في تقليد سنوي اعتاده المصريون في شهر رمضان الكريم، تشهد قرى وشوارع مصر مهرجانات كرنفالية وساحات مفتوحة لعشاق كرة القدم، حملت اسم «الدورات الرمضانية»، بعضها قبل الإفطار (بين العصر والمغرب) والأخرى بعد الإفطار (بعد صلاة التراويح).
«الدورات الرمضانية» تحولت من مجرد فكرة بدأت في السبعينات بين الأزقة والشوارع إلى عادة وتراث شعبي مصري ومهرجان رياضي يجمع الأجيال ويصنع الأبطال من ملاعب ترابية إلى منصات اكتشاف المواهب.
«الدورات الرمضانية» أصبحت اليوم ظاهرة اجتماعية ورياضية تتمتع بتاريخ طويل وإرث غني، خصوصاً في المناطق الريفية، حيث تبرز كمتنفس ترفيهي ومنصة لاكتشاف المواهب.
تعود جذور «الدورات الرمضانية» في مصر إلى عقود مضت، حيث بدأت في الشوارع والحارات كمبادرات عفوية بين الشباب لملء أوقات فراغهم في الشهر الكريم. ففي القرى كانت تنظم هذه الفعاليات على ملاعب ترابية أو أراضٍ خالية، ومع مرور الزمن تطورت لتصبح حدثاً موسمياً يحظى بتنظيم أكثر احترافية، سواء في اختيار الفرق أو تحديد الجوائز. وانتشرت «الدورات الرمضانية» في مصر في الإسكندرية والمناطق الريفية في الدلتا والصعيد، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من التقاليد الرمضانية، ومن أبرز الدورات التي صنعت تاريخاً في القرى «دورة الفلكي» في الإسكندرية، التي بدأت منذ أكثر من 40 عاما في منطقة محرم بك، لتصبح واحدة من أقدم وأشهر البطولات الرمضانية.
كما برزت دورات في قرى الدقهلية مثل ميت الخولي، وفي محافظات الصعيد كالمنيا وأسيوط، حيث تحولت إلى مهرجانات رياضية تجذب فرقاً من القرى المجاورة.
أشهر الدورات في القرى دورة الفلكي في الإسكندرية، التي تُعد رمزا للدورات الرمضانية، حيث قدمت نجوما لأندية كبرى مثل الاتحاد السكندري والأوليمبي، ودورة ميت الخولي في الدقهلية، التي اشتهرت أخيرا بمشاركة الفتيات، ما أضاف بُعداً جديداً للدورات الرمضانية، وحظيت بإشادة واسعة ككسر للتقاليد، ودورة المعزولة في دمياط التي تميزت بتنظيم مبتكر يشمل تقنية الفار وجوائز رجل المباراة، ما جعلها حديث الجماهير في المنطقة.
أخبار ذات صلة
أحد أساطير الكرة المصرية نجم الاتحاد السكندري السابق عبد الفتاح الجارم، الذي كان أبرز نجوم الدورات الرمضانية، أكد أن «الدورات الرمضانية» كانت بوابته لعالم الاحتراف، وهي مصنع المواهب الحقيقي الذي يجب أن تهتم به الأندية.
وقال إن «الدورات الرمضانية» في الصعيد والدلتا تكشف مواهب جيدة تحتاج فقط إلى فرصة، وطالب الأندية والجهات المسؤولة عن الرياضة بإرسال كشافين لمتابعة هذه البطولات بدلاً من الاعتماد على اختبارات تقليدية.
فيما يرى منظمو تلك الدورات، الذين تحدث عدد منهم إلى «عكاظ»، أن غياب التنظيم الاحترافي والدعم المادي يحد من استفادة الكرة المصرية من هذه الدورات، مطالبين بتدخل الاتحاد المصري لكرة القدم لتطويرها.
محمود عبدالحليم أحد أشهر منظمي «الدورات الرمضانية» في مركز الإبراهيمية محافظة الشرقية في مصر أكد لـ«عكاظ» أن الدورات الرمضانية بدأت في مدينة الإبراهيمية منذ أكثر من 30 عاما، وتجمع فريقا ممثلا عن كل قرية من قرى المركز، مشيرا إلى أن الدورة تبدأ من اليوم الأول وتستمر ليوم 27 رمضان لتوزيع الجوائز.
وأوضح أن «الدورات الرمضانية» شهدت صعود أكثر من لاعب لدوريات الدرجة الثانية في الدوري المصري وبعضهم في براعم كبرى فرق الدوري، مطالباً بزيادة الاهتمام بتلك الدورات ورعايتها والإشراف عليها لاكتشاف المواهب المدفونة في قرى مصر.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : «الدورات الرمضانية».. مواهب كروية تبحث عن «كشَّافين» - عرب فايف, اليوم الأحد 23 مارس 2025 01:26 مساءً
0 تعليق