وادي الحمامات.. نقوش مصرية على ذاكرة التاريخ - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

القاهرة: «الخليج»
يجذب طريق «وادي الحمامات» في صحراء مصر الشرقية، آلافاً من الباحثين وعشاق التاريخ القديم، على ما يضمه من نقوش ورسومات عتيقة، يرجع تاريخ بعضها إلى 4 آلاف عام، ما يجعله أقرب ما يكون إلى متحف مفتوح يروي تاريخ الحضارة الإنسانية الموغلة في القدم.
ويتوسط الوادي الذي يمتد إلى عمق نحو كيلومترين في الصحراء، الطريق الذي يربط بين مدينتي القصير وقنا في صحراء مصر الشرقية، ويضم على ما يحتويه من آثار قديمة، ومئات من المنحوتات الصخرية والنقوش العتيقة، أطلال الطريق التجاري القديم الذي كان يقع شرق وادي النيل في العصور القديمة، والذي كان يربط بين طيبة عاصمة مصر القديمة، وساحل البحر الأحمر، ومنه إلى طريق الحرير العتيق الذي كان يؤدي إلى قارة آسيا، وشبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، في رحلة تمتد إلى 200 كيلو متر، كان يقطعها التجار في هذا الزمان السحيق في أسابيع من السير، لكنها رغم ذلك كانت تصنف ضمن أكثر الطرق المباشرة التي تربط نهر النيل بالبحر الأحمر، حيث كان الطريق يبدأ في عمق الصحراء من قلب مدينة قفط التي كانت تسمي «أوكوبتوس» في العصور القديمة، وينتهي عند مدينة القصير على ساحل البحر الأحمر.
أبرز المحاجر
تشير العديد من الدراسات إلى منطقة وادي الحمامات، باعتبارها واحدة من أبرز المحاجر الرئيسية في صحراء مصر الشرقية، التي استخدمت في جلب صخور البازلت والشست وغيرها من الحجارة وعلى رأسها الحجر الرملي الأخضر، الذي شيدت به العديد من المعابد القديمة، والتي يرجع تاريخ كثير منها إلى الألف الثانية قبل الميلاد، وقد تنوعت استخدامات هذا الحجر في ذلك الوقت، بين بناء المعابد، وصناعة العديد من أدوات المائدة مثل الأطباق، إلى جانب استخداماته في صناعة التماثيل والتوابيت، وهو ما تكشف عنه العديد من النقوش التي لا تزال آثارها باقية على أحجار الوادي، ومن بينها نقش يصور الملك سيتي الأول وهو يقوم بحفر أول بئر، بغرض توفير المياه الصالحة للشرب في الوادي، إلى جانب نقش آخر يصور الملك سنوسرت الأول وهو يرسل بعثات التعدين إلى تلك المنطقة، فضلاً عن رسومات أخري لقوارب مصرية تحمل القصب، يعود تاريخها إلى نحو 4000 عام قبل الميلاد. يوفر طريق وادي الحمامات الأسفلتي الحديث، والذي يمتد لمسافة تصل إلى 194 كيلومترًا عبر الوادي، فرصة انتقال سهل ومريح لآلاف السائحين والباحثين الذين يتدفقون على المنطقة، قادمين من مواقع الأقصر الأثرية القريبة، لمشاهدة تلك النقوش البديعة المنتشرة بالوادي، والتي سجل خلالها القدماء المصريون رحلاتهم إلى بلاد بونت، إذ كان الوادي يمثل نقطة استراحة مهمة لتلك القوافل، أثناء مرورهم بصحراء مصر الشرقية، حيث يضم الوادي ما لا يقل عن 2000 نقش أثرى بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، يرجع تاريخها إلى عهد الدولة القديمة حتى عام 228 ميلادية، إلى جانب عدد من النقوش التي سجلت باللغة العربية التي تكشف كيف استخدم التجار العرب الوادي في العصر الإسلامي، كمنفذ لميناء القصير التاريخي، الذي كان يبحر منه حجاج مصر وشمال إفريقيا إلى موانئ الحجاز في موسم الحج، وكانت ترسل من خلاله أيضا «مؤونة» الحرمين الشريفين وأرزاق أهل الحجاز.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

الكلمات الدلائليه مصر
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق