نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. هل تعدل السلطة الفلسطينية بوصلتها قبل فوات الأوان ؟ - عرب فايف, اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2024 11:46 مساءً
نشر في الشروق يوم 20 - 12 - 2024
في ظل التصعيد المستمر في الضفة الغربية، تتزايد الممارسات القمعية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، مما يثير تساؤلات حول دورها في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فمنذ تأسيسها، كانت السلطة الفلسطينية معنية بحماية مصالح الشعب الفلسطيني وتمثيله السياسي، لكن في الفترة الأخيرة، باتت تُتهم بأنها أداة من أدوات الاحتلال، حيث تماهت مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي وأحيانًا تبنتها بشكل علني.
ما يحدث في الضفة الغربية اليوم يتجاوز الفشل في إدارة الشأن الفلسطيني أو ضعف الأداء الحكومي، إذ يعكس انحرافًا عن القيم الوطنية التي تأسست عليها السلطة. ففي وقت يعاني فيه الفلسطينيون من عدوان همجي متواصل طال البشر والحجر اضافة الى اعتداءات المستوطنين، نجد أن السلطة الفلسطينية، بدلاً من اتخاذ مواقف حازمة ضد الاحتلال، تشارك في قمع المقاومين الفلسطينيين، مما يعكس تحولًا خطيرًا في دورها.
هذه المعادلة الجديدة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، التي تم إنشاؤها بموجب اتفاقيات أوسلو وحظيت بتأييد إسرائيلي وأمريكي، أصبحت جزءًا من منظومة القمع الإسرائيلية. وبدلًا من أن تكون هذه الأجهزة أداة لحماية الشعب الفلسطيني من عربدة الصهاينة، أصبحنا نشهد تورطًا مباشرًا في ملاحقة النشطاء والمقاومين، بل وتصفية قادة المقاومة وتسهيل عمل القوات الصهيونية لخنق المقاومين ، ما يشير إلى دورها المتزايد في قمع أي مقاومة للاحتلال. وقد ظهرت هذه الحقيقة بشكل جلي في العديد من الحالات التي استشهد فيها مقاومون فلسطينيون برصاص قوات السلطة.
هذا الواقع الجديد والخطير يعكس تحول السلطة الفلسطينية من مجرد متواطئة إلى شريك مباشر في قمع الشعب الفلسطيني، ما يتناقض مع المبادئ الوطنية التي تأسست عليها منذ البداية.
وقد تزايدت الانتقادات للسلطة بعد التقارير التي تحدثت عن سعي رئيس السلطة، محمود عباس، للحصول على مساعدات عسكرية أمريكية لتعزيز سيطرته على مخيم جنين. ووفقًا لتقارير أمريكية، طلبت إدارة بايدن من حكومة الاحتلال الإسرائيلي الموافقة على إرسال مركبات مصفحة وذخائر وأسلحة لأجهزة الأمن التابعة للسلطة بهدف السيطرة على المخيمات الفلسطينية والقضاء على فصائل المقاومة المسلحة.
وما يؤكد صحة التحالف غير المعلن بين سلطة عباس والكيان الصهيوني ضد المقاومة هو ما اكدته صحيفة هآرتس التي نقلت عن جيش الاحتلال قوله انه سيزيد التعاون الاستخباراتي مع السلطة الفلسطينية ويؤيد تقوية أجهزتها ما دامت لا تشكل خطرا على الجنود أو المستوطنين.. وفي المقابل، أظهرت مقاطع الفيديو التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة وقوات الاحتلال، مما أثار احتجاجات شعبية واسعة ضد هذه الممارسات، خاصة في مخيم جنين.
وفي هذا السياق، تتزايد الدعوات للوحدة والمقاومة. هذه الدعوات لا تقتصر على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي فحسب، بل تشمل أيضًا التصدي للتواطؤ بين السلطة الفلسطينية والاحتلال. إذ إن الصراع مع السلطة لم يعد صراعًا مع فلسطينيين آخرين، بل مع جهاز أصبح يشكل تهديدًا للمشروع الوطني الفلسطيني.
ورغم أن بعض المحسوبين على السلطة الفلسطينية يبررون تحركاتهم ضد المقاومة بأنها محاولة لتجنيب الضفة من سيناريو غزة، إلا أن هذا لا يبرر بأي حال من الاحوال تخندق السلطة في صف الكيان الصهيوني الساعي إلى احتلال كامل الأراضي الفلسطينية وليس غزة فقط. فهل ستعدل السلطة الفلسطينية بوصلتها وتنحاز الى خيارات شعبها المتشبث بدعم المقاومة واقتلاع الصهاينة من ارضهم ام ستواصل الخنوع ومسايرة السياسة الصهيونية لتكون اداة رسمية بيد الاحتلال لضرب المقاومة ؟
ناجح بن جدو
.
0 تعليق