تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة التحول الرقمي في المنطقة، حيث يعتمد قادة التكنولوجيا في الدولة تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات بوتيرة متسارعة.
كشف التقرير السنوي للتكنولوجيا في الإمارات الصادر عن «كي بي إم جي»، المؤسسة العاملة في خدمات التدقيق والضرائب والاستشارات، بعنوان «التركيز على الذكاء الاصطناعي والبيانات والاستدامة»، أن أغلبية ساحقة (96%) من قادة التكنولوجيا يخططون لتعزيز قدرات السحابة، خلال ال12 شهراً المقبلة، كما أظهر التقرير أن 41% من المشاركين في الاستطلاع، يعتزمون استخدام الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الكفاءة التشغيلية، في حين يرى 27% من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي، سيكون أداة رئيسية في أتمتة تجربة العملاء، خلال العامين المقبلين.
وبين التقرير أن قادة التكنولوجيا في الإمارات يتفقون مع نظرائهم العالميين، بشان دور الذكاء الاصطناعي في سد فجوات المهارات وتعزيز الإنتاجية، على الرغم من أنهم أبدوا ثقة أقل نسبياً في تأثير الذكاء الاصطناعي على الابتكار، مقارنة بنظرائهم العالميين.
كما أظهرت الإمارات تفوقاً في تبني الحوسبة المتطورة بنسبة 99%، مقارنةً بالمتوسط العالمي البالغ 97%، مما يعكس تركيزها على تحسين معالجة البيانات في الوقت الفعلي، وتقليل زمن الاستجابة، وهما عنصران أساسيان لدعم الاقتصاد الرقمي.
وعلى الرغم من أن قادة الإمارات أظهروا ثقة أكبر في قدرة الذكاء الاصطناعي على دفع المؤشرات المالية والتشغيلية، مقارنة بنظرائهم العالميين، إلا أن التقرير أشار إلى وجود فجوة في مؤشرات الأثر البيئي والاجتماعي، ما يشير إلى وجود فرص محتملة للنمو في هذه المجالات، وفي الوقت ذاته، أعربت أغلبية ساحقة (96%) من القادة نيتهم الاستثمار في تقنيات XaaS، مع تخطيط 40% لإعطاء الأولوية لأمن البيانات، بينما يركز 37% من المشاركين على تحسين إمكانية الوصول إلى البيانات بشكل عادل ومتساوٍ، خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.
أظهرت دراسة استطلاعية حديثة أجرتها شركة «يوغوف» بتكليف من «إس أيه بي»، العاملة في تقنيات الذكاء الاصطناعي عالمياً، أن الشركات في دولة الإمارات تتبنى الحوسبة السحابية بمعدلات عالية، وتخطط لاستثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي، خلال الشهور الخمسة عشرة المقبلة. وتناولت الدراسة عدة عوامل رئيسية تحكم التطبيق الفعال للذكاء الاصطناعي، تشمل استضافة الأعمال الأساسية للشركات في البيئات السحابية، والمدى الذي تغطيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية، وجودة بيانات الأعمال المتاحة، وخبرات الموظفين في مجال الذكاء الاصطناعي، وأظهرت أن 67% من الشركات الإماراتية المشاركة فيها، تستضيف عملياتها التجارية الأساسية على السحابة، فيما تخطط 22% أخرى للقيام بذلك، في غضون الشهور الخمسة عشرة المقبلة.وتؤكد «إس أيه بي» أن استضافة حلول تخطيط الموارد المؤسسية على السحابة تزيد فاعلية الذكاء الاصطناعي، بفضل مزية الوصول الفوري إلى البيانات المحدثة أولاً بأول، وقوة الحوسبة القابلة للتطوير، والقدرة على دمج نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة بسلاسة في إجراءات الأعمال.وسبق أن استفاد معظم الشركات من بعض أشكال الذكاء الاصطناعي، لا سيما في وظائف الأعمال مثل التسويق والاتصالات (42%)، وخدمة العملاء (40%)، والمبيعات (38%)، والمحاسبة والمالية (38%)، وبدرجة أقل في مجالات مثل سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية (27%)، وتطوير المنتجات أو الخدمات (27%).

معدلات عالية
أشار تقرير «كي بي إم جي»، إلى أن تبني تدابير الأمن السيبراني كان شاملاً بين قادة التكنولوجيا في دولة الإمارات (100%)، وعلى مستوى العالم (99%) مما يؤكد التزامهم بحماية الأصول الرقمية، وتعزيز الوضع الأمني في مواجهة التهديدات المتزايدة، ومع ذلك أظهرت الدراسة أن قادة التكنولوجيا في الإمارات يواجهون تحديات كبرى في الحصول على موافقة الإدارة التنفيذية، واعتماد الاستثمارات، حيث إن 3% فقط من قادة التكنولوجيا لا يزالون في مرحلة التصميم الاستراتيجي المبكرة، مقارنة بنسبة 11% عالمياً، مما يشير إلى وجود فرص لتسريع مراحل متقدمة من تطبيق الذكاء الاصطناعي في الدولة..
على مدى العقد المقبل، يتوقع 73% من قادة التكنولوجيا في الإمارات أن يُحدث الذكاء الاصطناعي، تحولاً كبيراً في مشاركة المعرفة، مقارنة ب82% عالمياً وأعرب67% من المشاركين رضاهم عن القيمة المتولدة من الاستثمارات التقنية الحالية، وفي ما يتعلق بإعادة هيكلة الوظائف، يعتقد 81% من المشاركين في الإمارات والعالم أن الذكاء الاصطناعي، سيؤدي إلى أتمتة المهام الروتينية، ويتوقع 77% من المشاركين في الإمارات تحولاً وظيفياً نحو الأدوار الاستراتيجية والإبداعية التي تعزز الابتكار.