تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا على خلفية قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بقطع المساعدات عن بريتوريا، يضع مشروعاً استراتيجياً لاستخراج المعادن النادرة في مهبّ الريح، ويهدد بتعميق أزمة الإمدادات العالمية لهذه الموارد الحيوية التي تدخل في صناعات الإلكترونيات والسيارات الكهربائية والأسلحة.
مشروع "فالابوروا" في مهبّ السياسة
المشروع الذي يقع في منطقة فالابوروا شمال شرق جنوب أفريقيا، يُعد محورياً لجهود واشنطن في كسر الهيمنة الصينية على سوق المعادن النادرة، وفقاً لما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن ثلاثة مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين. إلا أن قرار ترامب في فبراير الماضي بوقف المساعدات، بحجة ما وصفه بـ"تمييز حكومة جنوب أفريقيا ضد المواطنين البيض"، ألقى بظلال ثقيلة على مستقبل الشراكة بين البلدين في هذا الملف.
احتكار صيني.. وحل إفريقي مهدد
تُهيمن الصين على نحو 70% من الإنتاج العالمي للمعادن الأرضية النادرة، البالغ 350 ألف طن سنوياً وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. ويُمثّل مشروع فالابوروا فرصة نادرة لتطوير مصدر بديل خارج الهيمنة الصينية، حيث تُخطط شركة Rainbow Rare Earths لاستخراج أربعة معادن نادرة مغناطيسية من نفايات موقع جبس قديم، باستخدام تقنيات حديثة تتيح التشغيل السريع.
رهانات أميركية وتمويل مشروط
المشروع حظي بدعم مباشر من واشنطن، إذ أعلنت مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية (DFC) في ديسمبر 2023 عن استثمار بقيمة 50 مليون دولار مقابل حصة في شركة TechMet المالكة الجزئية لـRainbow Rare Earths. كما زار وفد من الكونغرس موقع المشروع مطلع هذا العام، ما يعكس الاهتمام الأميركي الكبير.
إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن هذا التمويل مشروط بعدم بيع المعادن المستخرجة إلى الصين، ما يعكس القلق الأميركي من تسلل النفوذ الصيني حتى عبر مشاريع تُموّلها واشنطن.
خطر التجميد رغم الاستثناءات
في حين يمنح الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب للوكالات الأميركية صلاحية استثناء المشاريع "الضرورية" من قرار وقف المساعدات، فإن الغموض البيروقراطي المحيط بهذه الاستثناءات قد يُعرقل ضخ تمويلات إضافية، كانت إدارة بايدن تُخطط لتقديمها لاحقاً على شكل قروض واستثمارات.
إنتاج وشيك ومردود استراتيجي
بحسب تقييم اقتصادي مؤقت أجرته الشركة المطوّرة عام 2024، يُتوقع أن يبدأ إنتاج المعادن النادرة من فالابوروا بحلول نهاية عام 2027، بطاقة تصل إلى 1900 طن سنوياً من أكاسيد الأرض النادرة المغناطيسية. ويُعوَّل على هذا الإنتاج لسد جزء من الطلب المتزايد على هذه المعادن في الأسواق الأميركية والعالمية، دون الحاجة للاعتماد على الصين.
في المحصلة
الصراع السياسي بين واشنطن وبريتوريا بات يهدد بتقويض مشروع يُنظر إليه كحجر زاوية في استراتيجية تقليل الاعتماد على الصين في المعادن الاستراتيجية. وبينما تسابق الشركات الزمن لتشغيل فالابوروا، يبقى القرار السياسي هو العامل الحاسم في بقائه حيّاً أو دفنه تحت أنقاض الخلافات الدولية.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : خلاف ترامب مع جنوب أفريقيا يهدد مشروعاً استراتيجياً للمعادن الحيوية خارج قبضة الصين.. ما التفاصيل؟ - عرب فايف, اليوم الخميس 1 مايو 2025 03:13 مساءً
0 تعليق