مع الشروق .. سوريا في عين صراع القوى الكبرى - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. سوريا في عين صراع القوى الكبرى - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 12:30 صباحاً

مع الشروق .. سوريا في عين صراع القوى الكبرى

نشر في الشروق يوم 30 - 12 - 2024

2338953
"سوريا لعبة معقدة" كان هذا الوصف الذي أطلقه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام معدودة من سقوط النظام السابق، والذي يشي في مضمونه اضافة الى سر انهيار السابق، أن سوريا تعيش وستعيش أمام لعبة مصالح أشد تعقيدا.
من الصعب جدا الآن القول إن سوريا دولة مستقلة ذات سيادة، أو أنه يمكنها أن تكون كذلك في المدى القريب، ليس بمجموعة صغيرة من المقاتلين المؤدلجين أتو بدعم عسكري واستخباراتي خارجي وكانوا يديرون محافظة (ادلب) أن يصنعوا دولة أو أن يديروها.
تسيير جماعة مسلّحة ليس كتسيير دولة مثل سوريا، لذلك يدرك جيّدا "القائد" الجديدة لسوريا أحمد الشرع انّه لم يأت وفق أصول صلبة كثورة شعبية أو لثراء رصيده النضالي السياسي وإنما دفعته أطراف معيّنة لسدّة المهمة المطلوبة صوريا، بينما يظلّ مصير سوريا الحقيقي بين أيدي صانعيه.
مشكلة سوريا الحقيقية والاستراتيجية أنّها في قلب صراع مشروعين، بغض النظر عن مدى أهلية وصلاحية النظام السابق، فهي من جهة حجر زاوية في مشروع العملاق الصيني –مبادرة الحزام والطريق- ومن جهة أخرى عنصر أمان كبير في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
وهذا الصراع الكبير سيظلّ "الثائرون الجدد" في سوريا مجرّد شهود على أطواره، والكلمة الفصل فيه هنا لتركيا أولا وللاحتلال وحلفائه الغربيين ثانيا، بما أنّ الصين بعيدة تقريبا عن مجريات الصراع ميدانيا، أما روسيا فتقتصر مصالحها على النفوذ والتواجد العسكري.
أنقرة التي تريد الآن نيل الشرعية الدولية لأتباعها في دمشق، ليس من مصلحتها التركيز مع الاحتلال الاسرائيلي في هذه الآونة، بل تصبّ تركيزها على تثبيت وجود الحاكمين الجدد في دمشق أوّلا والقضاء على المكوّن الكردي في سوريا ثانيا.
لذلك لم تعر أنقرة او حلفاؤها الجدد في دمشق اي اهتمام للاحتلال الاسرائيلي للأراضي السورية، حيث فجأة نامت أعين "الثوار" عن ملاحظة الاعتداء الصهيوني على الأراضي السورية ويكتفون فقط بملاحقة ما يسمّونه ب"فلول" نظام الأسد وهي سياسة تعمية عن الوقائع الحقيقية سواء المتعلّق منها بالكيان الصهيوني او بالعملية السياسية التي قال الشرع إنها لن تتم قبل 4 سنوات.
الى أي مدى يمكن أن تحمي تركيا سوريا ومصالحها فيها من الأطماع الغربية والصهيونية؟ هذا هو السؤال الذي سيحدّد مستقبل سوريا أوّلا ومستقبل الأمن القومي التركي في سوريا والمنطقة.
فمن جهة يريد الاحتلال قضم مزيد من الأراضي السورية مع الرغبة في وجود دولة هشّة مقسّمة دون سيادة حقيقية ولا تمثّل أدنى تهديد، ومن جهة أخرى واشنطن حليف رئيسي واستراتيجي للمكوّن الكردي، وهنا سيكون هناك صدام بين أنقرة وواشنطن عاجلا أو آجلا.
وسط هذا كلّه، لا يزال الدور العربي في سوريا غير مفهوم تماما ومنقسما نوعا ما، وهذا يعود لعدم فهم ما يحدث في سوريا و نوايا وتوجّهات الحكام الجدد فيها، وهو ما يضع سوريا على حافّة مغادرة البيئة العربية لها.
وهو أمر ليس بجديد، فلطالما كان العرب دائما بلا استراتيجية وبلا خطة واضحة، وقبل كل شيء بلا وحدة حقيقية، وخير دليل على ذلك جامعة الدول العربية التي يجتمع بمقراتها الزعماء العرب لشرب الشاي والدردشة والاستعراض الإعلامي والتعبير عن القلق والإدانة.
بدرالدّين السّيّاري

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق