حدَّد الإسباني لويس إنريكي، مدرب فريق باريس سان جيرمان الأول لكرة القدم، كتابة التاريخ هدفًا من خلال تدوين اسمه كثاني نادٍ فرنسي فقط يحرز لقب دوري أبطال أوروبا بعد غريمه مارسيليا، عقب التأهل إلى النهائي الأربعاء بتجديده الفوز على ضيفه أرسنال 2ـ1 في إياب نصف النهائي.
في 1993، خالف مارسيليا التوقعات ضد الكبير ميلان ومنح فرنسا لقبها الأول والوحيد في المسابقة القارية الأم بفوزه على الفريق الإيطالي 1ـ0 سجَّله مدافعه بازيل بولي في ميونيخ، التي تستضيف أيضًا نهائي 2025 لكن على ملعب «أليانتس أرينا» وليس الملعب الأولمبي.
وشاءت الصدف أن يكون النهائي المقرر في 31 مايو الجاري ضد إنتر، الجار اللدود لميلان، بعدما تخطى فريق سيموني إنزاجي ضيفه برشلونة الإسباني في نصف النهائي الثاني بعد مواجهة مثيرة انتهت ذهابًا 3ـ3 في كاتالونيا وإيابها 4ـ3 بعد التمديد في «سان سيرو».
ودخل سان جيرمان لقاء الأربعاء على أرضه وهو في وضع مثالي لبلوغ النهائي الثاني في تاريخه، بعد أول عام 2020 خسره أمام بايرن ميونيخ 0ـ1، وذلك نتيجة فوزه ذهابًا في لندن 1ـ0، ثم تقدم بين جماهيره بهدفين نظيفين وأهدر ركلة جزاء قبل أن يقلص «المدفعجية» الفارق قبيل ربع ساعة على النهاية.
وبعد التأهل إلى النهائي، قال إنريكي إن «الهدف هو كتابة التاريخ، أن أكون أول من يفوز بهذه الكأس المنشودة «مع سان جيرمان»، في مشروع تَغيَّر العام الماضي، وأنا راضٍ عنه تمامًا كمدرب»، في إشارة إلى رحيل النجم المطلق للفريق كيليان مبابي إلى ريال مدريد الإسباني.
اعتُبِر سان جيرمان لفترة طويلة مجرد مجموعة من النجوم الكبار بهالة إعلامية هائلة، لكن الآن وتحت قيادة إنريكي أصبح الفريق يتمتع بهوية واضحة وأداء جماعي قادر على الذهاب به بعيدًا، وذلك بفضل العمل الذي قدَّمه المدرب الإسباني.
بعد حسمه لقب الدوري الفرنسي، بات سان جيرمان الآن على بعد فوز من تحقيق حلم الفوز بدوري الأبطال الذي وضعه القطريون هدفًا أساسيًّا منذ استحواذهم على النادي عام 2011.
تُوِّج نادي العاصمة العام الماضي بثنائية الدوري والكأس المحليين، ووصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في أول موسم له بقيادة إنريكي، معتمدًا بشكل رئيس على كيليان مبابي الذي سجَّل 44 هدفًا، على الرغم من أنه استبعد عن الفريق لفترة خلال النصف الثاني، بعدما بات جليًا أنه يرغب في الانتقال إلى ريال مدريد وعدم توقيع عقد جديد.
وعلى الرغم من رحيل لاعب من طراز مبابي الذي سبقه إلى المغادرة في 2023 لاعبون كبار آخرون هم النجمان البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي والإيطالي ماركو فيراتي لاعب الوسط، نجح إنريكي في التأكيد أن اللعب الجماعي هو مفتاح النجاح، مانحًا الفريق الباريسي الأمل بمستقبل أكثر إشراقًا.
وقال مدرب برشلونة وإسبانيا السابق العام الماضي «كل ما أعرفه هو أنه إذا سارت الأمور على ما يرام، فسيكون لدينا في الموسم المقبل فريق أفضل بكثير في جميع النواحي، هجوميًّا ودفاعيًّا وتكتيكيًّا. لا أشك في ذلك».
وأثبت إنريكي الفائز باللقب مع برشلونة عام 2015 أن رؤيته لمستقبل الفريق في مكانها، وهو يشعر «بأنني قادر على العمل من أجل الحرص على أن الفريق يرضي الجماهير كل يوم» وفق ما أفاد الأربعاء، مضيفًا «لا تزال هناك خطوة واحدة متبقية، وهي المباراة النهائية. النادي يستحق ذلك، والجماهير تستحقه منذ زمن طويل».
وردَّ الإسباني على سؤال بشأن ما أدلى به نظيره ومواطنه ميكل أرتيتا عن أن أرسنال يستحق التأهل على حساب سان جرمان، قائلًا «لا أتفق معه على الإطلاق، على الرغم من أن ميكل أرتيتا صديق عزيز.. في مباراتي الذهاب والإياب، سجَّلنا أهدافًا أكثر.. لكن أرسنال فريق رائع، لقد عانينا كثيرًا وواجهنا ضدهم صعوبة أكثر من أي فريق آخر في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم».
وعلى غرار سان جيرمان، كان أرسنال يبحث عن التأهل إلى النهائي للمرة الثانية في تاريخه، بعد أولى عام 2006 حين خسر أمام برشلونة، لكن «عندما تنظر إلى المباراتين، فإن أفضل لاعب خلالهما في أرض الملعب كان حارس المرمى، لقد صنع الفارق بالنسبة لهم في المباراة»، حسبما أفاد أرتيتا في إشارة إلى تألق الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما في مواجهة فريقه ولعبه دورًا رئيسًا في حسم التأهل.
وأضاف «أنا فخورٌ جدًّا باللاعبين 100 في المئة، ولا أعتقد أن هناك فريقًا أفضل في المسابقة مما رأيته «أي أرسنال»، لكننا خرجنا.. كنَّا قريبين جدًّا، أقرب بكثير مما أظهرته النتيجة، لكن لسوء الحظ خرجنا».
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : إنريكي يسير بالباريسيين على خطى مارسيليا - عرب فايف, اليوم الخميس 8 مايو 2025 02:34 مساءً
0 تعليق