نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوريا "الساحة": هل تنجح أميركا في "دوزنة" صراعات الحلفاء؟! - عرب فايف, اليوم الجمعة 3 يناير 2025 04:08 صباحاً
على الرغم من الصورة "الإيجابية"، التي تسعى الإدارة الجديدة في سوريا إلى تكريسها، على المستوى الخارجي تحديداً، إلا أنه لا يمكن تجاهل التطورات على الساحة الداخلية، خصوصاً على مستوى العلاقة بين مختلف المكونات، لا سيما أنها تبادر إلى مجموعة من الإجراءات التي تثير حولها الكثير من علامات الإستفهام، لا بل من الممكن أن تقود إلى تعقيد المشهد أكثر، لكن ذلك، بشكل أو بآخر، لا ينفصل عن الصراعات القائمة بين اللاعبين الخارجيين.
في هذا السياق، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أنه لا يزال من المبكر الحديث عن مسار التطورات في سوريا، التي ستكون العنوان الحاسم في الفترة المقبلة، بسبب التداعيات التي من الممكن أن تتركها على أوضاع المنطقة برمتها، بعيداً عن الرهانات التي تظهر عند البعض.
بالنسبة إلى هذه المصادر، من المفيد، في المرحلة الراهنة، الذهاب إلى دراسة واقع مختلف الجهات المؤثرة على هذه الساحة، خصوصاً الخارجية منها، نظراً إلى أن السلطة الداخلية لا تزال تواجه مجموعة من الصعوبات، حيث تركيزها ينصب على كيفية الحصول على الشرعية الخارجية قبل أي أمر آخر.
من حيث المبدأ، أبرز اللاعبين، بعد رحيل النظام السابق، هم تركيا وإسرائيل وأميركا، على إعتبار أن التطورات أخرجت إيران من المعادلة، في حين أن روسيا باتت في موقع ضعيف، بعد أن كان ينظر إليها على أنها اللاعب الأبرز، وبالتالي أقصى طموحها قد يكون، في المرحلة الحالية، هو الحفاظ على قواعدها العسكرية.
من وجهة نظر المصادر المتابعة، تركيا هي صاحبة التأثير الأكبر، لكن لديها مجموعة واسعة من التحديات، التي من الممكن أن تقودها إلى الصدام مع اللاعبين الآخرين، حيث التحدي الأول كيفية تعاملها مع "قوات سوريا الديمقراطية"، ذات الأغلبية الكردية، التي تحظى بدعم الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تركيز الجانب الإسرائيلي على هذه القضية، من ضمن سعيه إلى رفع لواء حماية الأقليات.
بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، تشير هذه المصادر إلى أن تل أبيب، التي قد تكون من أبرز المستفيدين من معادلة إخراج إيران من سوريا، مع ما يعنيه ذلك قطع طرق الإمداد إلى "حزب الله" في لبنان، الأمر الذي كانت تطالب به في مفاوضات إتفاق وقف إطلاق النار، لن تكتفي بذلك، لذلك سارعت إلى مجموعة من الخطوات العسكرية، منها الضربات الجوية التي إستهدفت قدرات الجيش السوري، بالإضافة إلى التوغلات البرية الواسعة، مع العلم أنها في التصاريح الرسمية تعتبر أن السلطة الجديدة عبارة عن عصابة إرهابيّة، ما يدفعها إلى رفع لواء الدفاع عن الأقليات.
ضمن هذا المسار، قد يكون من الطبيعي السؤال عن الدور الأميركي، حيث سارعت الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن إلى فتح قنوات إتصال مع الإدارة الجديدة، في حين كان الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد رأى أن تركيا ستكون أكبر المستفيدين، حيث السؤال الأساسي يبقى حول قدرة واشنطن على رعاية التوازنات، نظراً إلى أنها الأكثر قدرة على "دوزنتها"، بسبب التحالفات التي تجمعها مع الجانبين التركي والإسرائيلي، من دون تجاهل الدور العربي.
من وجهة نظر المصادر المتابعة، الإنفتاح العربي الحالي على القيادة الجديدة في سوريا يأتي من باب السعي إلى الإلتحاق بالمشهد، خصوصاً أن العديد من الجهات العربية الوازنة كانت قد بادرت، في الأشهر الأخيرة التي سبقت رحيله، إلى الإنفتاح على النظام السوري السابق، من ضمن معادلة السعي إلى إبعاده عن الحضن الإيراني، في حين أن سقوط دمشق في الحضن التركي قد يكون تحد أكبر بالنسبة إليها، وبالتالي لا يمكن الإكتفاء، في قراءة المشهد، بالصورة السطحية لخطوات هذه الجهات.
في المحصلة، ترى هذه المصادر أن ما تقدم يقود إلى معادلة واضحة، تقوم على أساس قدرة واشنطن على رعاية التوازنات، التي تصب في نهاية المطاف في صالحها، الأمر الذي من المفترض أن يظهر في مواقف المكونات السورية المختلفة، لكنه يتطلب تضحيات كبرى قد لا تكون بعض الجهات في وارد تقديمها، من دون تجاهل سلوك الإدارة السوريّة الجديدة، الذي قد يفقدها القدرة على السيطرة الداخلية.
0 تعليق