في خطوة علمية بارزة، نجح فريق دولي بقيادة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" في رصد ظاهرة فلكية نادرة تمثلت في مرور كوكب أورانوس أمام أحد النجوم البعيدة، فيما يعرف بـ"الاحتجاب النجمي"، وذلك في ليلة 7 أبريل الجاري. وشكل هذا الحدث فرصة استثنائية لدراسة الغلاف الجوي للكوكب الجليدي الذي لطالما بقي بعيدًا عن مجسات المراقبة منذ آخر زيارة له عبر المسبار "فوياجر 2" عام 1986.

وقد استمرت الظاهرة نحو ساعة، ولم تُشاهد إلا من نطاق محدود في غرب أمريكا الشمالية. ورغم ذلك، تمكن الفريق المكوَّن من أكثر من ثلاثين عالماً، بقيادة ويليام سوندرز من مركز لانغلي البحثي التابع لناسا، من تنظيم أكبر شبكة تعاون لرصد هذا الحدث عبر استخدام 18 مرصداً فلكياً متطوراً.

وقال سوندرز: "لأول مرة في التاريخ ننظم تعاونا بهذا الحجم لرصد ظاهرة الاحتجاب"، مشيدًا بالتكاتف العالمي لإنجاز هذا الرصد الدقيق.

وتكمن الأهمية العلمية لهذا الحدث في كونه أول احتجاب ساطع يُرصد لأورانوس منذ عام 1996. ويأمل الباحثون أن تمكنهم المقارنة بين بيانات اليوم والأرشيف القديم من تتبع التغيرات التي طرأت على طبقة الستراتوسفير، بما في ذلك درجات الحرارة وتركيبة الغلاف الجوي الكيميائية.

ويُعتبر أورانوس نموذجًا فريدًا بين كواكب المجموعة الشمسية، إذ لا يمتلك سطحًا صلبًا، ويتكوّن معظمه من مزيج كثيف من الماء والأمونيا والميثان المتجمد.وعلّقت العالمة إيما دال من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالقول: "غياب السطح الصلب يمنحنا فرصة نادرة لدراسة الغلاف الجوي للكوكب في شكله الأنقى، بعيدًا عن التداخلات السطحية".

وتتوقع ناسا المزيد من الاحتجابات النجمية لأورانوس في السنوات الست القادمة، إلا أن الحدث الأبرز المقبل سيكون في عام 2031، حين يحجب أورانوس نجمًا أكثر لمعانًا، ما يوفر فرصة ثمينة لمزيد من الدراسة.

ويُنظر إلى هذا الرصد باعتباره تمهيدًا محوريًا لبعثات فضائية مستقبلية، يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة لفهم أسرار أورانوس، أحد أكثر الكواكب غموضًا في نظامنا الشمسي.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك