الشغف بطيور البوم كان دافعاً للإماراتي محمد الشحي، وزميليه عبدالله الحمادي وأحمد المنصوري، لافتتاح مقهى للبوم في أبوظبي، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، الذي يتيح لزوّاره مشاهدة أنواع مختلفة من طيور البوم والتقاط الصور معها، بهدف تغيير الصورة النمطية عن هذه الطيور من جهة، وتوفير بيئة مناسبة لها تتمتع فيها بعناية فائقة من جهة أخرى.
نظرة المجتمع
وأوضح محمد الشحي لـ«الإمارات اليوم»، أن فكرة المقهى منتشرة في اليابان، مثلما تنتشر الصقارة في الإمارات، وأراد أن ينقلها إلى الدولة بشكل يتناسب مع طبيعة المجتمع، لافتاً إلى أن افتتاح «بومة كافيه» كان في عام 2020 بهدف تغيير نظرة المجتمع لطائر البوم باعتباره نذير شؤم، وإتاحة الفرصة لزوّار المكان للتعرف إليه عن قرب والتفاعل معه ومعرفة معلومات عنه وعن أسلوب حياته وصفاته والأماكن التي يتواجد فيها حول العالم وغير ذلك من المعلومات، وفي الوقت نفسه يوفر مكاناً وبيئة آمنة لهذه الطيور، إلى جانب الرعاية اللازمة والتفاعل الاجتماعي مع البشر بشكل يومي.
محبو البوم
وأضاف الشحي: «اعتدت تربية البوم كهواية ومن خلال هذه الهواية تعرفت إلى العديد من محبي البوم من دول مختلفة، واطلعت على معلومات موسعة عن هذا الطائر، وأنه بطبيعته اجتماعي ويميل إلى الارتباط بالناس والوجود بالقرب منهم، لكن عملي كان يتطلب السفر لأسابيع، ولذلك فكّرت مع شريكيّ في افتتاح المقهى لتوفير بيئة مناسبة لرعاية البوم وفرصة للتفاعل الاجتماعي مع الناس»، مشيراً إلى أن الافتتاح رافقته تحديات من أبرزها جائحة (كوفيد-19) وما فرضته من إجراءات احترازية، ولكن مع الوقت تحوّل هذا التحدي إلى عامل نجاح في أعقاب انحسار الجائحة وعودة الناس للحياة الطبيعية، وبحث الناس عن أماكن مختلفة للخروج وأفكار جديدة وغريبة. كذلك كان العثور على فريق عمل يمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع الطيور ورعايتها والتعامل معها والحفاظ على سلامتها من أبرز هذه التحديات.
دهشة واستغراب
وعن ردود أفعال الجمهور تجاه فكرة المقهى والتعامل مع البوم، أشار الشحي إلى أن الدهشة والاستغراب كانا أبرز ردود الفعل في البداية، والبعض كان يشعر بالخوف من الاقتراب من الطيور خصوصاً الأطفال والأشخاص الذين لم يعتادوا التعامل مع الطيور والحيوانات عن قرب، ولكن بمجرد دخولهم المكان كان حاجز الخوف ينكسر في نفوسهم ويتفاعلون مع الطيور بحماسة، وهو ما شكّل مصدر سعادة له لأن الهدف الاجتماعي من المقهى تحقق من خلال تشجيع هؤلاء الأشخاص على التفاعل مع الطيور وتجاوز مخاوفهم منها، وكذلك المساهمة في تغيير الفكرة السائدة عن البوم في المجتمع العربي الذي تعامل معها كطيور «سيئة السمعة» وكرمز للتشاؤم وسوء الطالع، بينما تنظر لها شعوب مختلفة حول العالم كرمز للحكمة والرزانة والقوة والجمال في بعض الأحيان.
الأمن والسلامة
تبدأ الجولة في المقهى بتعقيم أيدي الزوّار بمحلول خاص صديق للطيور، ويتم اطلاعهم على التعليمات التي يجب الالتزام بها مثل عدم استخدام الفلاش أثناء التصوير أو إصدار أصوات مرتفعة نظراً إلى قوة حاسة السمع لدى البوم، كما تتم مراعاة فترة راحة الطيور وعدم إزعاجها خلالها، وأثناء الجولة يتم تقديم معلومات عن كل نوع من أنواع البوم والفصائل المختلفة وموطن كل منها والمواصفات، ويُتاح للزوّار التقاط الصور مع الطيور وحملها وفق التعليمات المتبعة لضمان عدم التسبب في مضايقتها، ويتولى الإشراف على الجولات متخصصون في التعامل مع الطيور، وكذلك يقومون بالاعتناء بطيور البوم وإعداد الطعام المناسب لها وتنظيف وتعقيم المكان، وتوفير العناية الفائقة لها من كل الجوانب.
بيئة منزلية
وأكد الشحي اتباع وتطبيق كل الإجراءات التي تضمن الأمن والسلامة بالنسبة للزوار وللطيور أيضاً، والفصل الكامل بين مكان الطيور والفريق القائم على رعايته من جهة، ومكان تقديم المشروبات والمأكولات والعاملين عليه من جهة أخرى، وذلك للحفاظ على السلامة الغذائية ومتطلباتها وفقاً لهيئة أبوظبي للسلامة الغذائية، كما أن أنظمة التهوية والتكييف منفصلة بشكل كامل في كلا الجانبين. كما أوضح الشحي أن الطيور الموجودة تم استيرادها من مناطق مختلفة وجميعها نشأت وتربت في بيئة منزلية ولم يتم اصطيادها أو حرمانها حياتها الطبيعية، وهي معتادة على الوجود مع البشر، كما يحرص على اختيار الأنواع التي تتسم بالهدوء ولا تحب الحركة بشكل مبالغ فيه حتى يمكنها التأقلم مع المكان، لافتاً إلى تخطيطه في الفترة المقبلة لتوسيع المقهى وزيادة مساحته.
البومة الثلجية في المستشفى من 5 سنوات
في حديثه عن تأقلم طيور البوم مع الزوّار، ذكر محمد الشحي أحد المواقف التي تعكس حرصه على توفير البيئة المناسبة للطيور، حيث لاحظ عدم قدرة أحد الطيور من فصيلة البومة الثلجية على التأقلم مع المكان، فقام بالتواصل مع مستشفى زايد للصقور وتسليمه له ولايزال الطائر يقيم في المستشفى منذ خمس سنوات.
وأشار إلى أن هناك تعاوناً كبيراً من الزوّار في ما يخص الالتزام بسلامة الطيور وعدم إزعاجها.
محمد الشحي:
. المجتمع العربي تعامل مع البوم كطيور «سيئة السمعة»، بينما تنظر لها شعوب مختلفة كرمز للحكمة والرزانة والجمال.
. الطيور في المقهى جميعها نشأت وتربت في بيئة منزلية، ولم يتم اصطيادها أو حرمانها حياتها الطبيعية.
. المقهى يتيح لزوّاره مشاهدة أنواع مختلفة من طيور البوم والتقاط الصور معها، لتغيير الصورة النمطية عنها باعتبارها «نذير شؤم».
. طائر البوم بطبيعته اجتماعي ويميل إلى الارتباط بالناس والوجود بالقرب منهم.
لمشاهدة الفيديو الرجا، يرجى الضغط على هذا الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق