دبي: أنور داود
لم يعد التداول في سوق الاسهم يقتصر على المستثمرين التقليديين، الذين يتعاملون عبر مكاتب الوسطاء أو يراقبون شاشات الحواسيب لاقتناص الفرص وحسب، بل غيرت التقنيات الحديثة وجه التداول في أسواق الأسهم في الإمارات والمنطقة وحتى عالمياً، بفضل تطبيقات الهواتف الذكية، حتى أصبحت شاشة التداول من جيب كل فرد، ويكاد لا يخلو منزل من مستثمر، حيث أصبحت عملية التداول أسهل وأسرع، مقارنة مع سنوات سابقة احتكر فيها تنفيذ الصفقات الوسيط عبر رقم هاتفي يتيم، والذي لا يرد إلا على أصحاب الحظ والحظوة.
في سوقي دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية، يمكن للمستثمرين اليوم الوصول إلى الأسواق، وفتح حسابات التداول، والحصول على أرقام المستثمرين بخطوات بسيطة عبر الهاتف المحمول، ما يعكس تحولاً كبيراً في عمليات الاستثمار في الأسهم.
وأصبح بإمكان المستثمر الفرد مهما كان استثماره بسيطاً، أن يتابع عبر التطبيقات التي توفرها شركات الوساطة، حركة الأسهم مباشرةً، والشراء أو البيع من خلال هذه التطبيقات، ما يعزز اتخاذ قرارات استثمارية سريعة، ويضيف مستوى من السهولة والمرونة في تداول الأسهم.
كبار المستثمرين
في السنوات الماضية، كان الوصول إلى وسيط الأسهم يشكل تحدياً، فغالباً ما يكون الخط مشغولاً أو الوسيط غير متاح، إما لانشغاله بضغوط العمل أو لتفرغه لخدمة كبار المستثمرين، خاصة في أوقات الذروة أو الأخبار النوعية، التي تقود الأسهم إلى الصعود أو الهبوط، كما كان من الصعب على المستثمرين أصحاب المبالغ الصغيرة الدخول في عمليات التداول، حيث كان وسطاء الأسهم يركزون بشكل أكبر على كبار المستثمرين، مما حدّ من قدرتهم على تلبية المكالمات وتوفير الوقت لصغار المتداولين، أما الآن فأصبح بإمكان المستثمرين بسهولة وضع أوامر الشراء والبيع، وتحويل الأموال مباشرة عبر التطبيقات الذكية، مما يتيح لهم الدخول إلى السوق بسهولة ويسر.
تداول سلس
كانت شركات الوساطة في الإمارات سريعة الاستجابة للتطورات التقنية، حيث طوّرت منصات رقمية متقدمة، تتيح للعملاء الوصول إلى السوق بأعلى درجات الأمان، بفضل هذه التطبيقات، يمكن لأي شخص (تنطبق عليه الشروط)، التسجيل وفتح حساب استثماري خلال دقائق، مع استخدام أدوات التحقق الإلكترونية، مما يغني عن الإجراءات الورقية الطويلة.
وتتيح التطبيقات التي تقدمها شركات الوساطة للمستخدمين، فتح حسابات بسرعة فورية، من خلال تسجيل سريع وبسيط يمكن للعملاء الحصول على حساباتهم وأرقامهم الاستثمارية إلكترونياً، ليبدأوا التداول بسرعة، كما توفر التطبيقات وسيلة متابعة لحظية للأسهم والقدرة على تنفيذ الأوامر بشكل مباشر، والوصول لبيانات موثوقة، إذ تشمل معلومات السوق، وأداء الأسهم، وبيانات الشركات، مما يساعد المستثمرين على التحليل والاختيار السليم.
المستثمرون الجدد
لم تقتصر الخدمات الذكية على التطبيقات فقط، فالمبادرات الرقمية من قبل سوقي دبي وأبوظبي الماليين، جعلت فتح الحسابات والحصول على رقم مستثمر عملية سريعة ومتاحة عبر الإنترنت، وأصبح بإمكان المستثمرين الجدد التسجيل في السوق وبدء التداول بسهولة، دون الحاجة لزيارة مكاتب الوسطاء أو انتظار فترات طويلة، ما يعزز من فرص انضمامهم إلى السوق بشكل أسرع.
المستثمرون الأفراد
باتت أسواق الإمارات تستقطب عدداً متزايداً من المستثمرين الأفراد، خاصةً الشباب الذين يفضلون الحلول الرقمية السهلة والسريعة. ومعظم التطبيقات مصممة لتكون سهلة الاستخدام، مع خصائص خاصة للمستثمرين المبتدئين، ما ساعد في توسيع قاعدة المتداولين وزيادة نشاط السوق.
توسع القاعدة
ارتفع عدد المستثمرين الأفراد الجدد في سوق أبوظبي للأوراق المالية، في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، بنسبة 7% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ليصل إجمالي عدد المستثمرين في السوق إلى 1.1 مليون مستثمر، بنهاية سبتمبر/ أيلول 2024. واستقطب سوق دبي المالي 91151 مستثمراً جديداً، 85% منهم من الأجانب، ما يعكس جاذبية السوق على الساحة العالمية.
وتضم قاعدة المستثمرين الموسعة لسوق دبي المالي أكثر من مليون مستثمر محلي ودولي من 212 جنسية، ما يوفر السيولة وينشط حركة التداول.
نمو متسارع
من المتوقع أن تستمر التكنولوجيا في دعم النمو المتسارع لأسواق المال الإماراتية، وتتيح آفاقاً أوسع للمستثمرين الأفراد والشركات على حد سواء، ويتوقع أن تحتفظ الإمارات بمكانتها مركزاً مالياً متطوراً يقود الابتكار، ويواكب التغيرات في القطاع المالي العالمي، ما يرفع من تنافسيتها، ويجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وأطلقت الأسواق والبنوك وشركات الوساطة منصات مهمة للمشاركة في الطروحات العامة الأولية إلكترونياً، وعبر الهواتف الذكية، مما أسهم في جذب اهتمام المستثمرين، وخلق شريحة جديدة من المتعاملين.
خبـــراء لـ«الخليج»: إضافة التحليل والبيانات تعزز مكانة التطبيقات
أكد خبراء ل«الخليج» أهمية التطبيقات التي توفرها شركات الوساطة في تسهيل وتسريع وتيرة التداولات في الأسواق سواء في الإمارات أو خارجها، مشيرين إلى أن التطبيقات استقطبت جيلاً جديداً من المستثمرين وعززت توافد المتداولين إلى الأسواق.
وأشار مستشار الاستثمار عميد كنعان إلى تزايد عدد المستثمرين الذين يعتمدون على تطبيقات شركات الوساطة الرقمية في أسواق الإمارات، مشيراً إلى أن الشركات التي استثمرت بشكل كبير في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا شهدت زيادة ملحوظة في عدد المستثمرين وأحجام التداول.
وأكد أن التداول عبر التطبيقات يوفر للشركات وسيلة أكثر فاعلية وأقل تكلفة، حيث يقلل من الحاجة إلى الموظفين التقليديين ويجعل العمليات مثل فتح الحسابات والإيداع والسحب والتداول أكثر سلاسة.
فئات عمرية جديدة
وأضاف كنعان أن شركات الوساطة التي توفر هذه التطبيقات نجحت في استقطاب فئات عمرية جديدة، خاصة من الشباب، حيث حققت هذه الشركات نمواً كبيراً في عدد مستخدميها.
كما أشار إلى أن هناك فارقاً بين الأسواق الإقليمية والأسواق العالمية من حيث قوة تطبيقات التداول من حيث توفير المعلومات، ما يستدعي المزيد من التطوير في هذا المجال.
وشدد على أهمية تحسين عمليات فتح الحسابات، مقارنة بالأسواق العالمية التي تتميز بإجراءات أسرع. كما أشار إلى أن المستقبل سيكون لتطبيقات التداول، حيث يتوقع أن تشهد السنوات القادمة اعتماداً كبيراً عليها في الأسواق الإماراتية، مع توقعات بأن تصل نسبة الاعتماد على هذه التطبيقات إلى 90%.
ودعا إلى ضرورة العمل على دفع شركات الوساطة لتطوير أنظمتها وتخصيص جزء من أرباحها في هذا الاتجاه، مع تعزيز الجانب التحليلي والبيانات في هذه التطبيقات لتواكب الأسواق العالمية وتلبي احتياجات المستثمرين، مؤكداً أن التطبيقات ستكون هي مستقبل التداول في الإمارات، إذ إنها ستحقق تطوراً كبيراً في عمليات التداول، وتثري تجربة المستثمرين بشكل عام.
تسريع عمليات التداول
وقال وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار، إن شركات الوساطة تعد محوراً مهماً في استراتيجية جذب الاستثمارات، سواء كانت محلية أو أجنبية.
وأكد أن هذا القطاع شهد تطوراً كبيراً على مدار العقدين الماضيين من حيث التأهيل والترخيص.
وأضاف: «منذ عام 2004 وحتى 2024، شهدت شركات الوساطة تطوراً بشكل كبير في تأهيل وترخيص الوسطاء، حيث تم التعاون مع معهد (CISI) البريطاني لتدريب الوسطاء على اجتياز امتحانات دولية. هذا النهج أدى إلى تفوق وسطاء الإمارات من الناحية المعرفية».
دور التكنولوجيا في تعزيز التداول
وأشار إلى أن التكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في تسهيل عملية التداول، ما يسهم في تسريع عمليات التداول وهو أمر إيجابي.
وأضاف: «التطبيقات تتيح للمستثمرين متابعة حركة الحسابات، والربح، والخسارة لكل سهم، إضافة إلى أداء المحافظ الاستثمارية بشكل فوري، ما يعزز من وعي المستثمرين بأداء وتطور استثماراتهم خلال فترة زمنية».
مكانة متقدمة
وأكد أن بعض شركات الوساطة في الإمارات تقدم خدمات استشارية متخصصة بترخيص خاص من هيئة الأوراق المالية والسلع، ما يضيف خدمات إضافية للعملاء سواء كانوا من داخل الدولة أو خارجها. وقال: «كل عام نشهد نمواً في أعداد المستثمرين بشكل كبير خلال السنوات الماضية وحسابات التداول الجديدة، سواء في سوق دبي المالي أو سوق أبوظبي المالي. وهذا يعكس الدور المهم لشركات الوساطة في استقطاب مستثمرين جدد وزيادة حجم التداولات».
دور محوري
وقال أرون ليزلي جون، كبير محللي السوق في سنشري فاينانشال إن تطبيقات الوساطة المالية لعبت دوراً محورياً في تحديث تجربة التداول للمستثمرين في دولة الإمارات. فقد عملت هذه التطبيقات على تبسيط عمليات شراء وبيع الأسهم، ما جعل التداول أكثر سهولة وكفاءة وشفافية.
وأضاف: عند مقارنة هذه التطبيقات بالوساطة التقليدية يتضح أن أبرز مزاياها تكمن في توفير الوصول السريع، وإتاحة الاستثمار الجزئي، وتقديم محتوى تعليمي. وتوفر تطبيقات الوساطة الرقمية للمستثمرين إمكانية الوصول إلى الأسواق في أي وقت ومن أي مكان، ما يلغي الحاجة إلى التقيد بمكاتب الوساطة التقليدية. وهذا الوصول المتزايد هو السبب الرئيسي في ارتفاع معدل نمو المستثمرين الجدد مقارنة بفترات الوساطة التقليدية.
وتابع: ميزة أخرى تقدمها بعض التطبيقات، هي إمكانية الاستثمار الجزئي. حيث يمكن للمستثمرين شراء حصص جزئية من الأسهم في وحدات أقل من سهم واحد. وتعد هذه الميزة جذابة بشكل خاص للأسهم ذات الأسعار المرتفعة أو للمستثمرين الذين يرغبون في تنويع محافظهم الاستثمارية دون الالتزام بمبالغ كبيرة في شركة واحدة. علاوة على ذلك، غالباً ما تتضمن هذه التطبيقات مزايا تعليمية مثل الشروح والمقالات والتحليلات السوقية. وهذا يساعد المستثمرين الجدد على فهم كيفية عمل سوق الأسهم، وهو أمر ذو قيمة كبيرة لجذب المستثمرين المبتدئين الذين قد يترددون في دخول السوق بسبب قلة معرفتهم.
أنظمة توجيه الأوامر
وأكد أنه من أحد الابتكارات الرئيسية التي قدمتها شركات الوساطة الرقمية هو التحول من الأساليب التقليدية لوضع أوامر الشراء والبيع عبر الوسطاء إلى القيام بذلك مباشرة من خلال التطبيقات عبر الهواتف المحمولة، وذلك بفضل أنظمة توجيه الأوامر. وتدمج تطبيقات الوساطة الرقمية أنظمة توجيه الأوامر التي تتصل مباشرة بأسواق الأسهم. ويُعد نظام توجيه الأوامر آلية تربط المستثمرين مباشرة بمصادر السيولة المختلفة، ما يمكنهم من تقديم أوامرهم في الوقت الفعلي دون الحاجة لتدخل الوسيط بشكل يدوي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق