القعود حالة من السكون الحركي، فالقاعد هو شخص هادىء، والهدوء قيمة. ففي المدرسة "قعود". بينما يمارس الواقف شغبًا. والقعود أردنيّا يتضمن فعل الاستمرار مثل: قاعد "بمشي"، وقاعد "بركض"، وقاعد"بشتري" أغراض.... إلى غير ذلك من هذه المصطلحات.
فالقعود فعل مساند لكل حركة! ولا نستطيع فَهْمَ عبارة مثل: "قاعد بلعب "فطبول"، وقاعد "بسبح"!! وقاعد "بحرث"! وقاعد "بزرع".!! فالقعود فعل حركي جدّا في الأردن. نمارس أعظم الأفعال ونحن قاعدون! لكن لماذا يَعُدّ البرلمان القعود فعلًا ساكنًا؟ بل لماذا تقعد هند؟ ولماذا يقعد ناصر؟!!
أغلب الظن أنهم يعتقدون القعود فعلًا برلمانيّا صامتًا! فالبرلماني المحترم قاعد ساكت! أغلب الظن أن هناك
أناسًا "قاعدين بلعبوا" فينا ، و"إحنا قاعدين قاعدين"!!
(01)
الأردني بين التواضع المعرفي واليقين المعرفي!
التواضع المعرفي حالة يشعر بها الإنسان أنه يمتلك قدْرًا ولو ضئيلا من المعرفة، لا يؤهله لامتلاك الحقيقة، ولذلك يُكثِر من استخدام: إني أرى، وإني أقدّر بعيدًا عن التأكيد والجزم. فالمتواضع معرفيّا يستخدم عبارات، وكلمات مثل: يمكن أن يحدث، وربما ينتج عنه… وقد يقودنا إلى.. بينما صاحب اليقين المعرفي يقول: وفي الحقيقة… وهذا يؤكد الحقيقة الآتية.
ومما لا شكّ فيه، فاليقين المعرفي ثقة مطلقة بامتلاك حقيقة يجب فرضها على الآخرين! ومن أمثال ذلك: قطعت جهيزة قول كل خطيب!! التواضع المعرفي يبني حواراتٍ، وينتِج معارفَ. واليقين المعرفي يقودنا إلى طريق مسدود، ومسدود، ومسدود!!!
(02)
الأستذة والتلمذة
الأردني أستاذ، والأستاذ عالِم، ومن حقه أن يعلم، ويمارس الأستذة على التلاميذ! وهذا يعني أنه يقينيّ المعرفة. واليقينية في ثقافتنا تحظى بالاحترام الكامل. وقد كنا إلى حد قريب نعلّم تلاميذنا: اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين، ويقين اليقين! فاليقين قيمة عُليا بعكس الشك الذي يُحاط باتهامات عديدة! وهكذا يمارس الأستاذ الغرور المعرفي، واليقين المعرفي، ولا يترك مجالًا لأي شك معرفي! أو أي تواضع معرفي!
(03)
هل سيقعُد ناصر؟
في لقاء متميز في جمعية الشؤون الدولية، أداره بنجاح د. عصام ملكاوي، حول الشؤون السورية، حفَل اللقاء بيقينيات مطلقة مثل:
· نجحت الثورة السورية في إسقاط النظام.
· إسرائيل تخشى نظام حكم الجولاني.
· سورية لم تطلِق طلقة واحدة على إسرائيل منذ سنة ١٩٦٧.
· الدول العربية تركت الساحة لإسرائيل، وتركيا.
· تركيا منقِذة سورية!
· الدروز يحتمون بإسرائيل.
· لن يقبل الشعب السوري تقسيم سورية!
· العرب "قاعدين".
· العرب تآمروا على سورية، ودمّروها….إلخ.
قد تكون بعض اليقينيات صحيحة، وقد لا تكون! لكن طريقة البوح بها تعلن أن بعض المتحدثين يعلم بما لم يحدث، وبما لن يحدث، أكثر من معرفته بما حدث!! مشكلتنا: عدم التواضع المعرفي مع نقص شديد في المعلومات! وهناك بيننا من يؤمن أننا يجب أن نهدي الإنسانية كلها! فنحن أساتذة العالم! قال أحدهم: اقعد يا مواطن! اسكت يامواطن!ا قعدي يا هند !اقعد يا ناصر
المهم، لا هند قعدت، ولا ناصر "رح" يقعد! نحن فقط قاعدون!!
والمواطن فقط هو من قعد!
فهمت عليّ جنابك؟!!
0 تعليق