أحدث التسويق لخلطات ووصفات للتسمين والتنحيف، الجدل في الجزائر، بعد تسجيل عدة شكاوى من طرف المستهلكين حول آثارها الخطيرة على الصحة، خاصة بعد الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشف المنسق الوطني للمنظمة الوطنية لإرشاد وحماية المستهلك فادي تميم، لـ"العربية.نت" أن عدد شكاوى المواطنين من خلطات التنحيف والتسمين بلغ 400 شكوى في الشهر الواحد، وهو ما يبين حجم انتشار تلك المواد مجهولة المصدر.
وأضاف المتحدث أنَّ "ظاهرة تسويق خلطات ووصفات غريبة للتسمين والتنحيف تلقى انتشارا رهيبا في المجتمع الجزائري، فرغم أن هذه المواد لا تباع على مستوى المحلات النظامية، كونها مراقبة من طرف المصالح المختصة، لكن يتم تداولها كثيرا عبر الأُطر غير القانونية من محلات أو طاولات فوضوية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وحسب تميم، فإن "قنوات التواصل الاجتماعي هي الأكثر تسويقا لهذه المنتجات، لصعوبة التحكم فيها، ويتم التشهير بخلطات التنحيف والتسمين عبر كل الطرق الممكنة، ومن ذلك تصوير فيديوهات للحديث عن نتائجها "المبهرة"، وحتى تصوير من يرتدي ملابس الأطباء أو الصيادلة، بل وأيضا آخرون يستخدمون تقنية الذكاء الاصطناعي لاستغال صور مشاهير للترويج لمنتجاتهم، أو تقليد مواد شهيرة يتم صناعتها في ورشات سرية من أجل خداع المستهلكين".
وعن الإقبال على هذه الوصفات قال المتحدث: "هناك كثير من المستهلكين ينجرون وراء تلك الوعود، حتى إن الأسعار تعتبر خيالية تصل إلى 8 آلاف دينار أو أكثر، ولهذا لا بد من دق ناقوس الخطر من تلك المنتجات التي تصنعها وتروج لها شبكات احتيالية".
وأعلن المتحدث عن مخطط منظمة حماية المستهلك للتوعية من هذه الظاهرة: "سنُنظم حملات توعية، في انتظار تدخل وزارة التجارة لمراقبة ما يتم تداوله في الفضاءات الرقمية، مما يقطع الطريق أمام شبكات الاحتيال".

أمراض مزمنة ومضاعفات خطيرة
من جهته، كشف الدكتور المختص في الصحة العمومية محمد كواش، عن وجود "استغلال كبير لاحتياجات المواطنين، خاصة منهم الشباب والمراهقين الباحثين عن حلول سحرية للحصول على جسم رشيق أو ممتلئ".
وقال كواش في تصريحه لـ"العربية.نت"، إن "السمنة هي مشكلة صحية عضوية ولكن أيضا نفسية، حيث تؤثر كثيرا على الجانب النفسي لصاحبها، بشكل يعرضه إلى الانسياق سريعا وراء الوعود الكاذبة لخلطات تسوق على أنها قادرة على "العلاج" من النحافة أو السمنة".
وحسب الدكتور، فإن "تلك المواد تروج على أنها أعشاب طبيعية أو مستحضرات طبية أو مكملات غذائية، ولكنها في الأصل خلطات مجهولة المكونات أو حتى أدوية لأمراض مختلفة من آثارها الجانبية السمنة أو التنحيف، مثل ما هو الحال مع أدوية الحساسية التي تتسبب في احتباس الماء في الجسم، وهو ما يوهم مستهلكها بأنها سمنة وهي في الحقيقة ضارة بالجسم".
وعن الأضرار الصحية لتلك الخلطات أوضح المتحدث أن "مشكل السمنة أو النحافة يجب أوَّلا أن يتم تشخيصها من قبل مختصين وبالاستعانة بتحاليل طبيبة وغيرها من المراحل العلمية المحددة، من أجل إيجاد العلاج المناسب، أما وأن يتم اللجوء مباشرة إلى مواد مجهولة المصدر، فإن ذلك يمكن أن يتسبب في عديد المضاعفات الصحية، منها الأمراض المزمنة، حيث تسبب السكري والسرطان وهشاشة العظام والقصور الكلوي، وقد تتسبب أيضا في تلف الكبد والسرطان وقرحة المعدة أو اضطرابات هرمونية وقد تؤثر على الدورة الشهرية".
0 تعليق