نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“تجنيد الحريديم”: تحديات أمنية وإقتصادية تواجه حكومة نتنياهو - عرب فايف, اليوم الجمعة 3 يناير 2025 03:14 مساءً
تعاود مسألة تجنيد الحريديم توتير الداخل الاسرائيلي مرة جديدة. مؤخراً احتشدت زوجات وأمهات جنود إسرائيليين احتجاجاً على إعفاء اليهود المتشددين «الحريديم» من الخدمة العسكرية. ومنذ أشهر، تقام مساء أيام السبت من كُل أسبوع في تل أبيب هذه الاحتجاجات من قبل رافضي التجنيد وأهالي الجنود على السواء.
سبب إعفاء “الحريديم” من التجنيد ؟
يعود إعفاء “طائفة الحريديم” أو “اليهود المتشددين” إلى العام 1948، أي في المرحلة الاولى من إنشاء الاحتلال في فلسطين . وقتها أعفى ديفيد بن غوريون، أول رئيس للوزراء، نحو 400 طالب من الخدمة العسكرية ليتفرغوا لدراسة التوارة لما لها من أهداف دينية وعقائدية بالنسبة لهم كيهود.
وبما أن الطائفة تتميز بسرعة نموها حيث أن متوسط حجم الاسرة الحريدية (4-5 أطفال لكل أسرة)، أصبحت الإعفاءات عبئاً مادياً على الحكومات، فالحريديون اليوم يشكلون أكثر من 13% من حجم سكان الكيان، ويتوقع أن ترتفع نسبتهم إلى حوالي الثلث في غضون 40 عاماً.
تعيش عائلات هذه الطائفة على التبرعات والمزايا الحكومية والحوافز التي تقدم لهم وعلى أجور زوجاتهم اللواتي يعملن بأجور زهيدة.
“تهديد وجودي لإسرائيل”
كتبت جيروزاليم بوست : إقتصاديون إسرائيليون بارزون: سياسة الحكومة تجاه الحريديم تشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل.
تتحدث الصحيفة عن رسالة وقعها عدد كبير من خبراء الاقتصاد الإسرائيليين البارزين، بما في ذلك 73 أستاذاً، بعضهم من المؤسسات الأكاديمية الرائدة في “إسرائيل”، مفادها بأن سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه السكان اليهود المتشددين – إلى جانب معدل النمو المرتفع – تقود إسرائيل إلى مسار خطير يهدد اقتصاد البلاد ومجتمعها. وجاء في الرسالة: “إن إسرائيل والمجتمع الحريدي يعتمدان على بعضهما البعض: إن ازدهار اسرائيل يتطلب مساعدة المجتمع الحريدي في الاقتصاد والأمن والمجتمع. وإلا لا يمكن للمجتمع الحريدي أن يستمر على المدى الطويل.
تستفيد الطائفة من الحكومة، وبالمقابل لا تستفيد الاخيرة منها سوى أنها عبء . ولقد عززت الحرب الأخيرة هذه المسألة خصوصاً أن رجال الحريديم يرفضون الالتحاق بالتجنيد أو إرسال أبنائهم حفاظاً على هويتهم الدينية. في المقابل، أدى تمييز الطائفة من قبل الحكومات المتعاقبة إلى خلق هوة بينها وبين الفئات الاخرى في الداخل الإسرائيلي، تتمثل في أن يقوم شخص بدفع ضريبة مقابل آخر لا يدفع، أو أن يشارك مستوطن في حرب مع الجيش مقابل مستوطن آخر يتفرغ للتوارة. تسببت هذه الهوة بشرخ إجتماعي نتجت عنه إحتجاجات من قبل أهالي جنود إسرائيليين للمطالبة بإلتحاق رجال الحريديم بالتجنيد أسوةً بأبنائهم.
في هذا السياق يقول الباحث في الشؤون الاسرائيلية الاستاذ علي حيدر لموقع المنار :”أن هؤلاء ليسوا جزءاً من الدورة الإقتصادية في إسرائيل، باعتبار أن برامجهم التعليمية تقتصر على التوراة وبعض العلوم الأخرى، في المقابل الاقتصاد الإسرائيلي هو اقتصاد متطور بمعنى أن من يريد أن يكون جزء من دورة الإنتاج يحتاج إلى أن يتمتع بمزايا علمية معينة، وهو أمر غير متوفر فيهم، لذلك هم يشكلون عبئاً اقتصادياً على المجتمع الاسرائيلي . وهو أمر ينعكس على كافة المستويات الاقتصادية والعسكرية والإجتماعية، ويشكل أحد موارد الانقسام الذي تعاني منه إسرائيل. و إذا ما أضفناه إلى العوامل الأخرى، هو يشكل عاملاً ذات أبعاد إستراتيجية تتصل بمستقبل إسرائيل”.
إعفاء المتدينين المتشددين من الخدمة العسكرية سيكلف إسرائيل غالياً
نقلت صحيفة “تايمز أوف اسرائيل” تحذيراً عن مسؤولين في وزارة الخزانة من أن قانون إعفاء المتدينين المتشددين من الخدمة العسكرية سيكلف إسرائيل غالياً. تقول إدارة الموازنة بوزارة المالية إن التكلفة السنوية للاقتصاد بسبب العبء الحالي على جنود الاحتياط تبلغ 8 مليارات دولار، ولكن يمكن تخفيفها من خلال تجنيد المزيد من المتدينين المتشددين. وبسبب أعباء الحرب التي شُنت على غزة ولبنان، حصلت أزمة في القوى البشرية في ضوء ارتفاع عدد القتلى والجرحى الذي ناهز عشرة آلاف ضابط وجندي، بحسب جيش الإحتلال، بينما يعاني الآلاف من مشاكل نفسية. وقضى جنود الاحتياط شهورًا طويلة في الجيش، ولم يتمكنوا خلال هذه الفترة من العمل. وعادةً ما يخدم جنود الاحتياط لمدة شهر واحد فقط في العام، مما انعكس على المستوى المعيشي لعائلاتهم.
وبحسب وزارة المالية، فإن الطريقة الأكثر فعالية لتعزيز التجنيد ستكون استهداف المنح التي يتلقاها الرجال الحريديم الذين يشاركون في الدراسة بدوام كامل في المدارس الدينية، وإعانات الرعاية النهارية لأطفالهم، وفوائد التأمين الوطني، والفوائد عند شراء منزل والضريبة البلدية، إلى جانب حظر الحصول على رخصة قيادة أو السفر إلى الخارج.
“حريدي” يشرح رفضه مسألة التجنيد
يرفض اليهود من هذه الطائفة المتشددة الالتحاق بالجيش، انطلاقاً من معتقد ديني. يشرح يوليش كراوس وهو يهودي من طائفة الحريديم رفضه لمسألة التجنيد، حيث يقول إنهم كيهود لا علاقة لهم بإسرائيل وهم لا يريدون القتال من أجلها. هم بحسب إعتقاده “بنو إسرائيل”، وبين “فكرة إسرائيل” و “بني إسرائيل” فرق، ويعتبر أن الحكومة الاسرائيلية تريد تجنيد أبناء الطائفة بهدف تصفيتهم، فمن يذهب إلى الجيش يُصبح علمانياً بشكل تدريجي مما يؤدي الى القضاء على الطائفة.
هنا يؤكد الباحث في الشأن الاسرائيلي الاستاذ علي حيدر: ” أن هؤلاء بدأوا يتحولون إلى مشكلة أكثر تجذر اً وتأثيراً في الواقع الإسرائيلي بسبب تكاثرهم العددي .حيث تشير التقديرات إلى أنهم يتجاوزن عتبة المليون نسمة ما يعني أنه يمكن تجنيد عشرات الالاف منهم في ظل حاجة إسرائيل إلى مزيد من الجنود نتيجة التطورات التي شهدتها خلال أحداث الحرب أي منذ 7 أوكتوبر 2023 ، أضف الى رغبتها في بناء جيش كبير يلائم التحديات”.
كما تتميز الطائفة عن التيار الصهيوني الديني في أكثر من عنوان،فالتيار الصهيوني الديني هو تعبير عن القومية اليهودية، يعني يجمع بين الانتماء الديني وبين الانتماء القومي، في حين أن الحريديم لا ينتمون ولا يعترفون بالعقيدة القومية اليهودية، أي بالصهيونية. إضافة إلى ذلك يتميزون بالموقف من المشاركة في الجيش. بمعنى أن الصهيوني الديني، يشجع على المشاركة في الجيش وهم يشكلون مجموعات أساسية من القوات البرية النوعية في حين أن الحريديم يعتبرون المشاركة في الجيش مشكلة من الناحية الشرعية فضلا عن كونها تساهم في تذويب الشخصية المتدينة.
عروض عمل لكل حريدي يلتحق بالتجنيد
نقل موقع “واي نت” أن شركة تكنولوجيا فائقة قدمت عرضاً تضمّن الآتي: كل حريدي يتجند في الجيش سيحصل على وظيفة. حملة جديدة وغير عادية قامت بها شركة One Technologies بدأت تثير الاهتمام في المجتمع اليهودي المتشدد، تتعهد بتوفير العمل لكل من سيذهب الى التجنيد. الحملة ظهرت منذ عدة ايام في مختلف الشوارع. الشركة، التي يتم تداول أسهمها في بورصة تل أبيب والمدرجة في مؤشر تل أبيب 125، صرح رئيسها التنفيذي لموقع “واينت” بأنه يعني كل كلمة وأن الشركة لا يمكن أن تقوم بهكذا إعلانات من أجل العلامة التجارية فهي لا تحتاج لذلك. وقال: “كل شاب حريدي يلتحق بالتجنيد وبغض النظر عن المنصب أو المدة، سيحصل عند تسريحه من الجيش على مجموعة متنوعة من عروض العمل للاختيار من بينها”.
وقد أثار الاعلان ضجة جديدة بين الجمهور الإسرائيلي: هل هذه محاولة لرشوة اليهود المتشددين للتجنيد؟ أم محاولة من اليسار لكسر ائتلاف نتنياهو؟ أو ربما تكون وسيلة للتحايل مخصصة للعلامة التجارية الذاتية لشركة الإعلان؟ واعتبر عدد من المستوطنين أن الحكومة تقوم بإستجداء هذه الطائفة على حساب بقية السكان، وبمساعدة الشركات في جذب الشباب الحريديم للالتحاق بالتجنيد، حيث يخشى نتنياهو من إستخدام القوة حفاظاً على إئتلافه.
الحضور السياسي للطائفة
يقول الباحث علي حيدر أن لهذه الطائفة وزنها السياسي وقدرتها على الابتزاز . فهي تشكل طرفاً رئيسياً في حكومة نتنياهو كونها تستند إلى قاعدة نيابية مؤلفة من حوالي 14 عضو كنيسة. بمعنى أنه من دون مشاركة وتأييد هذه الأحزاب فلا يمكن للحكومة أن تتشكل أو أن تستمر، لذلك يمنحها هذا عامل تأثير وضغط أساسي على صناعة القرار. سواء من خلال تمثيلها النيابي، أو من خلال وزرائها الذين يشاركون في الحكومة، ويُعتبر الحريديون معنيون بمواصلة إستمرار هذه الحكومة، لأن اليمين الإسرائيلي هو البيئة الحاضنة لهذه الأحزاب باعتبارها تندرج ضمن إطار المعسكر اليميني، ونتيجة حاجة نتنياهو لهم هو الأكثر قابلية لتمرير مطالبهم،ومن ضمنها عدم التجند بالجيش حتى يتحول ذلك إلى أمر مُشرع قانونياً ليس فقط مُشرع بحكم الواقع والمعادلات النيابية. .ليكون أمام نتنياهو سيناريوهان الاول ان يحاول قادة الاحزاب الحريديم الحفاظ على حكومة نتياهو لان اي حكومة تأتي بعده ستكون اكثر عدائية معهم بالمقابل يحاول نتياهو تخليصهم من هذه القضية عبر كسب الوقت . السيناريو الثاني ان يتم تشريع قانون تجنيد جزئي مع الحفاظ على بعض المخصصات وهذا الذي لا تريده الفئات الاخرى من المستوطنين التي تطالب بالمساواة الاجتماعية والمدنية والاقتصادية .
المصدر: اعلام العدو+موقع المنار
0 تعليق