د. مايا الهواري

الهدف هو الشيء المنشود الذي يسعى لتحقيقه كل فرد من أفراد المجتمع، وبعض هذه الأهداف يتحقق، وبعضها لا يحالفه النجاح لأسباب عديدة، ولكي يتكلل الهدف بالتحقيق، لا بد أن يتسم بالوضوح، وأن يكون محدداً بوقت مترافقاً بالنية، سواء كان قصير المدى أو بعيد المدى، ومن الأفضل أن يبدأ بالأهداف قصيرة المدى التي تبني الأساس لكل شيء، وتكون ثابتة، لأن الأساس المهزوز يعطي نتائج مهزوزة وغير ثابتة، ومنها يتم الانتقال للأهداف بعيدة المدى، كما أنه يجب التمييز بين الهدف والرؤية، فكما علمنا أن الهدف ملموس واضح، محدد واقعي، وهو هدف شخصي، أي للشخص نفسه وليس لأحد غيره، والهدف أناني، ليس بمعنى أن ينسى صاحبه الناس، إنما يعني أن الشخص لديه استحقاق لذاته، ويؤمن بأنه لا بد أن يبني شيئاً لذاته، أما الرؤية فهي غير ملموسة عكس الهدف، الرؤية فيها عطاء للغير وفيها تطوير للفكر، فمثلاً الرؤية للعمل والنجاح به هي التي تجعل المرء يستيقظ باكراً ويذهب لعمله بنشاط، كذلك يساهم في بناء أمة من خلال أفكاره الإيجابية، لذا البدء بالنية واليقين هو المفتاح الأساسي لكل شيء، ومن يمتلك النية فإنه يمتلك الوعي لسر وجوده في هذا الكون، وهذا هو السبب الأول للنجاح، إذ يساهم الوعي بإعادة ترتيب الأولويات التي تختلف من شخص لآخر ومن عمر لآخر، ويعمل المرء على تطوير حالته الروحانية والعملية الجسدية والنفسية، وإن العمل بإيجابية والسعادة والرضى تساعد المرء أن يجد فرصه في الحياة ويستثمرها بأفضل الأشكال، وبالتالي يطور من حالاته الثلاث، وخاصة نهاية كل عام، فيدرس ويحلل ما مر به، وهل حقق ما خطط له وما ينبغي عليه فعله وما التعديلات التي يجب أن يضعها على الخطط السابقة أو أن يضع أهدافاً جديدة بما يواكب عامه الجديد ومتطلباته نحو التغيير للأفضل مع الاستفادة من الأخطاء السابقة وجعلها درساً يتعلم منه الطريق للتخطيط السليم.
نستنتج مما سبق أن على الإنسان أن يقوم بجرد لحياته وخططه وأهدافه نهاية كل عام، كما تقوم الشركات بعملية الجرد وذلك بغية تحقيق ما يصبو إليه من نجاح، مع الاستفادة من العراقيل التي اعترضت طريقه ومواكبة التطور الحاصل.