أكد رياضيون أهمية قيام اتحاد كرة القدم والجهاز الفني والإداري للمنتخب الوطني الأول بوضع خريطة طريق لتصحيح مسار «الأبيض» من جديد، في أعقاب الإخفاق الذي صاحب مشاركته الأخيرة في «خليجي 26» في الكويت، وخروجه مبكراً من الدور الأول دون أن يحقق أي انتصار خلال ثلاث مباريات خاضها في البطولة.

وحدد الرياضيون أبرز النقاط التي يمكن أن تشملها خريطة الطريق، والتي تتمثل في معالجة الخلل في المنظومة الدفاعية بشكل جذري، تفادياً لتكرار الأخطاء التي كلفت المنتخب ثمناً باهظاً بالخروج مبكراً من كأس الخليج، إضافة إلى دعم المنتخب ببعض اللاعبين، مثل عودة المهاجم علي مبخوت، وعلي صالح، وضم بعض العناصر التي برزت بشكل جيد في الفترة الأخيرة، مثل لاعبي الشارقة كايو لوكاس ولوان بيريرا، فضلاً عن العمل على تهيئة اللاعبين نفسياً، وإخراجهم من حالة الإحباط نتيجة لما حدث في البطولة، والانتقادات التي طالتهم، مشددين على أهمية تجهيز المنتخب بشكل جيد للاستحقاق الأهم وهو المباريات المتبقية له في الدور الثالث من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

وودّع المنتخب «خليجي 26» إثر تعادله في مباراتين أمام قطر وعمان بالنتيجة ذاتها 1-1، وخسارته من الكويت 1-2، ليحتل المركز الأخير في ترتيب المجموعة الأولى برصيد نقطتين فقط، بالتساوي مع قطر التي ودّعت أيضاً، فيما تأهل عن المجموعة منتخبا الكويت وعمان.

وتنتظر المنتخب أربع مباريات مهمة، ستحدد مصيره في التصفيات الحاسمة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، حيث سيلعب أمام إيران وكوريا الشمالية في مارس المقبل، بينما يواجه أوزبكستان وقيرغيزستان في يونيو المقبل.

وقال الرياضيون لـ«الإمارات اليوم»: «ضم بعض اللاعبين، مثل عودة المهاجم علي مبخوت وعلي صالح، والمدافع شاهين عبدالرحمن، إضافة إلى ضم ثنائي الشارقة كايو لوكاس ولوان بيرير، يمكن أن يسهم في حل المشكلات الدفاعية والهجومية التي عانى منها المنتخب في الكويت، ويساعده في تقوية حظوظ التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه بعد 1990».

تصحيح المسار

وقال رئيس شركة كرة القدم في نادي اتحاد كلباء، محمد عبيد اليماحي، رداً على سؤال عن كيفية العمل على تصحيح مسار المنتخب مجدداً في أعقاب ما حدث له في كأس «خليجي 26»، إن «هناك فرصة لتجهيز المنتخب من خلال الدوري»، مضيفاً «الدوري الإماراتي قوي وليس ضعيفاً، وصارت نوعية اللاعبين فيه على مستوى عالٍ، وهناك لاعبون جيدون يمكن أن يتم تدعيم المنتخب بهم».

وأضاف اليماحي «لا ندري ماذا يحدث في المنتخب، هل هي اختيارات مدرب أم ماذا؟ لكن بالنسبة لي أرى أهمية تدعيم المنتخب ببعض العناصر التي يحتاج إليها فقط».

وعن اللاعبين الذين يرشحهم للانضمام إلى المنتخب في الفترة المقبلة، قال اليماحي الذي سبق له أن عمل عضواً بمجلس إدارة اتحاد كرة القدم: «أطالب بعودة المهاجم علي مبخوت إلى المنتخب، إلى جانب عودة كل من علي صالح، والمدافع شاهين عبدالرحمن الذي يحتاجه المنتخب في خط الدفاع، وأن وجود أمثال هؤلاء اللاعبين يمكن أن يحل كل مشكلات المنتخب».

وبشأن كيفية معالجة الأخطاء التي كشفتها مشاركة المنتخب في كأس الخليج، أكد اليماحي أن هناك أسئلة كثيرة بشأن ما يحدث في المنتخب بحاجة إلى إجابات.

عودة علي صالح

وشدد لاعب المنتخب الوطني والوصل السابق، فاروق عبدالرحمن، على أهمية تصحيح مسار المنتحب، ومعالجة الأخطاء التي صاحبت المشاركة في «خليجي 26»، خصوصاً على صعيد الأخطاء الدفاعية التي وصفها بأنها أخطاء فردية بدائية، محذراً من استمرار مثل هذه الأخطاء دون علاج من قبل مدرب المنتخب باولو بينتو، لافتاً إلى أهمية وجود منظومة دفاعية واضحة في المنتخب.

وأشار فاروق عبدالرحمن إلى أن الكل ينادي بعودة علي مبخوت إلى المنتخب مجدداً، لكنه بالنسبة له يرى أهمية عودة اللاعب علي صالح، وقال: «لو كان

علي صالح موجوداً لتمكّن المنتخب من الصعود إلى الدور نصف النهائي في كأس الخليج، لأن له تأثيره»، متسائلاً عن سبب استبعاده من المنتخب في الفترة الماضية.

وأضاف عبدالرحمن: «عودة علي صالح، وضم لاعبي الشارقة كايو لوكاس ولوان بيريرا، يمثل إضافة كبيرة للمنتخب في المرحلة المقبلة»، مشيراً إلى أهمية دور مدرب المنتخب في عملية التهيئة النفسية للاعبين.

ضياء: عدم وجود الهداف

ويرى اللاعب الدولي السابق والمحلل الفني أحمد ضياء، أنه من الناحية الفنية فإن المنتخب يعد من أفضل المنتخبات فنياً، لكن مشكلته الرئيسة في «خليجي 26» هي عدم استغلال الفرص، لعدم وجود الهداف، مشدداً على أن هذه المشكلة يمكن حلها بضم بعض العناصر واللاعبين المميزين الذين يحق لهم تمثيل المنتخب، مثل لاعبي الشارقة كايو لوكاس ولوان بيريرا.

وأضاف ضياء: «المهمة القادمة والأهم هي المباريات المتبقية في الدور الثالث لتصفيات كأس العالم 2026، لذلك فإن المنتخب بحاجة إلى تدعيم صفوفه ببعض اللاعبين».

وبسؤاله عن الكيفية التي يمكن أن تتم بها تهيئة اللاعبين نفسياً لإخراجهم من حالة الإحباط، أكد أحمد ضياء أن هذا الأمر يعتمد على مدى التعاون بين المنتخب واتحاد الكرة والأندية، وقال: «استئناف الدوري من جديد سيجعل اللاعبين يركزون مع أنديتهم، وتدريجياً فإنهم سيخرجون من أجواء البطولة، وسيركزون في الاستحقاق القادم، وطي صفحة كأس الخليج في الكويت».