مالك عبيدات - قال نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور ممدوح العبادي، إن الحكومات المتعاقبة لم تقم بوضع حلول وبرامج للتعامل مع مشاكل الفقر والبطالة، ولذلك تفاقمت هذه المشكلات خلال السنوات الأخيرة حتى بتنا نخشى من ثورة جياع، مشيرا إلى أن المواطن لا يبحث عن السياسة بقدر ما يبحث عن قوت يومه ولم يعد يكترث بوجود برلمان أو انتخابات.
وأضاف العبادي لـ الاردن24 أن المواطن لا يتأثر بحلّ البرلمان في ظلّ الظروف الاقتصادية التي يعاني منها، ولا يريد سوى حلول جذرية للمشاكل اليومية التي يعاني منها؛ الخدمات والفقر والبطالة، وهنا يأتي دور الحكومة في التقاط الرسالة.
وتابع العبادي: "في ظلّ هذه الظروف، ظهر مصطلح نائب الخدمات في الأردن، وهذا ليس عيبا إذا كانت المطالب تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين"، مستطردا "أن النائب المنتخب يريد خدمة قاعدته الانتخابية ولا يعني ذلك التخلي عن الأولويات في الرقابة والتشريع في ظل عدم قدرة النائب على التدخل بالسياسات وتغييرها".
ورأى أن التجاذبات في البرلمان ظاهرة صحية، نظرا لوجود رأي ورأي آخر، متابعا: "لا أشكك أن الجميع يحب الوطن وخدمة الوطن، كلّ على طريقته"، فيما أشار العبادي إلى أننا ما زلنا نفتقر للديمقراطية الحقيقية التي طورت العالم.
ولفت العبادي إلى أن خيبة الأمل في المجلس الحالي غير مبررة، فنحن نحصد ما نزرع، منوها أن طريقة تركيب الأحزاب بشكل عام كانت تركيبة مبرمجة من الدولة العميقة، الاختيار لم يكن موفقا، اضافة الى عدم وجود مساحة كافية للتحرك وتشكيل الأحزاب دون ضوابط أو /وأوامر وتوجيهات حقيقية.
وقال العبادي: "حتى السلطة الرابعة خنقوها بالقوانين الضاغطة على الحريات، فأصبح الأردن عنوانا لمنع الإعلام وأصبحت مؤشرات الاعلام في تراجع مستمر لدرجة اننا اصبحنا من أسوأ الدول في المؤشرات العالمية".
ونوّه العبادي أن "كلّ ما يجري في البرلمان يصبّ في مصلحة الحركة الإسلامية، نظرا لكون المواطن يميل إلى الشخص المعارض وصوت المعارضة وهو ما يجيده الاسلاميون".
وختم العبادي حديثه بالقول إن "الدولة الأردنية منذ تأسيسها قامت على استيعاب الآخر، وكانت تحتوي المعارضين، ومرت الدولة الأردنية بظروف صعبة جدا وأكثر قسوة من الظرف الحالي، ولم تقم باقصاء احد ولنا في تجارب الملك الراحل الحسين تجارب كبيرة يجب أن نستفيد منها".
0 تعليق