علق كريم ناصر، أحد أبطال مقطع فيديو إنقاذ أطفال فيصل من الحريق، والذى يظهر بطولته مع زميله محمد شعبان فى إنقاذ ثلاثة أطفال من حريق شبّ فى منطقة كعابيش، من الموت المحتوم، قائلاً: "هذه الأمور لا تحتاج إلى شكر على الإطلاق، ولو كان أى شخص آخر مكانى، لربما فعل أكثر من ذلك بكثير."

وروى خلال مداخلة هاتفية فى برنامج "كلمة أخيرة"، الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على شاشة ON، كيفية اكتشافه للحادثة، قائلاً: "كنت أمشى بالصدفة تمامًا دون ترتيب، فرأيت تجمعًا كبيرًا فى الشارع أسفل البلكونة، لم أتحمل الموقف، فهرولت إلى الطابق العاشر."

وكشف أن محمد شعبان، الذى ظهر معه فى مقطع الفيديو، لا تربطه به أى علاقة سابقة، ولم يكن يعرفه، حيث تعارفا أثناء وقوع الحادثة، قائلاً: "لا أعرفه، لقد التقينا فى بلكونة الطابق العاشر."

وعن مشاعره وقت وقوع الحادثة، علق قائلاً: "كان لدى ابنة، لكنها توفيت، وعندما رأيت الأطفال وحدهم، تملّكتنى مشاعر صعبة، وأحسست بمشاعر الأب أو الأم اللذين يفقدان أطفالهم، فأخذت الموضوع بشكل شخصى، ولهذا أسرعتُ إلى الأعلى."

وأضاف: "فى البداية، حاولت كسر باب الشقة، لكننى لم أستطع، ثم نزلتُ إلى الطابق العاشر، وكان محمد شعبان قد سبقنى بالصعود إليه من ثم وفقنى الله وتمكنت من الحديث مع الفتاة الكبرى، التى كانت تبلغ من العمر تسع سنوات، بينما كان شقيقاها؛ أحدهما طفل يبلغ عامين ونصف، والأخرى فتاة تبلغ خمس سنوات."

وعن كواليس وقوع الحريق، قال: "يبدو أن الطفل الصغير عبث بولاعة سجائر، ما أدى إلى اشتعال النيران فى سرير والدته، ثم امتدت ألسنة اللهب إلى كامل الشقة، بدأت أتحدث مع الفتاة الكبرى، لأنها كانت الوحيدة المستفيقة، حيث كان الطفلان الآخران قد فقدا الوعى بسبب كثافة الدخان، حاولت تهدئتها، فقد كانت مرعوبة على نفسها وإخوتها، واسمها جنة، اضطررت للصعود إلى البلكونة، ثم قمت بإنزالهم معًا."

وأتم: " كنت خايف وقلقان وأنا شايل الأطفال بدأت أتوتر وضربات قلبى زادت وكنت على وشك الانهيار وأخذنا الأطفال للمستشفى". ووجه الشكر لزميله محمد شعبان، قائلاً: "وجوده كان نعمة من الله، فلولا مساعدته، لما كنت قادرًا على فعل شيء."