"أنا مش عايز غير رضا ربنا وحب الناس.. والباقي بييجي لوحده".. بهذه الكلمات البسيطة الصادقة، عبّر الفنان الراحل مصطفى درويش عن فلسفته في الحياة، وكأنه كان يلخص وصيته للناس دون أن يدري. لم يكن يسعى وراء الأضواء أو يلهث خلف الشهرة، بل كان يبحث عن الأثر الطيب، الذي يتركه خلفه في قلوب من حوله. وبعد رحيله، بدا واضحًا أن أمنيته تحققت، فمحبة الناس التي تمناها تجلت في سيل الدعوات بالرحمة، وحالة الحزن الصادقة التي عمت الوسط الفني والجمهور على السواء.

ذكرى وفاة مصطفى درويش 

وفي هذا التقرير يرصد موقع تحيا مصر، اليوم، الخميس 1 مايو، تحل الذكرى السنوية الثانية لوفاة الفنان مصطفى درويش، الذي غيبه الموت فجأة في عام 2023، في وقت كان يعيش فيه أزهى فترات تألقه الفني. مشواره لم يكن طويلًا من حيث عدد السنوات، لكنه كان مشبعًا بالتميز والطموح، وترك خلاله بصمة لا تنسى.

انطلاقتة الفنية 

منذ بداياته، لفت مصطفى درويش الأنظار بأداء صادق وعفوية محببة، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع دوره المؤثر في مسلسل "خيانة عهد" مع النجمة يسرا، حيث جسد شخصية تركت أثرًا قويًا لدى الجمهور. ثم جاء النجاح الكبير الذي حسم مكانته في قلوب الناس من خلال مشاركته في مسلسل "بـ100 وش" أمام نيللي كريم وآسر ياسين، وهو العمل الذي أصبح علامة مميزة في مسيرته، وكرس موهبته كأحد الوجوه الصاعدة بقوة في عالم الدراما.

لكن ما لم يكن في الحسبان، هو أن الرحيل سيأتي بهذه السرعة. ففي مايو 2023، تلقى الوسط الفني والجمهور نبأ وفاته بصدمة كبيرة. كان مصطفى لا يزال في عز عطائه، يخطط لأعمال جديدة، ويحصد ثمار نجاحه.

نعي زملاؤه 

زملاؤه لم يخفوا حزنهم، بل عبروا عن ألم الفقد بكلمات مؤثرة. كتبت نيللي كريم: "كان أخا قبل أن يكون زميلًا.. إنسان حقيقي قبل أن يكون فنانًا." ونعاه آسر ياسين بكلمات محبة: "وداعًا يا طيب القلب.. هتفضل دايمًا سايب أثر في قلوبنا."، أما دينا الشربيني فعلقت: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. ربنا يرحمك يا مصطفى، صدمة كبيرة."

إهداء كامل العدد

في لمسة إنسانية راقية، حرص صناع مسلسل "كامل العدد" على إهداء الجزء الثاني إلى روحه، تقديرًا لمسيرته وإحياءً لذكراه، وهي خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من الجمهور.

ورغم رحيله، استمر حضوره الفني، حيث عرض له بعد الوفاة مسلسل "حرب نفسية" في عام 2024، وشاركه البطولة كل من أروى جودة، أشرف زكي، جيهان خليل، وغيرهم، وهو من تأليف أيمن الشايب، وإخراج أحمد شفيق. وتدور أحداثه في إطار تشويقي، عن مذيعة تتغير حياتها بعد مكالمة هاتفية غامضة أثناء البث المباشر.

مصطفى درويش لم يكن مجرد ممثل، بل إنسان ترك أثرًا في من حوله، وصديقًا للقلوب قبل أن يكون نجما على الشاشات. وحتى بعد الرحيل، لا تزال ذكراه حيّة، تؤكد أن العمر لا يُقاس بعدد الأيام، بل بما نتركه من أثر جميل، ومحبة صادقة في قلوب الناس.