عبدالله المريسل… حكاية نجاح ملهمة! - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عبدالله المريسل… حكاية نجاح ملهمة! - عرب فايف, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 11:09 صباحاً

 

في رحلة الحياة، ثمة أشخاص يتحولون إلى ذاكرة نابضة لمدنهم، يحفظون تفاصيلها كما لو كانت صفحات كتاب مفتوح. ومن بين هؤلاء، يبرز العم و الوالد عبدالله المريسل، المعروف بـ”أبو سعود”، ابن مدينة الدمام التي احتضنت طفولته ونشأته وسط تحديات وصعوبات شكلت ملامح قصة نجاحه.
لم يكن في حسابات الصغير القادم من الجبال، أن يصبح لاحقاً أحد أبرز رجال الأعمال في المنطقة الشرقية، وأن تحمل ذاكرته خريطة حيّة لمدينة الدمام بكل أحيائها وناسها. تربى أبو سعود في حي مدينة العمال، تلك المنطقة التي كانت شاهداً على البدايات الأولى للمدينة، حيث اختلطت أصوات العمال بملامح الحياة البسيطة. هناك، تفتحت مداركه وسط مجتمع متماسك، تعلم من صعوبة الحياة حكمة الصبر، ومن الناس فن العطاء.
تتميز شخصية العم عبدالله المريسل بالوفاء والتواضع، وقدرته على مد جسور التواصل مع كل من عرفه. يتذكر جيرانه وأصدقاء طفولته، وكأن الزمن توقف عند تلك الأيام. شوارع حي الدواسر وحي السوق، أسماء المسؤولين، وذكريات الأفراح والمناسبات الاجتماعية، كلها محفوظة بدقة في ذاكرته.بل إن حبه للمدينة جعله شاهداً أميناً على تحولاتها، من أحياء بسيطة إلى مدينة تضج بالحياة، تمددت غرباً بفعل العمران وتغير الزمن. إنه ليس مجرد متذكر للزمن الجميل، بل هو أرشيف متحرك للدمام، يحفظ وجوهها وأحداثها كما لو أنها مشاهد سينمائية يكررها الزمن.
عبدالله المريسل ليس فقط ذاكرة الدمام، بل هو قصة نجاح ملهمة. انطلق من نقطة الصفر، كافح ليصبح رجل أعمال يُشار إليه بالبنان. لكنه لم يحتكر نجاحه لنفسه، بل ظل كما كان: قريباً من الناس، مستمعاً لهم، ومشاركاً في تفاصيل حياتهم.
سؤال يطرح نفسه أمام هذه الحكاية: لماذا لا تتحول ذاكرة العم عبدالله المريسل إلى كتاب؟ فهو لا يختزن فقط أحداثاً وذكريات، بل يحمل روح المدينة، قصصها الصغيرة والكبيرة، تحولات أحيائها، وجوهها التي غادرت، وأخرى ما زالت حاضرة. كتاب يوثق تاريخ الدمام، منذ نشأة صحيفة “اليوم” التي كان شاهداً على بداياتها، وحتى التغيرات الاجتماعية والعمرانية التي عصفت بالمدينة!
قصة العم أبو سعود ليست فقط عن رجل حفظ الماضي، بل عن إنسان أحب مدينته فصار مرآتها. تحمل حكايته رسالة فلسفية عميقة: أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالمكانة أو المال فقط، بل بما تتركه في قلوب الآخرين، وبما تحفظه من ذكريات وطنك ومدينتك للأجيال القادمة.
إن تحويل ذاكرة عبدالله المريسل إلى مشروع توثيقي أو أدبي، ليس مجرد فكرة، بل واجب ثقافي تجاه مدينة الدمام. فهو ليس فقط شاهداً على تاريخها، بل يحمل روحها التي تستحق أن تبقى خالدة في صفحات كتاب، تروي للأجيال القادمة كيف كانت الدمام، وكيف تحولت، وكيف حافظ أبناؤها على إنسانيتهم رغم تغير الزمن.
هكذا، يصبح عبدالله المريسل نموذجاً حياً بأن الإنسان يمكنه أن يكون ذاكرة لوطن، وصفحة مشرقة في كتاب مدينته.!!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق