نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإعلام الرياضي السعودي بين الميول وغياب المهنية! - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 11:22 مساءً
في عصر يشهد تدفقاً هائلاً للمعلومات وتأثيراً متزايداً لوسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام، يواجه الإعلام الرياضي السعودي تساؤلات عميقة حول دوره المهني وتأثيره الحقيقي على مسيرة الرياضة الوطنية. فهل يساهم هذا الإعلام في بناء رياضة وطنية متقدمة، أم أنه لا يزال متأثراً بثقافة الميول الشخصية التي قد تضعف من دوره المهني والموضوعي؟!!
يُلاحظ أن الإعلام الرياضي السعودي قد يميل أحياناً إلى تبني العاطفة والانحياز الشخصي، بدلاً من التركيز على القضايا الجوهرية التي تهم مستقبل الرياضة. صحيح أن التفاعل الجماهيري عنصر أساسي في الرياضة، إلا أن إغراق الإعلام بالطرح العاطفي، دون تقديم تحليلات موضوعية، قد يؤثر سلباً على المشهد الرياضي.
على سبيل المثال، عند حدوث انتقال بعض لاعبي المنتخب لأسباب غير واضحة، يكتفي الإعلام أحياناً بتبريرات سطحية دون البحث عن الأسباب الحقيقية أو مناقشة القضية بعمق. كما يُطرح تساؤل حول إن كان التحيز الإعلامي لصالح أندية معينة على حساب أخرى يسهم في تهميش أندية أخرى ويؤثر على التنافسية التي تعتبر الركيزة الأساسية لتطور الرياضة!
المثير للتأمل هو أن الإخفاقات المتكررة لبعض المنتخبات الوطنية غالباً لا تُقابل بتحقيقات إعلامية جادة أو مطالبات بمساءلة اتحادات الألعاب المختلفة. هذا الغياب لدور الرقابة يعكس ضعف المهنية، ويطرح تساؤلات مشروعة حول دور الإعلام في معالجة المشكلات ودعم مسيرة التطوير الرياضي!
إلى جانب ذلك، تحوّلت بعض البرامج الرياضية، التي يُفترض أن تكون منصة للنقاش والتحليل الموضوعي، إلى ساحة للصراعات الشخصية والميول الفردية. يظهر ذلك بوضوح من خلال انحياز بعض مقدمي البرامج، مما يُشعر المتابع بأن الهدف ليس إثراء المحتوى الرياضي بقدر ما هو تحقيق مكاسب شخصية أو تعزيز الحضور الإعلامي بهدف الإثارة المفتعله،كما يواجه الواقع الرياضي ظاهرة أخرى تتمثل في العقود المالية الضخمة التي يحصل عليها بعض اللاعبين رغم عدم توافقها مع مستوياتهم الفنية.
وهنا يبرز دور الإعلام الذي يجب أن يُسلط الضوء على هذه القضية بموضوعية، بدلاً من الانشغال في تلميع البعض أو التغاضي عن الجوانب السلبية!
إن الإعلام الرياضي، حتى يكون شريكاً حقيقياً في تطوير الرياضة الوطنية، عليه أن يتحرر من ثقافة الانحياز والميول الشخصية، وأن يعزز من دوره الرقابي والناقد بموضوعية وشفافية. التركيز على القضايا الجوهرية مثل مساءلة الاتحادات الرياضية، وتقييم أداء اللاعبين بإنصاف، ومناقشة القضايا المؤثرة بحياد، من شأنه أن يسهم في بناء رياضة وطنية متقدمة تحقق الأهداف المرجوة.
في الختام، الإعلام الرياضي ليس مجرد وسيط لنقل الأخبار، بل هو شريك أساسي في صياغة مستقبل الرياضة. ولن يتحقق هذا الدور إلا من خلال التزام الإعلام بقيم المهنية والموضوعية، بعيداً عن الميول الشخصية. فقط عندها يمكن أن نرى إعلاماً يسهم في بناء رياضة احترافية تدفع مسيرة النجاح نحو آفاق جديدة، وتخدم الوطن والرياضة بوعي ومسؤولية!!
0 تعليق