة ألم تُشعركِ بالقلق بأن تأتي بنتائجَ عكسيةٍ؟
مريم نعوم كاتبةٌ حسَّاسةٌ جدًّا، وكل جملها الحوارية تعبِّر بشكلٍ غير مباشرٍ عن معانٍ مهمةٍ، وكذلك الحال مع المخرج كريم الشناوي، الذي أبدع في الديكور، والإضاءة، وركز على الأداء، والإحساس، وتعبيرات الوجه، ولغة الجسد. كل ذلك أسهم في تقديم الصورة المبهرة التي يتابعها الجمهور حاليًّا في كل الوطن العربي. المسلسل يناقش قضية التحرُّش بجرأةٍ، ووفق طرحٍ واقعي. هو لم يطرح القضية فقط، بل ووضع أيضًا طرقًا لعلاجها. نحن هنا نقول للناس: اطلبوا المساعدة، تكلموا، دافعوا عن حقكم، فهو حقٌّ للمجتمع، وليس حقًّا لشخصٍ بمفرده.
03
كتب أحد النقَّاد، أن المسلسل كمَن رمى حجرًا بالماء الراكد. هل توافقين على وصفه؟
بالتأكيد. تفاجأت بردود فعل الجمهور، وأن هناك حالات تحرِّشٍ، بدأت تتكشَّف بحديث الضحايا عنها. العمل لم يكن مجرَّد دراما ورسالةٍ توعيةٍ عن قضايا مسكوتٍ عنها، نحن فتحنا الباب أمام الصناعة الفنية لتقديم موضوعاتٍ شائكةٍ، وطرحها بشكلٍ عبقري، ليشاهدها الجميع.
04
«نيللي» لم تكن زوجةً وأمًّا فقط، بل وتعرَّضت لما تعرَّض له يوسف أيضًا، كيف كان استعدادكِ لتقديم هذه الشخصية؟
الشخصية كانت صعبةً جدًّا، لأنها شخصيةٌ مركَّبةٌ، وفي الوقت نفسه بسيطةٌ. تفكيرها بسيطٌ، لكنَّ الشخص الطبيعي الذي لا يعاني من مرضها، سيراها معقَّدةً عندما يتعامل معها. في الحقيقة، وجدت صعوبةٌ في البداية بأن أضع نفسي مكانها، وأن أفكر بطريقتها، وأن أصل لهذه التركيبة المعقَّدة سواء في ردود أفعالها، أو أسلوبها، أو تفكيرها، أو طريقة كلامها، لذا خضت رحلةً طويلةً مرهقةً لأكسر الحاجز بين شخصيتي في الواقع والشخصية المكتوبة في السيناريو.
05
ما مدى أهميَّة المسلسل، ولماذا؟
أهمية المسلسل، تأتي من أنه سيجعل الآباء يتابعون أطفالهم، ليتأكدوا من أن تصرفاتهم طبيعيةٌ، وهذا هو دور الفن بإلقاء الضوء على المشكلة، ليستطيع الأهل التعامل معها بالشكل الصحيح. نحن عرضنا القضية من كل الزوايا، ليس فقط من جانب الضحية، وناقشنا وضع المجتمع، وحالة الجاني، وما الذي جعله يصل إلى هذه المرحلة. هناك تسترٌّ مجتمعي على مثل هذه الجرائم، ولابدَّ أن نتحدث عنها، وبوضوحٍ، ليعلم الجميع أن لها عواقبَ على المدي البعيد.
06
في بداية المسلسل، اختلفت ردود الفعل عليه ما بين مؤيدٍ ومعارضٍ، كيف وجدتِ ذلك؟
كنت متأكدةً من أن ردود الفعل هذه ستختلف مع توالي عرض الحلقات. لدي قناعةٌ بأن الحكم على أي مسلسلٍ لا يجب أن يأتي بعد أول حلقتين، لأن الشخصيات والقصة لا تكون واضحةً بشكلٍ كافٍ لإصدار حكمٍ. لا يحق لأحدٍ أن يحكم على الكتاب من غلافه فقط. الحمد لله، الكثيرون تفاعلوا مع المسلسل، ووصلتهم رسالته، والهدف الحقيقي منه.
07
ما الأهم بالنسبة لكِ، رأي الجمهور أم النقاد؟
أنا أحترم رأي الجمهور، وأقدِّر رأي النقاد، وأحرص على متابعته. الجمهور، هو مصدر النجاح، ونصنع الأعمال من أجله، ومن المهم أن نقدم أعمالًا فنيةً واقعيةً، تمسُّه، وتقترب من مشكلاته. الجمهور كان عن حُسن ظني، وهو كذلك دائمًا.

08
هل تشعرين بالرضا عن أمينة خليل الفنَّانة؟
أنا لا أعمل إلا ما أحب، وسعيدةٌ بنفسي، لكن ليس من حقي الحكم على خطواتي، فهذا الحق للجمهور والنقاد، وأشكر أسرتي لأنها تدعمني وتقف معي طول الوقت.