“أدخلوا عليه كلابا تنهش جسمه”.. شقيق الأسير عبد الله البرغوثي يكشف تفاصيل تعذيبه في سجن جلبوع - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

"كل جسمه بقع دم، ما بيقدر ينام لا على بطنه ولا على ظهره، حتى الحمّام ما بيدخله لحاله”.. بهذه الكلمات الصادمة يصف محمد البرغوثي الحالة الجسدية والنفسية التي وصل إليها شقيقه الأسير الفلسطيني عبد الله البرغوثي، قائد كتائب عز الدين القسام سابقًا في الضفة الغربية، المعتقل منذ عام 2003 في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

التقت الجزيرة مباشر البرغوثي الأخ في أعقاب زيارات قانونية محدودة، نقل خلالها محامون مشاهد صادمة لما يتعرض له عبد الله من تعذيب ممنهج ووحشي داخل سجن جلبوع.

 

الانتهاكات الجسدية والنفسية

وقال محمد، في حديث خاص للجزيرة مباشر، إن العائلة تلقت قبل نحو شهر معلومات من محامية عبد الله تصف طريقة التعذيب بأنها "ليست طبيعية”، مضيفًا "اللي بيمارسوه مش تعذيب سجّان.. تفنن في الأذى. كانوا بعد كل جولة تعذيب، يُدخلوا عليه كلاب بوليسية تنهش جسمه”.

وأشار إلى أن محاميًا آخر زار أخاه عبد الله أخيرًا، وكان قد تابع حالته منذ أكثر من 20 عامًا، صُدم من حجم التدهور الجسدي الذي رآه، والذي لم يشهده خلال الزيارات السابقة "قال لي المحامي: ما في إشي ممكن يوصف حالته، مستحيل أوصف لك اللي شفته”، بحسب شقيقه.

وأكد محمد أن المشاهد التي وصفها المحامون كشفت عن جسد مغطى بالكدمات الزرقاء والدماء المتجمدة على وجه عبد الله، وانتفاخ شديد في العينين، وكسور جديدة في الأضلاع.

وأضاف "ما عاد يقدر ينام لا على بطنه ولا على ظهره، حتى الحمّام صار بده مساعدة”.

أما عن الزيارات، فأكد أن والديه لم يتمكنا من رؤيته سوى مرة واحدة بعد 19 عامًا من الاعتقال، ولمدة 20 دقيقة فقط، مضيفًا "حتى المكالمات قليلة جدًّا، وإذا اتصل يتصل في زوجته وأولاده أو والدتنا”.

 تمسُّك بالأمل رغم التعذيب

ورغم كل ما يتعرض له من تعذيب جسدي ونفسي ممنهج، فإن محمد يؤكد أن شقيقه عبد الله لا يزال يتمسك بالأمل، ويراهن على المستقبل "كل ما يحكي معنا بيطمنا إن الأمور تمام. بيحكي بثقة عن اليوم اللي راح يطلع فيه، وكأنه شايفه قريب، بيخطط شو بده يعمل بعد الحرية، عنده قناعة غريبة إن الموضوع مش مطول، حتى المحامي نفسه بيقول إن معنوياته ثابتة وما تغيرت رغم كل شي”.

"عبد الله قدوة لي”

وعن العلاقة التي تربط الأخوين البرغوثي، استحضر محمد صورة أخيه قبل أسره وصورًا أخرى خاصة له وصلت إليهم من داخل الأسر، وأضاف "هو قدوتي، كان صاحب القرار في كل كبيرة وصغيرة داخل العائلة، حتى من داخل السجن، كنا نستنى أسابيع وشهور بس عشان نسمع رأيه في المشكلة”.

وأشار خلال حديثه إلى أن آخر لقاء بينهما كان في عام 1999 "من وقتها بنتواصل معه من خلال مكالمات نادرة من السجن، وآخر اتصال بيننا كان قبل عامين”

 

وعُرف عن عبد الله البرغوثي أنه كتب عددًا من المؤلفات داخل الأسر، أبرزها روايته "أمير الظل” التي يسرد فيها سيرته الذاتية وتجربته النضالية من زاوية إنسانية وفكرية.

وقد أظهرت هذه الكتابات تفكيره العميق واستعداده للتضحية منذ ما قبل الاعتقال، وفق ما أكده شقيقه "اللي شدني في الكتاب هو كيف كان يفكر أبو أسامة (عبد الله) قبل الاعتقال. ما كنا نعرف كل هذا، لا توجهاته ولا شو ناوي يعمل، اكتشفنا الحقيقة من خلال كتاباته. كان عنده فكر متقدم وتخطيط دقيق، ونيّة واضحة لتقديم شيء كبير للقدس ولفلسطين”.

وعن دور عبد الله في العمليات المسلحة، قال محمد "أنا متأكد إنه لو عبد الله حر، كان الوضع اختلف الآن في الضفة الغربية".

محاولة تصفية ممنهجة

وكان مكتب إعلام الأسرى، التابع لحركة حماس، قد أعلن أن عبد الله البرغوثي يتعرض لـ”محاولة تصفية ممنهجة داخل سجن جلبوع”، مشيرًا إلى أنه "يدخل في غيبوبة متكررة جراء التعذيب”.

وأوضح المكتب أن البرغوثي يتعرض لضرب شديد أدى إلى كسور في أضلاعه وانتفاخ في وجهه، وتقوم وحدات القمع بقيادة ضابط يُدعى "أمير” باقتحام زنزانته بشكل دوري، وضربه حتى تسيل الدماء، قبل أن يأمر بإدخال الكلاب لنهش جسده، قائلًا "أدخلوا الكلاب تتسلى فيه”.

كما أشار البيان إلى سكب "سائل الجلي الحار” على جسده عقب كل جولة تعذيب، وتعرُّضه لإهانات لفظية مثل "كنت قائدًا سابقًا، اليوم أنت صفر. يجب أن تموت”.

من هو عبد الله البرغوثي؟

وعبد الله البرغوثي، من بلدة بيت ريما قضاء رام الله بالضفة الغربية، ويحمل الجنسية الأردنية، ويُعَد صاحب أعلى حكم بالسجن في تاريخ الاحتلال، إذ حُكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة منذ اعتقاله عام 2003، لدوره القيادي في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

عُرف البرغوثي بقدرته الفائقة على تصنيع المتفجرات، ويُنسب إليه تطوير عبوات ناسفة ذات تأثير بالغ، استُخدمت في عمليات كبرى داخل "تل أبيب” والقدس خلال الانتفاضة الثانية.

المصدر : الجزيرة مباشر


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق