أكدت نائبة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، رادميلا شيكيرينسكا، أن الحلف يقف بثبات إلى جانب أوكرانيا، مشددة على أن دعم الحلف لكييف لم يتوقف منذ بدء الغزو الروسي، ولن يتوقف في المستقبل.

وقالت شيكيرينسكا في كلمة ألقتها خلال منتدى كييف الأمني: "لقد رأيت وجه الشجاعة، هو وجه قدامى المحاربين الأوكرانيين الذين التقيت بهم، إنهم يجسدون روح أمة فخورة لا تنكسر"، مشيدة بصمود الجنود الأوكرانيين، ومؤكدة أنهم لم يتراجعوا عند بدء الهجوم الروسي، وأن أوكرانيا لم تسقط.

وأضافت أن "رجال ونساء هذا البلد أظهروا شجاعة وقوة وتصميماً استثنائياً"، مشيرة إلى أهمية تذكّر تضحياتهم وخدمة المدنيين الذين لا يزالون يعانون جراء الحرب مع روسيا.

وحذّرت من استمرار استهداف المدنيين من الجو، وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية للطاقة، قائلة: "لن ننسى الهجوم الصاروخي المميت على كييف الشهر الماضي، ولن ننسى الضربة التي استهدفت مدينة سومي في أحد الشعانين، ولن ننسى مئات الآلاف من القتلى والجرحى خلال هذه الحرب".

وشدّدت شيكيرينسكا على أن "الشعب الأوكراني يستحق سلاماً حقيقياً وأمناً حقيقياً"، مضيفة: "في هذا الوقت الحرج، يجب ألّا يكون هناك أي شك: الناتو يقف مع أوكرانيا".

كما أكدت أن الحلفاء والشركاء في الناتو قدّموا دعماً عسكرياً غير مسبوق لأوكرانيا، بما في ذلك الدفاعات الجوية الحيوية، إلى جانب المساعدات المالية والإنسانية الضرورية.

وقالت: "سنواصل مساعدة أوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها اليوم، وردع أي عدوان مستقبلي"، مؤكدة أن التزام الحلف "واضح وملموس".

وكشفت شيكيرينسكا أنها زارت قيادة الناتو في ألمانيا وشهدت كيف تقود تنسيق الدعم الأمني والتدريب لأوكرانيا، وأشارت إلى افتتاح أول مركز مشترك بين الناتو وأوكرانيا في بولندا، وهو مركز التحليل المشترك للتدريب والتعليم، الذي سيساعد الطرفين على استخلاص الدروس من الحرب.

وأعلنت أن الحلفاء يواصلون تعزيز دعمهم لأوكرانيا، حيث تعهّدوا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 بتقديم أكثر من 20 مليار يورو كمساعدات أمنية، مشيدة بمبادرات تقودها فرنسا والمملكة المتحدة، أظهرت استعداد عدد من الحلفاء لتحمّل مسؤوليات أكبر من أجل تحقيق السلام عند مجيء أوانه.

واختتمت نائبة الأمين العام كلمتها بالتذكير بذكرى يوم النصر في أوروبا، قائلة: "في هذا اليوم الذي يصادف مرور 80 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، دعونا لا نكرّم تضحيات الماضي فحسب، بل أيضاً شجاعة وصمود جميع الأوكرانيين الذين يواجهون الحرب اليوم. إنهم يستحقون مرة أخرى أن يعيشوا في سلام... سلام عادل ودائم".

المملكة