ارتكب جيش الاحتلال الاسرائيلي مجزرة جديدة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد اقتحامه المخيم بأكثر من 17 دبابات وجرافة وآلية عسكرية والعشرات من الجنود المدججين بالسلاح ترافقهم طائرات “الكواد كابتر” وطائرات الاستطلاع، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 50 مدنياً، إضافة إلى نسف وهدم وقصف وتدمير أكثر من 20 وحدة سكنية.

وهذه ليست هي المرة الأولى التي يرتكب فيها جيش الاحتلال العدوان الوحشي والهمجي على المخيم الجديد بالنصيرات. حيث أن جيش العدو اقتحم المخيم أكثر من خمس مرات على مدار جريمة الإبادة الجماعية، وراح ضحية تلك الاعتداءات المتكررة السابقة أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات، إضافة إلى نسف وهدم وقصف وتدمير أكثر من 1500 وحدة سكنية.

وفي تطورات العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ (444 يوماً)، اغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على محيط مستشفى كمال عدوان المحاصر منذ اكثر من 80 يوما، كما استهدفت مواطناً كان متوجهاً إلى المستشفى ما ادى الى استشهاده واشتعال النيران في جثمانه.

هذه التطورات تأتي في سلسة أحداث تعيشه منطقة مشروع بيت لاهيا شمال غزة، وبالتحديد محيط مستشفى كمال عدوان، حيث شن جيش الإحتلال خلال الساعات الماضية عشرات الاعتداءات بالقصف المدفعي والطائرات الحربية، في حين أغارت طائرات الاحتلال أيضاً على محيط مستشفى العودة في حي الزعتر، ما تسبب باحتراق مستودع الأدوية المركزي.

وتشهد الأوضاع الميدانية في مناطق شمال قطاع غزة، تصاعدا في وتيرة الغارات تحديدا في حي الشجاعية، حيث أغارت الطائرات الحربية على مجموعة من المواطنين ما تسبب بارتقاء 3 شهداء، بالتزامن تكثيف الاحتلال لغاراته في المناطق الجنوبية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، حيث تتواصل العمليات نسف المنازل في تلك المنطقة، وتحديدا في محيط الكلية الجامعية ومحيط شارع ثمانية.

وبالمقابل، تسطر المقاومة الفلسطينية ملاحم بطولية في مخيم جباليا في المناطق المحاصرة. آخر تلك العمليات البطولية نفذها مقاومون من كتائب القسام في حي مشروع بيت لاهيا، حيث تمكنت مجموعة من المجاهدين من اقتحام مبنى بداخله جنود صهاينة، حيث تمكنت من الإجهاز على حامية المبنى باستخدام السكاكين، ثم تسللوا إلى داخل المبنى، وتمكنوا من الإجهاز على قوة إسرائيلية، قبل أن يتمكنوا أيضا من إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال واحتجزتهم في الداخل المبنى.

هذه العملية هي سلسلة من مجموعة من العمليات التي اعلنت عنها المقاومة في مناطق شمال قطاع غزة، تضمنت عمليات تفجير دبابات في حي العلمي في منطقة عزبة بيت قانون في منطقة بيت لاهيا، وذلك رغم الحصار الذي تفرضه قوات الحتلال منذ أكثر من 80 يوماً.

ارتفاع حصيلة العدون إلى ( 45,317) شهيدا

هذا، وأعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 58 شهيدا و86 إصابة خلال الـ (24 ساعة الماضية). وقالت الوزارة في بيان لها إنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأكدت ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45,317 شهيدا و107,713 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

وفي السياق، افتتحت إدارة مستشفى العودة في مخيم النصيرات أحد مرافقها “العودة الميداني 1” لخدمة المواطنين والنازحين المتكدسين في مخيمات وسط قطاع غزة. وأفاد المتحدث الإعلامي لمستشفى العودة محمد الشطلي بأن “العودة 1” يضم خمسة أقسام طبية متعددة خدمة للجرحى والمرضى من مختلف الفئات والأعمار.

مدير مشفى كمال عدوان: نتعرض للاستهداف بنية القتل والتهجير

وفي إطار الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على القطاح الصحي في غزة، قال مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة حسام أبو صفية إن دبابات وجرافات الاحتلال الإسرائيلي اقتربت أمس وبشكل مفاجىء، من البوابة الغربية للمستشفى تحت نيران كثيفة موجهة نحو المستشفى وأقسامه.

وأوضح أبو صفية في تصريح صحفي اليوم الاثنين أن الرصاصات اخترقت وحدة العناية المركزة، وقسم الولادة، وقسم الجراحة المتخصصة. وأضاف “لحسن الحظ، كنا قد أخلينا المرضى إلى ممرات المستشفى، لكن بعض الرصاصات انفجرت داخل الأقسام، مما خلق حالة من الخوف والذعر بين المرضى”.

وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أحد المولدات، مما أدى إلى إخراجه تمامًا عن الخدمة، بسبب الحريق، كما كانت هناك محاولات لاستهداف خزان الوقود، لكن لحسن الحظ، لم ينفجر. وتابع “حاليًا، لدينا 91 مريضًا في المستشفى، بما في ذلك الكبار في السن والأطفال والنساء. وما زلنا نقدم الحد الأدنى من الخدمات”.

وأردف “طالبنا المجتمع الدولي بالحماية والمساعدة الإنسانية، وبفتح ممرات إنسانية لإدخال ما هو مطلوب، ومع ذلك، حتى الآن، لم نتلق سوى كمية صغيرة جدًا من المساعدات، ونواصل مناشدة المجتمع الدولي بالحماية والقيام بدوره”.

وقال “من الواضح أننا نواجه تهديدًا مستمرًا يوميًا، القصف مستمر من جميع الاتجاهات، مما يؤثر على المبنى والأقسام والموظفين، هذه حالة خطيرة للغاية ومرعبة”. وأضاف “يجب على العالم أن يفهم أن مستشفانا يتعرض للاستهداف بنية القتل والتهجير القسري”. وحث أبو صفية المجتمع الدولي على التدخل بسرعة ووقف هذا الهجوم العنيف علينا، لحماية النظام الصحي، والعاملين، والمرضى داخله.

ولفت إلى أن القصف لم يتوقف طوال الليل، إذ تم تدمير المنازل والمباني المحيطة. وذكر أنه تم منذ صباح اليوم، استهداف المستشفى بقنابل في ساحاته وعلى سطحه، ألقتها الطائرات المسيرة، مما يهدد مرة أخرى إمداداتنا من الوقود والأكسجين. وأكد أن الحالة خطيرة للغاية، وتحتاج إلى تدخل دولي عاجل قبل فوات الأوان.

المصدر: موقع المنار