هاي كورة (بقلم بابلو بولو – Marca)

يترقب عشاق كرة القدم مواجهة نارية بين باريس سان جيرمان وأرسنال في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في لقاء يتجاوز حدود النجومية ليركز على فكر مدربين فرضا بصمتهما، لويس إنريكي وميكيل أرتيتا.

كلا المدربين اختار خوض المنافسة بأسلوب مبتكر، أبرز ملامحه غياب المهاجم الصريح، ما جعل كل فريق يعكس رؤية مدربه أكثر من أي نجم في أرض الملعب.

فضّل لويس إنريكي الاعتماد على عثمان ديمبيلي كمهاجم وهمي، رغم وجود المهاجم الصريح غونزالو راموس، فيما اضطر أرتيتا إلى إشراك ميرينو في هذا الدور بعد إصابة الثنائي جيسوس وهافيرتز.

النتيجة؟ ديمبيلي بات الهداف الأول في أوروبا ومُرشحًا للكرة الذهبية، فيما قاد ميرينو أرسنال إلى نصف النهائي، ليقترب النادي اللندني من نهائي الأبطال لأول مرة منذ عقدين.

لكن التشابه لا يتوقف عند الأسماء، إذ يتقاسم الفريقان فلسفة فنية متقاربة، السيطرة على الكرة، الضغط العالي، التحولات السريعة، والاسترجاع الفوري بعد فقدان الاستحواذ، وكلها سمات مستمدة من مدرسة برشلونة التي تشكل الخلفية المشتركة لكلا المدربين.

إنريكي سبق له أن شاهد أرتيتا يتدرّب شابًا في البارسا، حيث جمعتهما فترة قصيرة داخل النادي.

صرح إنريكي عن زميله قائلاً: “ميكيل شاب ذو شخصية قوية، مدرب مميز وفريقه يتطور باستمرار. أتمنى له الأفضل، لكن ليس غدًا”، كما عبّر عن فخره بأسلوب باريس سان جيرمان الهجومي قائلًا: “لعبنا بطريقة هجومية ممتعة، وهذا ما نريد تقديمه للجماهير ولعالم كرة القدم”.

اللقاء بين المدربين يُعد لحظة تاريخية، إذ إنها المرة الأولى التي يتواجه فيها مدربان إسبانيان على رأس أندية أجنبية في نصف نهائي دوري الأبطال.

كما فعل بنيتيز مع ليفربول، وغوارديولا مع السيتي، يحاول كل من إنريكي وأرتيتا كتابة فصل جديد في تاريخ المدربين الإسبان مع فرق خارج بلادهم.

أما أرتيتا، الذي عمل مساعدًا لغوارديولا في مانشستر سيتي، فلم يُخف إعجابه بإنريكي، قائلاً: “هو مصدر إلهام يملك كاريزما وطاقة مذهلة ويدعم اللاعبين الشباب دائمًا أينما حلّ، يترك بصمته الواضحة”.

مواجهة الليلة ليست فقط صراعًا على بطاقة نهائي ميونيخ، بل هي تجسيد لعصر جديد في كرة القدم، حيث الفكر يغلب الأسماء، والمدرب هو نجم العرض الحقيقي.