ربما لن يستعيد فريق أرسنال الأول لكرة القدم نجمه المصاب بوكايو ساكا حتى نهاية الموسم، لكنَّ الإنجليزي إيثان نوانيري «17 عامًا»، أظهر لمحاتٍ حول ما يمكنه أن يقدِّم بدلًا من الجناح بعد الأداء الرائع خلال الفوز 3ـ1 على ضيفه برينتفورد، الأربعاء.
وغالبًا ما يكون ساكا الاسم الأول في تشكيلة أرسنال، لكن ابتعاده عن الملاعب لأكثر من شهرين بعد جراحةٍ في أوتار الركبة، جعل أرتيتا يحاول الوصول إلى حلٍّ سريعٍ، لا سيما مع تطلُّع أرسنال لتقليص فارق النقاط الست مع ليفربول المتصدر.
وخاض جابرييل مارتينيلي تجربةً لسد فراغ ساكا على الجبهة اليمنى، لكنَّ البرازيلي صاحب القدم اليمنى لم يقدم الأداء المتوقَّع منه عندما فاز الفريق على إيبسويتش تاون. وتألَّق مارتينيلي عندما عاد إلى الجناح الأيسر أمام برينتفورد، وسجل هدفًا بتسديدةٍ مذهلةٍ.
ومع معاناة أرسنال من الإصابات، وإرهاق لاعبيه، قرَّر أرتيتا منح نوانيري مشاركته الأولى لاعبًا أساسيًّا في الدوري على الملعب ذاته الذي ظهر فيه للمرة الأولى عندما كان عمره 15 عامًا.
وقال أرتيتا: «اتخذت هذا القرار، لأنني اعتقدت أنه أفضل لاعبٍ يمكن أن يشارك أساسيًّا في المباراة، ولأن هناك قصةً جيدةً هنا مع ظهوره للمرة الأولى مع الفريق. شارك للمرة الأولى أساسيًّا في الدوري الممتاز، وفي بعض الأحيان يراودك هذا الشعور، وتشعر بأنه الاختيار الصحيح. مَن يدري؟ أعتقد أنه كان هادئًا للغاية، وفي قمة تركيزه، وكان مبادرًا. إنه مبهر للغاية».
ولم يُظهر نوانيري أي علاماتٍ على التوتر في أول مشاركةٍ له أساسيًّا مع الفريق، وكان اللاعب الشاب شعلة نشاطٍ على الجانب الأيمن، وتقدم بالكرة بسهولةٍ، وتجاوز لاعبي خط وسط ومدافعي برينتفورد بطريقةٍ رائعةٍ، خاصَّةً كين لويس بوتر، الظهير الأيسر.
ومزج الجناح الإنجليزي الجريء بين السرعة والتحركات الذكية، وكانت هناك أوقاتٌ لم يلمس فيها الكرة بقدميه حتى أثناء المراوغة، بل كان يتحرك بسرعةٍ بجسده، ويمر من لاعبي برينتفورد المذهولين.
وكان نوانيري اللاعب الوحيد الذي أكمل كل تمريراته في الشوط الأول على الرغم من ضغط لاعبي برينتفورد، وكان أيضًا يؤدي واجبه في الضربات الركنية مع فريقٍ، تألق في تسجيل الأهداف من الضربات الثابتة.
وواصل اللاعب تألقه في الشوط الثاني حيث أدت ركلته الركنية إلى هدف ميكل ميرينو، الذي وضع أرسنال في المقدمة قبل أن يرسل تمريرةً عرضيةً خطيرةً داخل منطقة الجزاء، فشل دفاع برينتفورد في إبعادها، ما منح مارتينيلي فرصةً ليجعل النتيجة 3ـ1.
وأصبح نوانيري، بعمر 17 عامًا و286 يومًا، ثالث أصغر لاعبٍ يشارك أساسيًّا مع أرسنال في الدوري الممتاز بعد سيسك فابريجاس، وثيو والكوت.
ومع خوض تسع مبارياتٍ في كل المسابقات خلال شهر يناير المزدحم، سيحتاج أرتيتا إلى كل مساعدةٍ يمكنه الحصول عليها، وحتى لو كان ساكا لا يمكن تعويضه، تمنح إمكانات نوانيري أرسنال خيارًا آخر.
وإذا كان أرسنال يفكر في التعاقد مع بديلٍ مؤقتٍ لساكا الشهر الجاري، فإنه سيكون مطمئنًا إلى أنه لن يضطر إلى دفع أي مبلغٍ لامتلاكه جوهرةً، تتمثَّل في نوانيري، الذي نشأ في صفوف الأكاديمية بعد أن انضم إلى النادي في الثامنة من عمره.
وأضاف أرتيتا: «كان جيدًا حقًّا. خلال التدريبات أعطانا كل الأسباب ليشارك. كان في إمكاننا التعاقد مع لاعبٍ من أي بلدٍ، وكان نوانيري سيشارك. نحن نطوِّره. لعب بالفعل كثيرًا من المباريات، وكثيرًا من الدقائق بالنسبة لعمره. هو يستحق ذلك تمامًا».