نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«كشمير قنبلة موقوتة».. ماهي جذور الخلاف بين الهند وباكستان؟ - عرب فايف, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 01:35 مساءً
خلال الآونة الأخيرة، ارتفع منسوب التوتر بين الهند وباكستان بعد الهجوم الأخير الذي وقع في الشهر الماضي في منطقة كشمير المتنازع عنها بين البلدين أدت إلى إشعال أزمة جديدة تحولت من مناوشات وحرب كلامية إلى هجوم عسكري وتبادل التهديدات والوعيد والتحذير وسط ترقب عالمي ما قد يحدث خلال الساعات القادمة هل نشهد حرب بين دولتين نوويتين أم أن العمليات العسكرية ستطفئها طاولة المفاوضات.
الهند وباكستان وصفحة جديدة من الصراع
تعود تفاصيل التصعيد الأخير، بعد أسبوعين من الهجوم المسلح على السياح في الجزء الذي تديره الهند من منطقة كشمير، مما أدى إلى مقتل25 هندياً، واتهام نيودلهي بأن باكستان المسؤولة عن هذا العمل (الإرهابي) إلا أن الأخيرة نفت هذه الاتهامات، لكن الهند لم تبتلع هذا الرد الباكستاني أو قبلته بل كانت لغة التهديد أكثر حدة وصوتاً من لغة الحكمة!
وعلى مدى الأسبوعين اللذين أعقبا ذلك الهجوم، اتخذ الجانبان إجراءات متبادلة ضد بعضهما البعض - بما في ذلك طرد الدبلوماسيين، وتعليق التأشيرات، وإغلاق المعابر الحدودية.
لكن كثيرين توقعوا أن يتصاعد الأمر إلى نوع من الضربات عبر الحدود - كما حدث بعد هجمات بولوااما التي أسفرت عن مقتل 40 من أفراد القوات شبه العسكرية الهندية في عام 2019.
فجر يوم الأربعاء وبينما العالم مشغول في فض الاشتباك بين إسرائيل والحوثيين وإنهاء حرب غزة وأزمة السودان وغيرها من الملفات الساخنة والشائكة، وجد نفسه أمام أزمة جديدة بين دولتين تتمتعان بقوى عسكرية لا يستهان بها، فاجأت الهند بشن سلسلة من الضربات على مواقع في باكستان والجزء الذي تديره باكستان من كشمير.
وقالت وزارة الدفاع الهندية إن الضربات - التي أطلق عليها اسم "عملية سيندور" - كانت جزءا من "التزام" بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الذي وقع في 22 أبريل وأسفر عن مقتل 25 هنديا ومواطن نيبالي واحد.
لكن باكستان، التي نفت أي تورط لها في الهجوم الذي وقع الشهر الماضي، وصفت الضربات بأنها "غير مبررة"، وقال رئيس الوزراء شهباز شريف إن "هذا العمل العدواني الشنيع لن يمر دون عقاب".
وأعلن الجيش الباكستاني إسقاط خمس طائرات هندية وطائرة بدون طيار. قال المتحدث العسكري الباكستاني، الفريق أحمد شريف شودري، إن 26 شخصًا على الأقل قُتلوا وأصيب 46 آخرون.
وأفاد الجيش الهندي بمقتل 10 مدنيين على الأقل جراء قصف باكستاني على جانبها من الحدود الفعلية.
وأعلنت نيودلهي أنها استهدفت تسعة مواقع مختلفة في الشطر الباكستاني من كشمير وباكستان، مشيرة إلى إن هذه المواقع كانت بمثابة "بنية تحتية إرهابية" - أماكن تم "التخطيط والتوجيه" لها من قبل الإرهابيين.
وأكدت أنها لم تضرب أي منشآت عسكرية باكستانية، قائلة إن "أعمالها كانت مركزة ومدروسة وغير تصعيدية في طبيعتها".
وبحسب باكستان، تعرضت ثلاث مناطق مختلفة للقصف: مظفر آباد وكوتلي في الجزء الذي تديره باكستان من كشمير، وبهاوالبور في إقليم البنجاب الباكستاني.
كشمير.. تركة المستعمر البريطانى
وبالنظر إلى هذا الهجوم فهو لم يكون خلاف بسيط وليد هذه الفترة، بل هو خلاف عميق وإرث تركته بريطانيا خلفها بعد تقسيم بريطانيا مستعمرتها الهند في عام 1947 وبات هناك دولتين باكستان والأخرى الهند، مع ترك مصير كشمير معلقاً وطلب كلا البلدين بالسيادة عليها، لكن كل منهما تديرها جزئيا فقط منذ تقسيمهما بعد الاستقلال، وخاضت الدولتين حروب بسببها
لكن في الآونة الأخيرة، كانت هجمات المسلحين هي التي دفعت البلدين إلى حافة الهاوية. فقد شهد الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير تمردًا مسلحًا ضد الحكم الهندي منذ عام 1989، حيث استهدف المسلحون قوات الأمن والمدنيين.
وكان هذا أول هجوم كبير على المدنيين منذ أن ألغت الهند المادة 370 التي منحت كشمير وضعًا شبه مستقل في عام 2019.
وفي أعقاب القرار، شهدت المنطقة احتجاجات، لكنها شهدت أيضا تراجعا في التشدد وزيادة هائلة في عدد السياح الذين يزورون المنطقة.
في عام 2016، وبعد مقتل 19 جنديا هنديا في أوري، شنت الهند "ضربات " عبر خط السيطرة - الحدود الفعلية بين الهند وباكستان - مستهدفة قواعد المسلحين.
في عام 2019، أدى تفجير بولوااما، الذي أسفر عن مقتل 40 من أفراد القوات شبه العسكرية الهندية، إلى شن غارات جوية عميقة في بالاكوت - وهو أول عمل من نوعه داخل باكستان منذ عام 1971 - مما أدى إلى غارات انتقامية ومعارك جوية.
حتى الآن يدعو المجتمع الدولي الدولتين النوويتين إلى تغليب لغة الحوار والدبلوماسية عن النزاع العسكري، وتجنب جر العالم إلى حرب جديدة لا يتوقع نتائجها وبالطبع تداعياتها ستكون كارثية.
0 تعليق