فيما الإرهاب والإجرام يرتع في العالم: تونس آمنة برجالها - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فيما الإرهاب والإجرام يرتع في العالم: تونس آمنة برجالها - عرب فايف, اليوم الجمعة 3 يناير 2025 04:47 مساءً

فيما الإرهاب والإجرام يرتع في العالم: تونس آمنة برجالها

نشر بوساطة فؤاد العجرودي في الشروق يوم 03 - 01 - 2025

2339382

في غمرة صعود منسوب الإرهاب والإجرام بشكل غير مسبوق حتى في أعتى الدول يندفع الدعاء «اللهم احفظ تونس وشعبها». إنه بالفعل عالم مخيف يعيش على وقع ارتدادات الانهيار الحضاري للغرب الجماعي واستتباعاته في دول الجنوب التي فشلت في بناء مشروع وطني يخلصها من الإرث الاستعماري فقد أطل العالم الجديد بمذابح في قلب أوروبا والولايات المتحدة وتصادم مخيف بين المؤسسات السيادية في كوريا الجنوبية وهجوم إرهابي في الصومال العالقة في قلب الصراع المحتدم بين العالمين القديم والجديد. وبالنتيجة يبدو الإقليم والعالم بمثابة برميل بارود في حالة انفجار لدرجة أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أطلق مؤخرا صيحة فزع إزاء ارتفاع منسوب الجريمة بشكل غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة التي تعيش أوضاعا داخلية مشابهة لمرحلة التأسيس التي تأثرت بالصراع على «الأرض والذهب» بين المستوطنين الوافدين من القارة العجوز. والواضح أن حيّزا هاما من الإرهاب والإجرام الذي يرتع في مواقع متفرّقة من العالم يهدف إلى الإلهاء وإشاعة الخوف باعتباره ركيزة هيمنة ما يسمى «الماسونية العالمية» وذلك بهدف كبت الاحتقان الداخلي المتفاقم الناجم عن الخوف من فقدان المكتسبات وكسر التيار التحرري الجديد في بلدان الجنوب التي تتطلع إلى نظام عالمي جديد يضع حدا لمنطق الغاب الذي وسم مرحلة الشرطي الأوحد التي عاشت خلالها البشرية على وقع انحطاط أخلاقي غير مسبوق في التاريخ لدرجة أن الإرهاب أصبح ديمقراطية وذلك في خضم اهتراء منظومة التحكيم الدولي التي وصلت إلى مرحلة العجز التام عن صون حرمة الشعوب وسلطة القانون الدولي. وفي خضم هذه المعادلة المخيفة يعيش الشارع التونسي على وقع عودة الاحساس بالأمن الذي يعكس مدى ثبات ويقظة المؤسستين العسكرية والأمنية في حماية بلادنا من كل الشرور وصون حق المواطن في حياة آمنة فقد استقبلت تونس في العام المنقضي ما يربو عن 10 ملايين سائح كما مرت المواعيد الكبرى مثل العطلة المدرسية ورأس السنة الإدارية بسلام مما دعّم ثقة التونسيين في المستقبل فالاستقرار الأمني هو أساس كل شيء إذا توفر سهل رفع سائر التحديات. والأهم من ذلك أن الشعب التونسي بدأ يتخلص من موروث العشرية السوداء التي كثر خلالها تقييد الجرائم «ضد مجهول» في خضم التحوّل الكبير الحاصل على مستوى ردة الفعل الأمنية La réactivité. فالملاحظ في الآونة الأخيرة أن الجرائم بكل أشكالها صارت تتفكك في وقت وجيز. إن ميراث العشرية السوداء هو بالفعل حمل ثقيل ومعقد لكن المقياس الأمني يشير بكل وضوح إلى أن المؤسسات الحيوية السيادية المتشبعة بواعز الفداء حريصة كل الحرص على تكريس الإرادة الحرة للشعب التونسي من خلال إعادة ترسيخ قيمتي العدل والأمن وكلاهما متلازمتان لاكتساب المناعة الذاتية واجتثاث جذور الارتداد إلى التخلف. وبالنتيجة تتحمّل كل من المؤسستين العسكرية والأمنية مسؤولية وطنية شريفة لإسناد توق الشعب التونسي إلى ملحمة بناء جديدة تضمن استدامة ثنائية الأمن والرخاء وتحقق له المكانة التي تليق به في ركب الحضارة الانسانية. وعلى هذا الأساس يتحمّل المواطن بدوره واجب صون مكتسبات بلاده من خلال التشبع بروح الالتزام ومعايير التحضّر والتفاني في عمله وتنشئة أبنائه فالمواطنة هي أساس دولة المؤسسات ومجتمع القانون.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق