سجلت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا خلال تداولات يوم الاثنين، وسط تعاملات ضعيفة تسبق عطلة عيد الميلاد، ويأتي هذا التراجع مدفوعًا بمخاوف المستثمرين من احتمالية زيادة المعروض النفطي خلال العام المقبل، إلى جانب تأثيرات ارتفاع الدولار الأمريكي.

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 91 سنتًا، ما يعادل 1.25%، ليصل سعر البرميل إلى 72.03 دولارًا، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 80 سنتًا، أي بنسبة 1.15%، ليستقر السعر عند 68.66 دولارًا للبرميل.

عوامل مؤثرة على الأسعار

شهد الأسبوع الماضي تراجعًا تجاوز 2% في أسعار النفط الخام، وسط مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وضعف الطلب على النفط. وجاءت هذه التوقعات بعد أن أعرب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن حذره إزاء تخفيف السياسة النقدية.

من جهته، أشار المحلل "جيوفاني ستونوفو" من بنك "يو بي إس" إلى أن ارتفاع الدولار الأمريكي، بعد فترة من التراجع، أثر سلبًا على مكاسب أسعار النفط، حيث يؤدي الدولار القوي إلى زيادة تكاليف النفط بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.

توقعات المعروض النفطي

في تقرير حديث، رجح محللون في "ماكواري" أن زيادة المعروض النفطي ستستمر في الضغط على أسعار خام برنت، مع توقعات بوصول متوسط سعر البرميل إلى 70.50 دولارًا العام المقبل، مقارنة بمتوسط 79.64 دولارًا خلال العام الجاري.

تطورات دولية

على صعيد آخر، انحسرت المخاوف بشأن انخفاض الإمدادات الأوروبية بعد أنباء عن إعادة تشغيل خط أنابيب "دروجبا"، الذي ينقل النفط من روسيا وكازاخستان إلى عدة دول أوروبية، وذلك بعد توقفه لفترة قصيرة نتيجة مشكلات فنية في محطة ضخ روسية.

توجهات السوق

في سياق متصل، أشار "توني سيكامور"، محلل الأسواق في "آي جي"، إلى أن الأصول عالية المخاطر، مثل النفط الخام والأسهم الأمريكية، بدأت الأسبوع بشكل إيجابي نسبيًا، مستفيدة من تراجع بيانات التضخم الأخيرة، والتي هدأت المخاوف المرتبطة بتشديد السياسة النقدية.

وأضاف أن موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تشريع يهدف لإنهاء الإغلاق الحكومي الأخير ساهمت أيضًا في تحسين المزاج العام للأسواق.

توقعات مستقبلية

بحسب أبحاث "سينوبك"، أكبر شركة لتكرير النفط في آسيا، يتوقع أن يصل استهلاك النفط في الصين إلى ذروته بحلول عام 2027، مما قد يؤثر على الطلب العالمي.

في الوقت نفسه، صعد الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" من خطابه التجاري، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى زيادة وارداته من النفط والغاز الأمريكي، مهددًا بفرض رسوم جمركية في حال عدم الاستجابة.

هذا الانخفاض في أسعار النفط يعكس التحديات المتزايدة التي تواجه الأسواق العالمية، في وقت تزداد فيه الضغوط من تقلبات المعروض والطلب، إلى جانب تأثيرات السياسات الاقتصادية العالمية.