نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هوشمة تهامة: الحديدة نموذجاً - عرب فايف, اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024 09:08 صباحاً
لا يخفى على أحد أن معايير التوظيف في المؤسسات الحكومية تختلف بين الدول والمؤسسات، ولكنها عادة ما تتبع ضوابط موضوعية تشمل المؤهلات العلمية والخبرات والقدرات الشخصية. إلا أن ما يجري في اليمن، وخصوصاً في تهامة، يمثل خروجاً عن كل هذه القواعد. منذ سيطرة المليشيات الحوثية، تحولت الوظائف العامة والمناصب الحكومية إلى أدوات لتعزيز نفوذ السلالة الهاشمية، وتهميش السكان الأصليين لتهامة، في إطار مشروع طائفي وعنصري ممنهج.
برنامج عنصري ممنهج في تهامة
منذ اليوم الأول لسيطرتهم على تهامة، باشرت المليشيات الحوثية بتنفيذ برنامج عنصري يرتكز على تقسيم المجتمع إلى طبقات بناءً على النسب. قامت هذه المليشيات بإنشاء ما أسمته "اللجان العلمية لتوثيق أنساب السادة الأشراف" في كل مديرية، مثل لجنة مديرية اللحية. ومن خلال هذه اللجان، صنّف الحوثيون سكان تهامة إلى فئتين: "سيد" و"غير سيد"، وهو تصنيف يعكس عقيدتهم العنصرية التي تتجاهل تماماً حقائق التاريخ والجغرافيا التي تقول إن سكان تهامة الأصليين هم أصحاب الأرض الحقيقيون.
السيطرة على المناصب في تهامة والحديدة
في محافظة الحديدة، التي تعتبر قلب تهامة، يظهر التمييز بشكل صارخ. فقد استحوذت المليشيات الحوثية على كافة المناصب المهمة لصالح أفراد من الأسر الهاشمية. وللتوضيح، فقد رصدت في تغريدة على تويتر قائمة بالتعيينات الهاشمية لأهم المناصب في الحديدة، والتي يمكنكم الاطلاع عليها من خلال متابعة هاشتاق #الصراع_الهاشمي_على_تهامة.
من أبرز هذه التعيينات:
حسين مقبولي الأهدل: عضو في مجلس الوزراء.
محمد عياش قحيم الأهدل: محافظ الحديدة.
علي قشر الأهدل: وكيل المحافظة.
محمد أحمد الأهدل: رئيس جامعة الحديدة.
إلى جانب هذه الأسماء، هناك عشرات المسؤولين الآخرين من الأسر الهاشمية المستوطنة في تهامة، مثل بيت الأهدل، القديمي، الهيج، النعمي، الشريف، الرفاعي وغيرهم.
التدخل في البنية الاجتماعية لقبائل تهامة
لم يقتصر هذا التمييز على المناصب الحكومية، بل امتد ليشمل البنية الاجتماعية. فقد عمدت المليشيات إلى فرض شيوخ من الأسر الهاشمية على القبائل التهامية العريقة. على سبيل المثال:
الشيخ الهيج: شيخ قبيلة الواعظات العكية.
الشيخ القوزي الأهدل: شيخ قبيلة صليل العكية.
الشيخ الشراعي الأهدل: شيخ قبيلة العبسية العكية.
هذا النهج العنصري ليس جديداً، بل امتداد لسياسات استعمارية سابقة مارستها الدولة المتوكلية الهاشمية والدولة العثمانية، التي مكنت الأسر الهاشمية من السيطرة على مفاصل تهامة.
السلطة المحلية في الشرعية: وجه آخر للمأساة
المؤسف أن هذا التمييز السلالي لم يتوقف عند المناطق التي تحت سيطرة الحوثيين. حتى في المناطق التي تديرها الشرعية، نجد أن السلطة المحلية مليئة بأسماء من الأسر الهاشمية. في الحديدة، على سبيل المثال:
حسن طاهر الكناني: محافظ الحديدة.
وليد القديمي: وكيل المحافظة.
علي عبدالله الأهدل: مدير مكتب الصحة.
عادل مكرشب مقبولي الأهدل: مدير مكتب الشؤون الإنسانية.
محمد طالب الأهدل: مدير إذاعة الحديدة.
عبدالقادر هجام الأهدل: مدير الجوازات.
حميد خزان الأهدل: مدير مكتب مياه الريف.
هذا الامتداد السلالي داخل الشرعية يؤكد وجود اختراق خطير، ويستدعي مراجعة عاجلة لضمان عدالة التعيينات وإنصاف سكان تهامة الأصليين.
خلاصة ودعوة للتغيير
إن ما يجري في تهامة والحديدة يعكس نهجاً ممنهجاً لإقصاء السكان الأصليين، وتحويل المنطقة إلى أداة لتعزيز هيمنة فئة عنصرية محددة. هذه السياسة لا تهدد تهامة وحدها، بل تهدد نسيج اليمن الاجتماعي واستقراره.
لذلك، أدعو الجهات المعنية داخل اليمن وخارجه إلى الوقوف مع أبناء تهامة، وإعادة حقوقهم المسلوبة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه السياسات العنصرية، سواء كانوا من مليشيات الحوثي أو من الشرعية. تهامة تستحق أن تعيش بكرامة، وأن يعود لها حقها في إدارة شؤونها بعيداً عن أي تمييز أو استغلال.
0 تعليق