خلق الله تعالى الإنسان ذا قدرات محدّدة، وتفكيره كذلك؛ لأنّ القوّة والقدرة العظمى لله تعالى وحده، يهيّئ للإنسان الأمور وييسّرها له، وعلى الإنسان أن يقوم بها متوكّلاً على الله، فوظيفته أن يُعمل عقله وتفكيره لإنجاز أمر يرغب فيه، ويضع طاقته وقدرته للوصول إليه، وفي حال عدم نجاحه في ذلك، رغم كلّ الوسائل والطّرق الّتي قام بها في سبيل ذلك، إلّا أنّه لم يتمّ هذا الأمر، ودليل ذلك أنّ الله تعالى لم يكتب للإنسان إنجازه الآن، بل أخّره لموعد آخر أو ربّما هذا الأمر لا يناسبه حالياً، أو من الممكن أن يكون شرّاً عليه وقد كتب الله له الخير في شيء آخر غيره أفضل منه، وهنا ما على المرء إلا أن يفوّض أمره لله، ويصبر على عدم إنجازه حاليّاً، محتسباً أجره عند الله تعالى؛ لأنّه فعل كلّ ما بوسعه ولكنّه لم ينجح، فكم من أمور يسعى لها المرء وتستغرق سنوات عدّة دون أن تحصل، ولكنّها في النّهاية تحصل بأفضل الطّرق وأيسرها حتّى دون جهد جهيد من الإنسان، وكأنّها تأتي على طبق من ذهب، ذلك أنّ موعدها قد حان الآن وهو الوقت الّذي كتبه الله، فلكلّ شيء أجل مسمّى سيحصل مهما حاول النّاس منعه؛ لأنّ الله قدّره ليحصل وليس بتخطيط الإنسان وتدبيره بل بتدبير الله.
نستنتج ممّا سبق أنّه على المرء أن يعمل جاهداً لتحقيق ما يريد متوكّلاً على الله فإن حصل ما أراده كان أمر الله، وإن تأخّر حصوله فموعده لاحقاً بقدر كتبه الله، أو أنّ الله تعالى كتب للإنسان أفضل منه، فتفويض الأمر لله أفضل طريق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق