عندما سُئل الرئيس الأميركي، جو بايدن، عما إذا كان يريد العفو عن ابنه هانتر، أجاب، لا. لكن يبدو أنه حان الوقت كي يعيد التفكير في جوابه هذا. ويواجه هانتر عقوبة الحد الأقصى بالسجن 25 عاماً، بتهم امتلاك أسلحة نارية، إضافة إلى نحو 17 عاماً كحد أقصى لتهربه من الضرائب. فهل يعتقد أحد أنه سيحصل على محاكمة عادلة من إدارة دونالد ترامب القادمة؟
ولن تتم إعادة انتخاب الرئيس بايدن، ومن المشكوك فيه أن الديمقراطيين ستتم معاقبتهم كحزب إذا مارس حقه كرئيس، كي يصدر عفواً عن ابنه الوحيد على قيد الحياة. وإذا لم يكن يريد أن يخلف كلمته، فيمكنه أن يسلك الطريق الأقل كلفة، ويخفف عقوبة ابنه، ما يسمح لهانتر بتجنب قضاء أي وقت محتمل في السجن.
وتبدو التهم الموجهة إليه مبالغاً فيها إلى حد كبير، وبالنظر إلى أن النطق بالحكم، مقرر في ولاية (ديلاوير) الواقعة على الساحل الأطلسي، في 12 من ديسمبر المقبل، عن ثلاث جرائم جنائية، تتعلق بتوقيعه على إقرار يشهد زوراً بأنه لم يكن متعاطياً للمخدرات عند شراء سلاح، ولم يطلق منه النار قط. وتصل التهم الضريبية إلى ذروتها في 17 ديسمبر المقبل، في محكمة بكاليفورنيا.
أشياء غير مسبوقة
ويقول السياسي، جيم كيسلر، العضو في حزب «الطريق الثالث»، وهو عبارة عن مجموعة وسطية تقدمية: «لا أعتقد أن بايدن سيعفو عن ابنه، وهو يتكهن بأن ترامب يحب أن يظهر بأنه يفعل أشياء غير مسبوقة».
وخلال حملته الانتخابية، كان ترامب يدعو إلى «إيداع عائلة بايدن الإجرامية في السجن»، لكنه في الوقت ذاته، قال خلال الحملة الانتخابية في مقابلة مع محطة للراديو، في أكتوبر الماضي، عندما سُئل عن منح هانتر عفواً رئاسياً، أجاب: «لن استبعده من السجلات». وأضاف: «ليس هناك أي شك في ذلك. لقد كان فتى سيئاً، لكني أعتقد أنه أمر سيئ للغاية لبلدنا».
لكن بايدن سيكون أحمق، إذا صدق أي شيء يقوله ترامب، ناهيك عن مصير ابنه، لكنه يستطيع تخفيف عقوبة هانتر بدلاً من تبرئته من أي خطأ، وهذا ما يفعله (العفو).
وعندما سُئل كيسلر، عن الفائدة التي قد تعود على ترامب من «العفو» عن هانتر، بخلاف محاولة أخرى لقلب الأمور رأساً على عقب، رد في رسالة بالبريد الإلكتروني، قائلاً: «إنه لن يفعل ذلك لإثبات أنه رجل أفضل مما كنا نعتقد، وقادر على الارتقاء فوق الخلافات السياسية، بل لمنحه ترخيصاً لارتكاب انتهاكات شاذة في نظامنا للعدالة الجنائية، وبعبارة أخرى، يمكنه أن يفعل ما هو غير متوقع، ولا يمكن تصوره، وهذا هو ترامب».
التنحي الهادئ
ويمكن مقارنة ذلك بالتنحي الهادئ لبايدن من الترشح للرئاسة، وإنهاء مسيرته السياسية التي استمرت 50 عاماً. فهو يفعل ما في وسعه لدعم أوكرانيا، ووافق أخيراً على استخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار التي قدمتها الولايات المتحدة داخل روسيا، وهي خطوة تصعيدية قاومها فترة طويلة. واتخاذ الخطوة الآن هو رهان على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يرد، على الرغم من علمه بأن المساعدة في الطريق، مع وجود ترامب في «المكتب البيضاوي».
ويعد تأمين مشروعات المناخ المعتمدة بموجب قانون خفض التضخم، أولوية أخرى، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية للمستهلكين الذين يرغبون في شراء المركبات الكهربائية.
ويمثل الحصول على الأموال التي تم تخصيصها، قبل أن يتمكن فريق ترامب من وضع يديه عليها، أولوية مهمة. وأعلن وزير النقل، بيت بوتيجيج، عن منح بقيمة 3.4 مليارات دولار لتحسين خدمة السكك الحديدية للركاب، ودعم تصنيع مواد النقل المستدامة. كما أعلنت وكالة حماية البيئة ووزارة الطاقة عن منح مستهدفة مماثلة.
وكذلك تنشيط بايدن لحزبه، لترسيخ أعداد كبيرة من القضاة، الذين ينتظرون تصويت اللجان وجلسات الاستماع في مجلس الشيوخ، هو أولوية أخرى لبايدن أيضاً. وعندما تولى ترامب منصبه للمرة الأولى في عام 2017، تفاخر بأن سلفه، الرئيس باراك أوباما، ترك له هدية عبارة عن 100 منصب قضائي شاغر. لقد أحبط مجلس الشيوخ الجمهوري اختيارات أوباما القضائية، ما سمح لترامب بالتنسيق مع زعيم مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بتكديس القضاء بقضاة محافظين شباب مستعدين للخدمة لعقود من الزمن. عن «ديلي بيست»
• بايدن يمكنه أن يسلك الطريق الأقل كلفة، ويخفف عقوبة ابنه، ما يسمح لهانتر بتجنب قضاء أي وقت محتمل في السجن.
• خلال حملته الانتخابية كان ترامب يدعو إلى «إيداع عائلة بايدن الإجرامية السجن».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق