رصدت وسائل إعلام إسرائيلية تغييرات ملحوظة في مسارات الطائرات التجارية التي باتت تتفادى المجال الجوي الإسرائيلي، بالإضافة إلى الأجواء فوق العراق وسوريا ولبنان وإيران، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مجالي مصر والسعودية الجويين أصبحا بدائل رئيسية للخطوط الجوية العالمية، مشيرة إلى أن "لا مسارات آمنة تماماً في سماء الشرق الأوسط"، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة OPS Group التي تضم طيارين ومختصين في قطاع الطيران.

ثلاثة مسارات بديلة تحت الدراسة

أوضح التقرير أن شركات الطيران الكبرى تعتمد حالياً ثلاثة ممرات رئيسية:

1. الطريق الجنوبي عبر مصر والسعودية، الذي يُعتبر الأكثر أماناً نسبياً، لكنه يواجه مخاطر، مثل إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ من قبل الحوثيين. كما أن الضغط المتزايد على مراقبة الحركة الجوية وصعوبة الاتصال في بعض المناطق يمثل تحدياً إضافياً.

2. الطريق الأوسط عبر تركيا وشرق العراق، والذي يعاني من تعطل أنظمة تحديد المواقع (GPS) واضطرابات أخرى، مما يؤدي أحياناً إلى دخول الطائرات المجال الجوي الإيراني عن طريق الخطأ.

3. الطريق الشمالي فوق تركيا، البحر الأسود، وجورجيا، وهو مفضل للرحلات بين أوروبا وآسيا، لكنه يحمل مخاطر عند التحليق فوق أفغانستان، حيث السيطرة لحركة طالبان، خاصة في حالات الطوارئ مثل الهبوط الاضطراري.

تهديدات متزايدة في الجو والبحر

وأشار التقرير إلى أن المجال الجوي الإسرائيلي أصبح هدفاً شائعاً لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، مما يثير قلق شركات الطيران الدولية التي تبحث عن مسارات أقل خطورة.

كما تناولت الصحيفة تأثير التوترات البحرية، حيث كثف الحوثيون استهداف السفن المبحرة إلى الموانئ الإسرائيلية أو المملوكة لشركات تتعامل مع إسرائيل، خاصة في منطقة مضيق باب المندب. ودفع ذلك العديد من السفن إلى تغيير مساراتها بعيداً عن البحر الأحمر واللجوء إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول إفريقيا.

تداعيات الحرب

وأكدت يديعوت أحرونوت أن الحرب في غزة ولبنان، إلى جانب أنشطة الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق، جعلت الأجواء البحرية والجوية في الشرق الأوسط أكثر خطورة، مما يفرض تحديات جديدة على صناعة الطيران والملاحة البحرية العالمية.