تشهد مدينة أسوان أزمة حادة نتيجة انقطاع مياه الشرب عن بعض المناطق منذ بضعة أيام، حيث استمر هذا الانقطاع منذ مساء الإثنين الماضي حتى يوم الجمعة الحالي،على الرغم من المناشدات المستمرة من السكان للجهات المعنية للتدخل وحل هذه المشكلة، لم تثمر تلك النداءات عن نتيجة فورية،ولم يتم التحرك الجاد إلا مساء يوم الخميس، عندما أصدر محافظ أسوان، اللواء دكتور إسماعيل كمال، قراراً بإحالة مدير قطاع المياه بهيئة مياه الشرب والصرف الصحي للتحقيق، وتشكيل لجنة فنية متخصصة لتحديد أسباب العطل وتقديم حلول فعّالة للتعامل مع هذه الأزمة.

أسوان تقدم اعتذارها للسكان المتضررين

في خطوة تعكس تحمل المسؤولية، أصدرت محافظة أسوان بيانًا رسميًا تعتذر فيه بشكل خاص لسكان مناطق المحمودية والصدقة الجديدة وحي اللوتس السكني المتميز وبعض المناطق الواقعة على طريق السادات،وأوضحت في بيانها أن السبب وراء انقطاع المياه يعود إلى تنفيذ شركة المياه لبعض التعديلات بهدف تحسين معدل ضخ المياه في منطقة اللوتس،وقد تطلبت هذه التعديلات تفريغ المواسير من المياه، مما أثر سلبًا على توفر المياه في تلك المناطق.

بعد انتهاء شركة المياه من إجراء التعديلات، تم تشغيل المياه في الشبكة مجددًا،إلا أن تهالك الشبكة وتضاريس الأرض الصعبة ساهموا في تفاقم المشكلة،كما أن دخول الهواء إلى الشبكة نتج عنه أعطال تسببت في انقطاع المياه في بعض المناطق المذكورة،وقد واجهت شركة المياه أثناء محاولاتها إعادة ضخ المياه مشاكل عدة، مما جعل المواطنين يعانون من استمرار ضعف الإمدادات أو انقطاعها بالكامل.

استجابة سريعة من السلطات المحلية

استجابة لتلك الأزمة، قامت شركة المياه باتخاذ إجراءات عاجلة،حيث أُمرت بإرسال سيارات مياه لتمكين سكان المناطق المتضررة من الحصول على المياه،بالإضافة إلى ذلك، تم التنسيق مع المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، لنشر فرق عمل فنية متخصصة مدعومة بالمحابس وقطع الغيار الضرورية، بالإضافة إلى فرق فنية من شركة مياه أسوان للعمل على حل تلك المشكلة.

تشكلت لجنة ة فنية برئاسة اللواء ياسر عبد الشافي، نائب المحافظ للمشروعات، وتضم أستاذًا من كلية الهندسة بجامعة أسوان وعددًا من المتخصصين من الهيئة القومية وشركة مياه الشرب والصرف الصحي والإسكان،وتكمن مهمة هذه اللجنة في فحص كافة المحابس والخزانات والروافع والشبكات المتصلة بالمياه، بهدف الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الأزمة وإيجاد حلول علمية وعملية تمكن من تجنب تكرارها في المستقبل.

تسعى الجهات المعنية في المحافظة جهدًا كبيرًا لإعادة ضخ المياه إلى الشبكة بأسرع وقت ممكن، مما يعكس تضافر الجهود على مختلف الأصعدة لتلبية احتياجات المواطنين وضمان عودتهم إلى الحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن، وينبغي أن يتم التعامل مع مثل هذه الأزمات بشكل استباقي لضمان عدم تعرض السكان لمثل تلك المشاكل مرة أخرى في المستقبل.