فقدت كرة القدم الجزائرية والعربية أحد أبرز نجومها برحيل اللاعب الدولي السابق جمال مناد المهاجم الأسطوري لمنتخب الجزائر الأول لكرة القدم، الذي توفي السبت عن عمر ناهز 64 عاماً، بعد صراع مع المرض. وأكد شقيقه سليم نبأ الوفاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلن وسائل الإعلام المحلية والاتحاد الجزائري لكرة القدم الخبر رسمياً، مقدماً تعازيه لعائلته ومحبيه.

ونعى رئيس الجمهورية الجزائرية عبدالمجيد تبون، الفقيد في رسالة تعزية إلى أسرته، معتبراً رحيله خسارة مؤلمة للكرة الجزائرية والعربية، مشيداً بمسيرته الحافلة وإنجازاته التي ستظل محفورة في ذاكرة الجماهير. كما أثنى على أخلاقه ومسيرته المميزة كلاعب ومدرب، متضرعاً إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان.

وُلد جمال مناد عام 1960 في مدينة البيض الجزائرية، وكان من أبرز المهاجمين في جيله. بدأ مشواره مع شباب بلوزداد، قبل أن يحقق نجاحات كبيرة مع شبيبة القبائل، الذي توّج معه بدوري أبطال أفريقيا عام 1981، وكأس أفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس عام 1995. كما ارتدى ألوان اتحاد العاصمة وخاض تجربة احترافية في فرنسا مع أولمبيك نيم، ثم في البرتغال مع فاماليكاو وبيلينينسيش.

على الصعيد الدولي، مثّل منتخب الجزائر بين عامي 1980 و1995، وخاض 79 مباراة دولية، سجل خلالها 25 هدفاً. وكان عنصراً أساسياً في تأهل «الخضر» إلى كأس العالم 1986، وساهم في تحقيق أول لقب قاري للجزائر في كأس الأمم الأفريقية 1990، عندما تصدّر قائمة هدافي البطولة بأربعة أهداف. كما تُوج بالكأس الأفروآسيوية عام 1991 أمام إيران.

بعد اعتزاله، خاض تجربة تدريبية بدأها مساعداً في شبيبة القبائل عام 1995، ثم تولى قيادة أندية بارزة؛ منها اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر واتحاد الحراش، كما درّب نادي الوحدة السعودي. وشغل منصب مساعد مدرب المنتخب الجزائري بين 2017 و2018.

في الأشهر الأخيرة، تدهورت حالته الصحية سريعاً، إذ نُقل للعلاج في مستشفى سان بيير ببلجيكا، قبل أن يعود إلى الجزائر ويدخل مستشفى الأزهر، حيث وافته المنية. وبرحيله، تفقد الكرة العربية أحد رموزها، الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ اللعبة.