أخيراً، اقتربت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من وضع نهاية لها، بعد دمار وقتل وتشريد امتد لأكثر من 14 شهراً، فقد شهدت الساعات الماضية، جهودا مصرية قطرية مكثفة مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة، في وقت أكدت فيه مصادر أخرى أنه من المتوقع التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة.

كل الأخبار الواردة لنا من تل أبيب تؤكد أن الاتفاق بات جاهزاً، وأن الحكومة الإسرائيلية وافقت عليه، في الوقت الذى أكدت فيه حركة حماس أنه "وفي ظل ما تشهده الدوحة اليوم من مباحثات جادة وإيجابية برعاية الإخوة الوسطاء القطري والمصري، فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة".

كل هذه الأخبار المبشرة، تشير إلى أن قرب وضع نهاية لمأساة مئات الالاف من الاشقاء الفلسطينيين، الذين عانوا من الضربات الإسرائيلية التي دمرت البنية التحتية للقطاع، فضلاً عن قتل عشرات الالاف، وتشريد مئات الالاف خارج بيوتهم.

والمؤكد أن الوصول إلى هذه اللحظة التي ينتظرها الجميع، وهى الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، كانت تسبقها جوالات ونقاشات مارثونية، قادتها الدولة المصرية مع كافة الأطراف المعنية، وشهدت تنسيق على أعلى مستوى مع الأشقاء في قطر، وبالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لبلورة اتفاق ينهى هذه المأساة، التي أثرت بشكل كبير ليس فقط على الوضع في غزة، وإنما في المنطقة برمتها، فقد أحدثت هذه الحرب التي بدأتها إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، رداً على إطلاق الفصائل الفلسطينية "طوفان الأقصى"، زلزالاً قوياً في الشرق الأوسط.

وكان واضحاً منذ البداية أن مصر تستهدف الحفاظ على أرواح اشقائنا الفلسطينيين، لذلك قادت جهود الوساطة مع قطر والولايات المتحدة الامريكية التي أنتجت في مراحل متقدمة اتفاقاً بالإفراج عن مجموعة من المحتجزين داخل قطاع غزة، مقابل الإفراج عن مجموعة كبيرة من الإسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وعلمت القاهرة على توسيع الاتفاق وصولاً إلى اتفاق لهدنة ووقف إطلاق النار، لكن تسببت العقبات والاشتراطات التي وضعتها حكومة الاحتلال إلى تأخير ذلك، لكن القاهرة لم تتوقف للحظة وواصلت مساعيها وجهودها مع كافة الإطراف، متمسكة في الوقت نفسه بمواقفها الواضحة والحاسمة التي تستند إلى مساندة للأشقاء الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.