انخفضت أسعار سندات شركة "أداني" الهندية العملاقة بشكل أكبر يوم الاثنين في وقت تم فيه تعليق أعمال البرلمان الهندي وسط ضجة بشأن الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى الملياردير الهندي "جوتام أداني" الذي تربطه علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، كما تهدد القضية مستقبل أكبر تكتل شركات في الهند.
ووجهت النيابة العامة الأمريكية إلى أداني تهم تقديم رشوة بقيمة 250 مليون دولار، والاحتيال في الأوراق المالية، والتآمر الإلكتروني.
ولم يُقبض حتى الآن على الملياردير ولم يعرف مكانه حتى الآن، رغم أنه من المعتقد أنه موجود في الهند وربما لا تزال محاكمته بعيدة حتى لو تم تسليمه إلى الولايات المتحدة. وفق ما ذكرت صحيفة "إيشيا فايننشال".

قضية أداني تعلق البرلمان الهندي

تم تعليق جلسات البرلمان الهندي بمجلسيه في نيودلهي يوم الاثنين وسط ضجة من جانب نواب المعارضة الذين طالبوا الحكومة بمناقشة اتهامات الرشوة التي وجهها ممثلو الادعاء الأمريكيون إلى "أداني جروب".
اقرأ أيضاً: أسهم مجموعة أداني تخسر 2.4 مليار دولار في يوم واحد

تراجع حاد في "مجموعة أداني"

في الوقت نفسه، هبطت أسعار السندات الدولارية الصادرة عن "مجموعة أداني" إلى أقل مستوياتها في عام تقريبًا في الوقت الذي يزن فيه المستثمرون والمقرضون التأثيرات الناجمة عن هذه القضية.
وجهت السلطات الأمريكية الأسبوع الماضي اتهامات إلى رئيس الملياردير جوتام أداني وسبعة أشخاص آخرين بالموافقة على دفع نحو 265 مليون دولار كرشاوى لمسؤولين في الحكومة الهندية.

ما الاتهامات الموجهة إلى أداني؟

تتعلق الاتهامات بمدفوعات مزعومة للحصول على عقود يمكن أن تدر أرباحاً بقيمة ملياري دولار على مدى عشرين عاماً فضلاً عن تطوير أكبر مشروع للطاقة الشمسية في الهند.
اقرأ أيضاً: بعد فضيحة "هندنبيرغ".. مجموعة "أداني" قد تضطر إلى بيع بعض أصولها
ولفتت الرشاوى انتباه السلطات الأمريكية عندما بدأت شركات أداني في جمع الأموال من المستثمرين المقيمين في الولايات المتحدة في معاملات بدأت في عام 2021.
وتشمل هذه التهم الإدلاء بتصريحات مضللة للجمهور على الرغم من علمهم بالتحقيق الأمريكي في عام 2023.

رد "مجموعة أداني" على الاتهامات

قالت مجموعة أداني إن الاتهامات بالإضافة إلى تلك التي وجهتها لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في قضية مدنية موازية لا أساس لها من الصحة وأنها ستسعى إلى "كل السبل القانونية الممكنة لإبطال ذلك".
ولم تعلق الحكومة على الاتهامات، لكن حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي قال إن الأمر متروك لمجموعة أداني للتعامل مع الأمر والدفاع عن نفسها، وإن القانون سوف يأخذ مجراه.

المستثمرون والبنوك يهربون من المجموعة

يقلص المستثمرون تعاملهم مع المجموعة ونظر بعض المصرفيين في إيقاف الإقراض الجديد في أعقاب الاتهامات.
كما تقيم البنوك في سنغافورة تعاملها مع أداني، حيث قالت مجموعة "دي بي إس" أكبر بنك في سنغافورة من حيث الأصول في أوائل عام 2023 إن تعرضه لمجموعة أداني بلغ 1.3 مليار دولار سنغافوري (967 مليون دولار) .
وتدرس بعض البنوك العالمية وقف تقديم الائتمان للشركة مؤقتاً بعد توجيه الاتهامات الأمريكية لكنها ستحافظ على القروض القائمة بحسب عدد من المصرفيين مما يثير تساؤلات حول قدرة أداني على الوصول إلى التمويل في المستقبل.

تقييد وصول أداني إلى الائتمان

وجاء في مذكرة لشركة "لوكرور أناليتيكس" نُشرت على موقع سمارت كارما: "في الأمد القريب، من المرجح أن تؤدي لائحة الاتهام الأمريكية إلى تقييد وصول المجموعة إلى التمويل وخاصة في السوق الخارجية".
وقالت الشركة إن الأرصدة النقدية لشركات محفظة أداني بلغت 6.33 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من السنة المالية الحالية المنتهية في مارس 2025.