نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرئيس السيسي: الأزهر الشريف رمز للعلم والإرشاد واستثمار الإنسان أساس بناء الأوطان - عرب فايف, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 02:49 مساءً
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر، والذي أُقيم بمدينة الفنون والثقافة (قاعة الأوبرا) بالعاصمة الإدارية الجديدة.
تكريم الفائزين في المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن برنامج الاحتفالية تضمن كلمة للدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، قام بعدها بإهداء الرئيس السيسي ، نسخة من كتاب "الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين"، وتلا ذلك فقرة للابتهالات الدينية.
تكريم حفظة القرآن الكريم من ذوي الهمم
وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس السيسي، قام خلال الاحتفالية بتكريم الفائزين في المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم، في فروع الحفظ والتجويد والتفسير ومعرفة أسباب النزول، وأيضًا لحفظة القرآن الكريم وتجويده من الناطقين بغير اللغة العربية، كما تم تكريم حفظة القرآن الكريم من ذوي الهمم.
وعقب انتهاء السيد الرئيس من تكريم حفظة القرآن الكريم، ألقى سيادته كلمة، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف،
العلماء الأجلاء،
ضيوف مصر الأعزاء،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه في البداية بأصدق التهاني إلى حضراتكم جميعًا، وإلى الشعب المصري العظيم، بمناسبة احتفالنا بـ"ليلة القدر" المباركة، تلك الليلة التي جاءت بنفحاتها الإيمانية العطرة، داعيًا الله العلي القدير أن يعيدها على مصرنا العزيزة، وعلى الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، بفيض من الخير واليمن والبركات.
وفي هذه المناسبة الغراء، أعرب عن بالغ تقديري لفضيلة الإمام الأكبر - وأتمنى له الشفاء - وكافة علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، لما يبذلونه من جهود مخلصة لترسيخ مفاهيم الإسلام السمحة، وتصحيح الأفكار المغلوطة، وتعزيز صورة الإسلام الذي ينبذ التشدد ويرفض التطرف بكافة أشكاله، مكرسين بذلك مكانة الأزهر الشريف، منارةً للعلم والإرشاد، تنير دروب الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض، ومرجعًا راسخًا يُستند إليه لفهم صحيح الدين.
السيدات والسادة،
لقد اختصّ الله عز وجل هذه الليلة المباركة بنزول القرآن الكريم، ليكون منهجًا لبناء المجتمع وإعماره وتنميته، وإن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسان. لذلك جعلت الدولة المصرية الاستثمار في الإنسان نهجًا أساسيًا، تسعى من خلاله إلى إعداد جيل واعٍ، مستنير، قادر على مواكبة تحديات العصر، ومؤهل للمساهمة في مسيرة البناء والتنمية، وفق رؤية واضحة تضع الإنسان في مقدمة الأولويات.
وكما جاء القرآن الكريم بمنهج البناء والإعمار، جاء أيضًا بمنهج ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية.
ومن هذا المنطلق، فإن الحفاظ على هويتنا وتعزيز القيم الأخلاقية مسؤولية مشتركة، تتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات بناء الوعي، من الأسرة إلى المدرسة، ومن المسجد والكنيسة إلى وسائل الإعلام.
إننا بحاجة إلى خطاب ديني وتعليمي وإعلامي واعٍ، يرسخ هذه القيم، ويؤسس لمجتمع متماسك، قادر على مواجهة السلوكيات الدخيلة بثبات ورشد.
شعب مصر العظيم،
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم لكم بأسمى عبارات الشكر والتقدير، على مواقفكم الصادقة، وتصديكم بشجاعة وثبات للتحديات الاستثنائية التي تواجه منطقتنا.
واسمحوا لي أن أتوقف هنا أمام هذه العبارة لأعرب عن احترامي وتقديري للشعب المصري خلال هذه الفترة الصعبة التي مرت وما زالت تمر بها المنطقة ومصر... تماسك الشعب المصري أمر له بالغ التقدير والإعجاب والاحترام. والحقيقة أن هذا ليس بجديد على المصريين، فهم في المواقف الصعبة يظهرون بصورة مختلفة، ويتجاوزون أي شيء.
ومن أجل ذلك، باسمي واسمكم، أتوجه للشعب المصري بكل الاحترام والاعتزاز. هذا الأمر، في الحقيقة، ليس تقديرًا واحترامًا مني فقط، بل كان نقطة أثارت إعجاب الكثيرين. لقد اعتقد البعض أن هذه الظروف الصعبة قد يكون لها تأثيرات سلبية، لكن ما حدث هو المتوقع من المصريين.
و موقفكم وصلابتكم أمر مقدر جدًا عند الله تعالى. أسأل الله أن يوفقنا جميعًا لنقدم كل ما هو طيب لمصر وللإنسانية.
وإنني على يقين راسخ بأن وحدتنا التي لا تعرف الانكسار، وصلابتنا المتأصلة في نفوسنا، وتمسكنا بقيمنا ومبادئنا الخالدة، ستكون المفتاح لعبور كل التحديات، وتجاوز كل الصعاب التي تعترض طريقنا.
الإخوة والأخوات، السادة الحضور،
من هذا المنبر، أجدد التأكيد على أن مصر ستظل تبذل كل ما في وسعها لدعم القضية الفلسطينية العادلة، والسعي الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار، والمضي في تنفيذ باقي مراحله.
كما ندعو الشركاء والأصدقاء لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.
الحضور الكريم،
ختامًا، وفي رحاب هذه الليلة المقدسة، التي نزل فيها القرآن الكريم رحمةً وهدايةً للعالمين، أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه خير بلدنا وأمتنا والإنسانية جمعاء، وأن يكلل مساعينا بالنجاح والتوفيق.
﴿إنه نعم المولى ونعم النصير﴾.
أشكركم، وكل عام وأنتم بخير،
ومصر والعالم الإسلامي والعالم أجمع في سلام وتقدم وازدهار،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقبل مغادرة السيد الرئيس، وجه رسالة طمأنة إلى الشعب المصري، مجددًا الإعراب عن تقديره لتماسك وصلابة الجبهة الداخلية، ومشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى حافظٌ لمصر على الدوام.
0 تعليق