نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف يكون أداء "وول ستريت" في 2025؟ - عرب فايف, اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024 04:31 مساءً
مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة، دخل الاقتصاد الأميركي مرحلة من الترقب وسط توقعات متباينة بشأن تأثير سياساته على وول ستريت والأسواق العالمية.
ومع أن الأسواق قد شهدت طفرة ملحوظة منذ تعافيها في 2022، فإن العودة إلى سياسات ترامب الاقتصادية أثارت نقاشات عميقة حول مستقبل الاستقرار المالي وفرص النمو.
تظهر التوقعات الصادرة عن كبرى المؤسسات المالية آراءً متباينة، تراوحت بين التفاؤل بمزيد من المكاسب مدفوعة بسياسات تحفيزية، وبين مخاوف من انعكاسات سلبية قد تتسبب في ركود أو تصحيحات حادة.
تُبرز هذه الانقسامات مدى التعقيد الذي تواجهه الأسواق في ظل السياسات الجديدة التي تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي للسنوات المقبلة.
شهدت وول ستريت ارتفاعاً حاداً منذ وصولها إلى أدنى مستوياتها في 12 أكتوبر 2022، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 ومؤشر Nasdaq 100 بنسبة 70 بالمئة و101 بالمئة على التوالي.
وبحسب تقرير لـ "بيزنس إنسايدر" اطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فقد أدى الاقتصاد القوي إلى تبديد أي مخاوف متبقية من احتمال حدوث ركود، وأصبح المستهلكون يقفون على أرض صلبة ، وربما الأهم من ذلك أن أرباح الشركات ترتفع إلى مستويات قياسية. وتشير توقعات وول ستريت إلى أن هناك المزيد من المكاسب، وإن لم تكن بالوتيرة السريعة في 2025.
متوسط السعر المستهدف لمؤشر S&P 500 في نهاية العام 2025 هو 6539، وهو مكسب محتمل بنحو 8 بالمئة من المستويات الحالية للمؤشر.
ومن بين أبرز التوقعات، ما يلي:
- BCA Research توقع انخفاض بنسبة 26 بالمئة في مؤشر S&P 500 نتيجة ركود اقتصادي وحرب تجارية عالمية يقودها ترامب.
- Stifel يتوقع تصحيحاً بين 10-15 بالمئة للمؤشر بسبب ارتفاع التقييمات، مما يدفعه لمستويات تتراوح بين 5,000 و5,500 نقطة.
- Goldman Sachs متفائل بارتفاع المؤشر إلى 6,500 بدعم من نمو أرباح الشركات بنسبة 11 بالمئة واستمرار توسع الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.5 بالمئة.
- Morgan Stanley يتوقع مكاسب بدعم من خفض أسعار الفائدة ونمو اقتصادي مدعوم بسياسات ترامب التنظيمية.. هدف مؤشر S&P 500 هو 6500.
- JPMorgan رفع توقعاته للمؤشر إلى 6,500 نتيجة دورة أعمال متوسعة ونمو أرباح الشركات بدعم من سياسات ترامب الاقتصادية.
- Fundstrat يتوقع مكاسب تصل إلى 16بالمئة في النصف الأول من العام يعقبها تراجع طفيف، مع هدف سنوي عند 6,600 نقطة.
- Ned Davis Research متفائل بارتفاع المؤشر إلى 6,600 لكن مع زيادة التقلبات بسبب سياسات الفيدرالي والمخاطر السياسية.
- UBS يحدد هدفاً عند 6,600، مدعوماً بنمو اقتصادي قوي وتقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- Bank of America يتوقع ارتفاع المؤشر إلى 6,666 مع نمو أرباح الشركات بنسبة 13بالمئة وزيادة في مبيعات القطاعات الدورية.
- BMO يستهدف المؤشر 6,700 مدعوماً بتاريخ إيجابي في السنة الثالثة من الأسواق الصاعدة وتوقعات نمو الأرباح بنسبة 6 بالمئة.
- DataTrek Research يتوقع مكاسب فوق المتوسط مع هدف للمؤشر عند 6,840 نتيجة لاستقرار الاقتصاد الأميركي.
أداء متباين
من جانبه، توقع خبير أسواق المال، محمد سعيد، أن يشهد العام 2025 أداءً متبايناً في أسواق المال العالمية مقارنةً بالنتائج القياسية التي تحققت في العام 2024، مشدداً على أن العام الحالي كان "عاماً استثنائياً" حيث سجلت الأسواق الأميركية مستويات تاريخية غير مسبوقة لأكثر من مرة.
وأضاف:
- النصف الأول من عام 2025 قد يشهد بداية إيجابية بدعم من عدة عوامل؛ أبرزها تفاؤل الأسواق بتولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية مجدداً في يناير.
- توجهات ترامب الاقتصادية، خاصة خطته لخفض ضرائب الشركات من 21 إلى 15 بالمئة، ستنعكس إيجاباً على أرباح الشركات وأداء الأسواق المالية.
كما تحدث عن تأثيرات التحسن المحتمل في الأوضاع الجيوسياسية، سواء في الشرق الأوسط وأزمة أوكرانيا، موضحاً أن وصول ترامب إلى السلطة قد يسهم في تهدئة التوترات الدولية، باعتباره شخصية تميل إلى التفاهم والمساومات بدلاً من التصعيد الذي غلب على فترة حكم جو بايدن.
على الجانب الآخر، أشار إلى أن ثمة عدة عوامل قد تؤدي إلى تباطؤ أداء السوق خلال النصف الثاني من العام، أبرزها:
- أثر التفاؤل المفرط بين المستثمرين، مما يعكس توقعات غير واقعية باستمرار الصعود.
- أثر التقييمات المرتفعة للأسهم، حيث وصلت إلى مستويات تاريخية قد تدفع المستثمرين إلى عمليات جني أرباح.
- تباطؤ خفض أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي بسبب سياسات ترامب التجارية المحتملة التي قد تعزز التضخم.
- تراجع الإنفاق على التكنولوجيا، والذي قد يؤدي إلى تباطؤ النمو في القطاع مقارنةً بالطفرة الكبيرة التي شهدها في 2024.
واختم خبير أسواق المال حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" بتوقعاته الشخصية، حيث يرى أن الأسواق قد تبدأ العام 2025 بأداء إيجابي، ولكن مع الدخول في النصف الثاني من العام، من المتوقع أن تتراجع وتحقق نتائج "محدودة" أو تتحرك بشكل عرضي على أحسن تقدير، خاصة مع التحديات المرتقبة وارتفاع سقف التوقعات من قبل المتداولين.
استطلاع
في السياق، يشير تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، اطلع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" عليه، إلى أنه:
- في حين يشعر الاستراتيجيون بالتفاؤل على نطاق واسع بأن الأسهم لا تزال قادرة على الارتفاع، فإنهم يتوقعون أيضاً سوقاً مضطربة في العام المقبل.
- يتوقع المستثمرون أن يستمر الصعود في العام 2025، لكنهم يدركون أن هذا الارتفاع لن يكون مجزيا بنفس القدر في عامه الثالث بعد المكاسب الهائلة التي حققها في العامين الأولين. فقد ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 27 بالمئة في العام 2024 بعد ارتفاعه بنسبة 24 بالمئة في عام 2023.
- من المتوقع أن ينهي مؤشر S&P 500 العام المقبل عند مستوى 6630، وفقًا لمتوسط التوقعات من استطلاع CNBC Market Strategist الذي صدر يوم الجمعة الماضي.
- يمثل هذا المستوى تقدماً بنحو 9.6 بالمئة تقريباً.. بما يتماشى مع العائدات التاريخية لأي عام معين للسوق الأوسع.
- لا يتوقع أي استراتيجي شمله الاستطلاع أن تنهي السوق العام المقبل عند مستوى أقل مما هي عليه الآن، وهو ما يختلف عن بداية هذا العام عندما أدت مخاوف الركود إلى بعض التوقعات الهبوطية للغاية.
- أعلى هدف تم تحديده في استطلاع 2025 هو من جون ستولتزفوس من أوبنهايمر، حيث يشير هدفه البالغ 7100 إلى تحرك بنسبة 17 بالمئة.
- الهدف الأدنى جاء من جوناثان جولوب من يو بي إس، الذي يتوقع أن يرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى 6400 نقطة، وهو ما يمثل مكسبا بنحو 5 بالمئة.
ويوضح التقرير أن التنبؤ بالمستوى الذي قد تتجه إليه السوق بعد عام قد يكون مهمة صعبة. ففي العام الماضي، توقع الاستراتيجيون في المتوسط أن ينهي مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عام 2024 عند مستوى 5705، وهو المستوى الذي تجاوزه المؤشر لأول مرة في سبتمبر.
توقعات متفائلة
وإلى ذلك، يشير رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى التوقعات المتفائلة بشأن استمرار صعود الأسواق المالية وأسواق الأسهم -لا سيما الأميركية- في العام 2025. وأوضح أن تقديرات البنوك الاستثمارية والخبراء تشير إلى مستويات قياسية جديدة(لمؤشر S&P 500)، بما يوازي نمواً يقارب 15 بالمئة، وصولًا إلى مستويات تاريخية.
وأكد يرق أن هناك عدة عوامل تدعم استمرار صعود سوق الأسهم؛ أهمها وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، وما يرافقه من وعود بخفض الضرائب على الشركات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن السياسات التوسعية والإنفاق الحكومي الإضافي عوامل ستمكّن الشركات من الاستفادة المباشرة وغير المباشرة، مما يعطيها دفعة إيجابية نحو النمو.
وفيما يتعلق بالتطورات الجيوسياسية، لفت إلى بوادر الحلول للأزمات الدولية؛ إذ وعد الرئيس ترامب بوضع نهاية للأزمات في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وأوضح أن تحسين الأوضاع الجيوسياسية سيكون داعمًا رئيسيًا لاستمرار انتعاش الأسواق.
أما بخصوص السياسات النقدية، فقد أشار يرق إلى أن الفيدرالي الأميركي يلمّح إلى استعداده للتدخل من خلال تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة حال تعرض سوق العمل لضغوط. وعلى الرغم من الحذر المرتبط بسياسات ترامب التوسعية من حيث التعريفات الجمركية والإنفاق الحكومي، يرى يرق أن قطاع الأسهم العالمية سيظل في تزايد، خاصة مع الاتجاه الكبير نحو السوق الأميركية.
كما يشدّد على أهمية قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث يُتوقع أن يستمر الزخم الاستثماري الهائل في هذا المجال، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، إذا لم تحدث تطورات غير متوقعة تُغيّر المشهد الاقتصادي الحالي. مختتماً حديثه بالتأكيد على أن المعطيات الاقتصادية الحالية تدعم استمرار الارتفاع في الأسواق خلال عام 2025.
عام حافل بالتطورات
خبير أسواق المال، حسام الغايش، قال لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إنه مع بداية العام 2025 وعودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، فقد أثارت مقترحاته وسياساته نقاشات حادة على الدوام، كما أن حالة عدم اليقين الشديدة المحيطة بها والتيارات المتقاطعة المرتبطة بها جعلت من الصعب التنبؤ بتأثيرها على الظروف المحلية والعالمية.
ينبع الغموض من عدة عوامل؛ بما في ذلك سيولة مواقف ترامب السياسية، وأسلوبه غير التقليدي في الحكم، وغياب الأطر التفصيلية المتسقة التي توجه تصريحاته.
واستطرد: لقد خاض ترامب حملته الانتخابية على أساس برنامج يقوم على خفض الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية وهو ما ينظر إليه باعتباره إيجابياً للنمو.. لكن أيضاً فرض تعريفات جمركية أعلى على السلع المستوردة وترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين وهو ما ينظر إليه عموما باعتباره قد يتسبب في ركود تضخمي، على الأقل في البداية. وهذه التيارات المتقاطعة وعدم اليقين الذي تفرزه تجعل من الصعب على المستثمرين التخطيط للمستقبل؛ وهو ما قد يخلق بيئة من الحذر والقلق في مختلف مجالات السياسة.
وفيما يتعلق بـ "وول ستريت"، أضاف الغايش:
- نعتقد بشكل عام بأن الأسهم يمكن أن تحقق أداءً جيدًا (بداية العام) إلى (نهاية العام).
- ومع ذلك، من المرجح أن تكون خلفية التقلب مختلفة عما اعتاد عليه المستثمرون في العام 2024.
- السوق في وضع صحي نسبياً.. ومؤشر S&P 500 أعلى بشكل مريح من متوسطاته المتحركة، وبالتالى فهناك زخم قوي متجها إلى العام الجديد.
0 تعليق