نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية صورة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وهو يصافح نظيره الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وذلك ضمن تقرير يتناول موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. الصورة أثارت موجة غضب عارمة بين المصريين، خاصة في ظل عدم وجود أي صلة بين موضوع التقرير وإيران أو رئيسها الراحل، الذي توفي قبل أشهر إثر حادث تحطم طائرة.

ووفقًا للتقرير، أكد الرئيس السيسي رفض مصر القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، معتبرًا ذلك ظلمًا لن تشارك فيه مصر بأي شكل من الأشكال. إلا أن الصورة المصاحبة للتقرير، والتي تجمع السيسي مع الرئيس الإيراني الراحل، أثارت تساؤلات واسعة حول دوافع نشرها، خاصة في ظل عدم وجود أي ذكر لإيران أو رئيسها في النص المنشور.

غضب المصريين: صورة بلا سياق ورسائل مبطنة

تصدرت الصورة المشهد على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، حيث اعتبرها العديد من المصريين رسالة مبطنة تهدف إلى التهديد.

وأعرب نشطاء ومحللون عن استيائهم من نشر الصورة، معتبرين أنها تحمل إيحاءات خطيرة، خاصة في ضوء الظروف التي أدت إلى وفاة الرئيس الإيراني الراحل.

وعلق السفير رفعت الأنصاري، القنصل المصري السابق لدى إسرائيل، على الصورة قائلًا: "نشر صورة الرئيس السيسي مع نظيره الإيراني الراحل في 'جيروزاليم بوست' هي رسالة لها دلالة واضحة، مفادها أنه 'كما تخلصنا من رئيسي، فربما إن لم تعد إلى رشدك سنتخلص منك'".

وأضاف الأنصاري أن هذه الصورة تحمل إشارة سياسية لا يمكن تجاهلها.

إشارة مقصودة أم صدفة؟

من جانبها، أشارت الناشطة الإعلامية نشوى نور عبر حسابها على منصة "X" (تويتر سابقًا) إلى أن "الصورة لا تفسير لها سوى أنها إشارة مقصودة ومتعمدة".

وأضافت: "الرئيس السيسي لم يذكر إيران بحرف، ولا توجد أي إشارة لها بأي شكل في الموضوع، الذي لا يخص إيران لا من قريب ولا من بعيد. لكن نشر صورة السيسي مع رئيس إيران الراحل يبدو وكأنه إشارة إلى المصير".

تأثير الصورة على الرأي العام المصري

أثارت الصورة ردود فعل غاضبة بين المصريين، الذين رأوا فيها محاولة لاستفزاز الرأي العام وإثارة المخاوف حول أمن وسلامة الرئيس السيسي.

كما أثارت تساؤلات حول دوافع الصحيفة الإسرائيلية لنشر الصورة في هذا التوقيت بالذات، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.

ويعتقد مراقبون أن الصورة قد تكون جزءًا من حملة إعلامية تهدف إلى إرسال رسائل سياسية مبطنة، سواء إلى القيادة المصرية أو إلى الرأي العام في المنطقة.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصر على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، يبدو أن هذه الصورة قد أضافت بعدًا جديدًا من التعقيد إلى المشهد الإعلامي والسياسي في المنطقة.

ختامًا

في ظل التحديات الإقليمية التي تواجهها مصر، تظل مثل هذه الصور والإشارات الإعلامية محل نقاش واسع، خاصة عندما تأتي من جهات إعلامية ذات تأثير كبير مثل "جيروزاليم بوست".

ولا شك أن ردود الفعل الغاضبة التي أثارتها الصورة تعكس حساسية الموقف الإقليمي وتأثير الرسائل الإعلامية على الرأي العام في مصر والمنطقة ككل.