شهدت محافظة إب، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، تطورات جديدة تعكس عمق الانقسامات داخل الجماعة، وذلك بعد رفض القيادي الحوثي علي الوشلي تنفيذ قرار بإبعاده من منصب مدير أحد أقسام الشرطة، والذي كان قد عينه في هذا المنصب مؤخراً.

وقالت مصادر محلية إن الوشلي رفض بشكل قاطع القرار الحوثي الأخير الذي أطاح به وأحل محله القيادي المعمر دبوان، مشيرة إلى أنه لا يزال يرفض حتى الآن تسليم مهامه.

وتأتي هذه التطورات في ظل سلسلة من القرارات التي أصدرها عبدالكريم أمير الدين الحوثي، وزير داخلية المليشيا الحوثية، والتي شملت تعيينات وتكليفات واسعة في إدارات الأمن بمختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

وكشفت وثائق مسربة أن هذه التعيينات تتم بشكل تعسفي، حيث يتم تجاهل الكفاءات والخبرات ويتم إعطاء الأولوية للموالين للمليشيا ولمن ينحدرون من السلالة الحوثية.

وأثارت هذه التعيينات استياء واسعاً في أوساط الضباط والمنتسبين للأجهزة الأمنية، الذين يرون فيها محاولة للسيطرة على المؤسسات الأمنية وتوظيفها لخدمة المشروع الحوثي.

يعكس هذا التمرد الجديد داخل صفوف مليشيا الحوثي عمق الأزمة التي تعيشها الجماعة، والتي تتجلى في الصراعات الداخلية والتنافس على المناصب والنفوذ.

كما يعكس استياءاً متزايداً من الطريقة التي يتم بها إدارة شؤون المليشيا، والتي تقوم على المحسوبية والولاء الحزبي بدلاً من الكفاءة والنزاهة.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى مزيد من الانقسامات والاضطرابات داخل المليشيا، مما قد يضعف قدرتها على السيطرة على المناطق التي تحتلها.

تأثير على الوضع الإنساني:

من المتوقع أن يؤثر هذا التمرد على الوضع الإنساني المتدهور بالفعل في محافظة إب، حيث قد يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن والاستقرار، مما يعيق جهود تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين.

وتعتبر هذه الأحداث مؤشراً على أن مليشيا الحوثي تعاني من أزمة عميقة، وأن مشروعها العسكري والسياسي يواجه تحديات كبيرة.