كتب زيان زوانه - قدّم النظام العربي العراق لإيران وإسرائيل بعد عدوان أمريكا عام 2003 ما أضر بالمصالح الإستراتيجية العربية حتى اليوم ، ما اضطره متأخرا لمراجعة موقفه والسير فرادى بطيئا إلى بغداد بعد أن طارت الطيور بأرزاقها .
وعلى ما يبدو حتى اللحظة أن حكمة " في التأني السلامه " هي جوهر موقف النظام العربي من تغيرات سوريا ، ما سيقدم سوريا هذه المرة على طبق فضي جديد لتركيا .
لا جدال أن العالم كله يعيش مخاوفه من تغيرات سوريا ، وليس النظام العربي وحده ، لكنّ الطبيعة لا تقبل الفراغ ، والسياسة مثلها ، كما هي المصالح أيضا ، فلا بدّ من مسارعة أحد الأطراف ، أو بعضها للتحرك لتعبئة الفراغ ، بعد حسبة الربح والخسارة والمخاطر .
خيرا فعل الأردن بسرعة فتح حدوده مع سوريا ، حيث علينا أن نتذكر أننا الأقرب بحكم الحدود والجغرافيا ، والتاريخ ، بخصامه وحبه ، بخلافاته واتفاقاته ، سياسية واقتصادية وتجارية ومصلحية وشعبيه .
بالطبع ، هذا لا يعني أن تغفل أعيننا عن المخاطر التي تتقاذف على حدودنا بجغرافيتها المعقدّة ، وما بعد حدودنا ، إذ أن تطورات سوريا كشفت سلسلة أطماع الجوار وارتباطاتها الإقليمية والدولية التي ما زالت تثير أسئلة أكثر من الإجابات ، ممزوجة بعالمية التجارة والأسواق وسلاسل التزويد وكنوز النفط والغاز.
يحتاج الأردن اليوم لبلورة موقف يخرجه من حالة التردد ، آخذين باعتبارنا أن أجهزتنا العسكرية والأمنية تحملت الكثير خلال السنوات الماضية ، وتستمر بدورها التاريخي اليوم ، بتعقيدات جوارنا .
0 تعليق