نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ثورة لإسقاط رئيس إفريقي موال للكابرانات بعد أيام قليلة من انتخابه - عرب فايف, اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 05:02 مساءً
شهدت الساحة السياسية في الشرق الأوسط وإفريقيا تطورات متسارعة كشفت عن تحولات جذرية في ميزان التحالفات، إذ يبدو أن حلفاء الجزائر التقليديين يتساقطون واحدا تلو الآخر، في مشهد يعيد تشكيل الخارطة السياسية الدولية، حيث أنه وبعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الذي كان يمثل الحليف الأبرز للجزائر في الشرق الأوسط، تواجه موزمبيق، ثاني أكبر حلفاء الجزائر في القارة السمراء، فوضى سياسية عارمة تهدد بدفع البلاد إلى أتون حرب أهلية.
ولم تكن الثلاثة أيام التي تلت فوز الرئيس الموزمبيقي دانييل تشابو، في انتخابات أثارت جدلا واسعا حول نزاهتها، كافية لاستقرار الوضع الداخلي، حيث اكتظت الشوارع الموزمبيقية بالمتظاهرين الذين رفضوا نتائج الانتخابات واعتبروها مزورة، مطالبين بإصلاحات سياسية حقيقية، لتغرق البلاد في حالة من الفوضى، وتصبح مسرحا لتصاعد التوترات السياسية والأمنية.
وجاءت هذه الأحداث بعد تأكيد الرئيس المنتمي للحزب الحاكم، على استمراره في دعم مرتزقة البوليساريو، مجسدا بذلك استمرار ارتباط بلاده بالطرح الانفصالي الجزائري التي بذل عسكرها مساعي محمومة لانتزاع اعتراف من الرئيس الجديد بـ"الصحراء الغربية" المزعومة.
وتأتي الثورة الشعبية الموزمبيقية في سياق دولي أوسع، حيث تتزايد موجات التغيير السياسي التي تهدف للإطاحة بالأنظمة المستبدة، والتي غالبا ما تكون بلاد الكابرانات في طليعة داعميها، ما يضع الجزائر في موقف محرج على الساحة الدولية، ويكشف عن عجزها في الحفاظ على نفوذها وسط تحولات متسارعة تهدد استراتيجيتها الدولية والإقليمية.
وتعكس الأحداث الجارية في موزمبيق بوضوح، حالة العزلة التي تواجهها الجزائر على الصعيد الدولي والإقليمي، ما يضعها أمام خيارات محدودة، ويضعف قدرتها على التأثير في ملفات إقليمية حساسة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، حيث أنه ومع استمرار هذه التغيرات ستجد الجزائر نفسها في مواجهة استحقاقات سياسية واقتصادية واجتماعية تفرض عليها مراجعة سياساتها الخارجية وإعادة التفكير في تحالفاتها التقليدية.
0 تعليق