توخيل وبيلينغهام.. معضلة الانضباط أم المخاطرة؟

كتب في 25/03/2025 - 9:53 م

هاي كورة: لم يكن استبدال جود بيلينغهام خلال مباراة إنجلترا أمام لاتفيا (3-0) مجرد قرار تكتيكي عادي، بل كان خطوة احترازية من المدرب الألماني توماس توخيل، الذي يخشى أن ينقلب الأداء القوي للاعب وسط ريال مدريد إلى مشكلة انضباطية قد تكلف المنتخب الكثير.

في المباراة الأولى أمام ألبانيا (2-0)، لعب بيلينغهام 90 دقيقة كاملة، وقدم أداءً مميزًا صنع خلاله هدفًا افتتح به منتخب “الأسود الثلاثة” التسجيل.

لكن أمام لاتفيا، وبعدما بدأ اللقاء للمرة الثانية على التوالي، قرر توخيل سحبه في الدقيقة 67، رغم تقدم إنجلترا بهدف نظيف، لم يكن الهدف منح اللاعب الراحة فقط، بل جاء القرار تحسبًا لحصوله على بطاقة صفراء ثانية قد تضع الفريق في موقف صعب.

تحدث توخيل عن قراره قائلاً: “شاهدنا جميعًا كيف يمكن أن تتغير الأمور في لحظة بسبب بطاقة حمراء، عندما تكون متقدمًا 1-0، فأي خطأ قد يكلفك المباراة، لم يكن قراري سهلاً، خاصة أن الإنذار الأول بدا قاسيًا، لكن مع أسلوب لعبه القوي، شعرت أن البطاقة الثانية قد تأتي في أي لحظة، وهذا كان سيعقد الأمور كثيرًا، لذلك قررت استبداله وأشركت فيل فودين بدلاً منه”.

لم تمض سوى دقيقة واحدة على خروجه حتى أضاف هاري كين الهدف الثاني، قبل أن يختتم إيبيريشي إيزي الثلاثية بعد 10 دقائق، مؤكدًا فوز إنجلترا بأريحية.

أوضح توخيل أنه لاحظ تراجع طاقة بيلينغهام مقارنة بالمباراة الأولى: “يمكنك أن ترى المجهود الكبير الذي بذله أمام ألبانيا، بدا لي أنه أقل حيوية أمام لاتفيا، وهذا طبيعي لم أكن متأكدًا إن كان سيوافقني على هذا الشعور، لكنه كان يزداد صلابة في اللعب، لذلك فضّلت إراحته لتجنب أي مخاطر”.

حديث المدرب الألماني يعكس تصريحاته السابقة بعد مباراة ألبانيا، حين قال: “جود لاعب مستعد دائمًا لبذل كل شيء، لكن علينا مساعدته ليجد التوازن داخل منظومة الفريق، حتى يتمكن من التأثير بفعالية دون استنزاف طاقته بالكامل”.

أثار قرار توخيل نقاشًا في الصحافة البريطانية، حيث تساءلت صحيفة ذا تلغراف: “المعضلة الكبرى لتوماس توخيل: تهذيب بيلينغهام أم المخاطرة بانفجاره؟” ورغم موهبة اللاعب الكبيرة، إلا أنه معروف بعدم تردده في اللعب بشراسة، حيث لم يحصل على أقل من 8 بطاقات صفراء في أي موسم، كما تعرض للطرد مرتين منذ انضمامه لريال مدريد.

بعد نهاية التوقف الدولي، أبدى توخيل ارتياحه لكنه شدد على ضرورة التعلم المستمر: “هذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها مع معظم هؤلاء اللاعبين أحتاج إلى فهم كيفية تصرفهم تحت الضغط، سواء في الهجوم أو الدفاع، النتيجة كانت إيجابية، لكن علينا العمل بجد لتحقيق ما يتوقعه الجميع منا”.

يبدو أن توخيل يواجه تحديًا مزدوجًا مع بيلينغهام؛ كيف يستفيد من موهبته الهائلة دون أن يتحول اندفاعه إلى عبء على الفريق؟ الأيام القادمة ستكشف كيف سيتعامل المدرب الألماني مع هذه المعادلة الصعبة.