«سنضربهم بلا شك، سنضربهم في الملعب وخارجه إن اضطررنا» عندما أطلق رافينيا، قائد فريق برشلونة الإسباني الأول لكرة القدم والمنتخب البرازيلي، التصريح السابق لم يكم يعي ربما ما تعنيه مواجهة الأرجنتين الغريم التقليدي في ملعب المونيمونتال القلعة، والحصن التاريخي الشاهد على أمجاد راقصي التانجو في كل زمان.
قبل 20 عامًا، وتحديدًا في يونيو 2005، بقلعة المونيمونتال، التي تتسع لأكثر من 60 ألف متفرج، لقنت الأرجنتين، بقيادة رومان ريكيلمي وهيرنان كريسبو، جارتها البرازيل واحدة من أسوأ الخسائر، التي لا تنسى في تاريخها، وبالتأكيد لا يذكرها الجيل الحالي من لاعبي السليساو، أمثال فينسيوس جونيور وزميله رودريجو، وقائدهم ماركينيوس ورافينيا، والبقية، الذين لم تتجاوز أعمارهم الخمسة أعوام حينها، لكنهم عادوا للثأر منها، وتكبدوا خسارة أكبر، قوامها رباعية خالدة لن ينساها البرازيليون أبد الدهر.
منذ أكثر من 100 عام لم يتخل البرازيليون والأرجنتينيون عن صراع البحث عن الزعامة، وتسيد القارة، بعد أن انتهت حرب الأسلحة تحولت إلى ميادين الكرة، التي كانت شاهدة على الكثير من مباريات الفريقين المليئة بالاستفزازات والندية والإثارة، لعل من أشهرها وأهمها التي جرت في نهائيات كأس العالم عام 1990، حيث شهدت تلك المواجهة جدلًا واسعًا بعد أن اتهم البرازيليون الطاقم الطبي الأرجنتيني بتسميم أحد لاعبيهم، الذي كان مكلفًا بمراقبة مارادونا قبل مساهمة الأخير بعد ذلك من خلال لمسة ساحرة في فوز بلاده بهدف وحيد حمل توقيع المهاجم كانيجيا.
وتحولت تلك المباراة، التي أدت إلى إقصاء البرازيل، لاحقًا إلى أحد أشهر أغاني وشعارات الأرجنتينيين، فحملت تلك الكلمات: «برازيل أخبريني ما شعورك الآن؟ وسيدكم قد جاء إلى أرضكم؟ نقسم رغم مرور السنين أننا لن ننسى أبدًا، كيف راوغكم دييجو، وها أنتِ تبكين منذ إيطاليا إلى اليوم وكيف سجلها كانيجيا، ومارادونا أفضل من بيليه».
أما المقارنة بين النجمين الراحلين مارادونا وبيليه، فهي وجه آخر من السجال المستعر بين جماهير التانجو والسامبا، وربما عشاق المستديرة في أنحاء العالم، إذ يؤكد الأرجنتينيون أحقية أسطورتهم بلقب الأفضل عبر التاريخ، بينما يدافع البرازيليون بشدة عن «جوهرتهم السوداء».
وعلى غرار تحديات الماضي، أشعل رافينيا، لاعب البرازيل، فتيل الإثارة، بعدما وعد محبي السامبا بسحق الأرجنتينيين على أرضهم، والثأر من خسارة الدور الأول على ملعب ماراكنا بهدف وحيد، وهو الانتصار التاريخي الأول للتانجو على الأراضي البرازيلية منذ أكثر من 20 عامًا.
ولم يمنع فشل البرازيل في الفوز على الأرضي الأرجنتينية، منذ 16 عامًا، رافينيا من إعلان الحرب والتحدي أمام أبطال العالم بقيادة ليونيل سكالوني.
وتحدث رافينيا، في المدونة الصوتية «بودكاست» الخاصة بالأسطورة روماريو، عن الضغط على منافسه داخل وخارج الملعب إذا لزم الأمر.
ونشرت وسائل الإعلام الأرجنتينية التصريحات على لسان النجم البرازيلي في نطاق واسع.
وزاد المدافع البرازيلي ماركينيوس من حماسة الأجواء، بعدما قال، إن البرازيل ستنهي سلسلة عدم الفوز في الأرجنتين منذ 16 عامًا، من خلال تلك المباراة.
وقال ماركينيوس في مؤتمر صحافي: «حان وقتنا للفوز، لن يكون سهلًا، سنقاتل، ويجب علينا أن نكون في أفضل أحوالنا بدنيًا وذهنيًا».
ويعود آخر انتصار برازيلي في الأراضي الأرجنتينية إلى 2009 حين تلاعب لويس فابيانو بالدفاعات الأرجنتينية، وأحرز ثنائية بالمواجهة التي كانت في مدينة روساريو مسقط رأس الأسطورة ليونيل ميسي، الذي كان تائهًا في منظومة الراحل دييجو مارادونا، مدرب التانجو حينها.
ومنذ ذلك التاريخ والبرازيليون المولعون بكرة القدم لم يشاهدوا منتخب بلادهم يعود إليهم بالانتصار من الأراضي الأرجنتينية، خاصة أن جيرانهم انتصروا ذهابًا بهدف وحيد على ملعب ماركانا التاريخي.
وتلاحق الجيل الحالي من لاعبي البرازيل تهمة عدم تقدير القميص المرصع بخمسة نجوم شاهدة على صولات وجولات أبناء السامبا في ملاعب الساحرة المستديرة، ونثرهم إبداعاتهم الكروية في شتى أنحاء المعمورة حتى باتت بصمتهم لا تنسى.
ولكن فينسيوس جونيور، قائد الجيل الحالي من سحرة السامبا، بعد انطفاء توهج نيمار جونيور، كبيرهم الذي علمهم السحر، يقول بعد مباراة كولومبيا الأخيرة، وقبل السفر إلى الأرجنتين ردًا على تلك الأقاويل والشائعات: «هدف اليوم يُشعرني بالراحة والسعادة، اللعب للمنتخب الوطني شعور لا يوصف، في كل مرة نأتي فيها إلى هنا، أشعر وكأنها المرة الأولى».
في المطار، وقبل السفر إلى بلاد الإخوة الأعداء، شحذ البرازيليون همة نجومهم وذكروهم بالتاريخ المرصع بالنجوم والمنجزات ومجد السامبا، الذي لا يغيب، كل ذلك من أجل العودة بالنقاط الثلاث من بوينس آيرس، العاصمة الأرجنتينية، وسحق الكبرياء الأرجنتيني المنتشي باللقب المونديالي التاريخي.
نزل رافينيا وفينسيوس ورفاقهم في الأراضي الأرجنتينية، وهم يعرفون أن مهمتهم لن تكون سهلة، ويطمحون إلى خطف انتصار تاريخي يعيد البسمة إلى وجيه أنصارهم، لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه ولا كل تجري الرياح بما تشتهي سفن البرازيليون الذين مرغ الأرجنتينيون أنوفهم في وحل «المونيمونتال»، وشاهد الملايين خسارتهم المذلة برباعية برهنت على وجهة نظر البرازيليين في أنهم لا يراهنون كثيرًا على هذا الجيل من اللاعبين، بسبب الخيبات الكبرى، التي تعرضوا لها في الأعوام الماضية، وكان آخرها الخروج المرير من كوبا أمريكا ورباعية «المونيمونتال».
على ملعب «مونومنتال»، قلعة «المليونيرات»، فريق ريفر بليت الأرجنتيني، الذي شغفت قلوب جماهيره حبًّا وهيامًا بـ «العقرب» هيرنان كريسبو، أعاد جوليان الفاريز، لاعب أتلتيكو مدريد الحالي، وريفر بليت السابق، للأذهان ذكرى كريسبو بعد أن زأر الشباك البرازيلية واضعًا بصمته الأولى في الشباك البرازيلية، وبذرة الحب الأولى في قلوب الأرجنتينيين، وهو الذي كان أحد نجوم التتويج التاريخي بلقب المونديال.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : رافينيا أشعل النار.. فعادت قصة مارادونا والسم - عرب فايف, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 02:17 مساءً
0 تعليق