أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا انفجار ميناء الشهيد رجائي الواقع في مدينة بندر عباس جنوبي إيران إلى 25 قتيلا و1139 مصاباً، فيما من المرجح أن يكون هناك تزايد في عدد الوفيات جراء هذا الانفجار الكارثي والذي تزامن مع جولة المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي. 

أسباب انفجار ميناء رجائى 

الجديد في هذا الحادث، ما كشفت عنه شركة "أمبري" حيث أشارت إلى إن الحريق اندلع نتيجة "سوء التعامل مع شحنة من الوقود الصلب المخصص للاستخدام في الصواريخ الباليستية الإيرانية".

وأضافت شركة أمبري أنها كانت على علم بأن سفينة تحمل العلم الإيراني "قامت بتفريغ شحنة من وقود الصواريخ بيركلورات الصوديوم في الميناء في مارس 2025.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن شهود عيان قولهم إن الانفجار وقع بعد اندلاع حريق وامتد إلى حاويات غير مغلقة تخزن "مواد قابلة للاشتعال".

وأصدر مسؤولو الجمارك في وقت لاحق بيانا أوردته قناة التلفزيون الإيرانية الرسمية قال فيه إن الانفجار ربما نجم عن حريق اندلع في مستودع لتخزين المواد الخطرة والكيميائية.

وفي تحديث لاحق، نقل أمبري عن المنظمة الوطنية لإدارة الكوارث في إيران قولها إن المسؤولين أصدروا في وقت سابق تحذيرات لميناء شهيد رجائي بشأن التخزين الآمن للمواد الكيميائية.

ميناء الشهيد رجائي.. شريان الاقتصاد البحري لإيران 

ويعد ميناء الشهيد رجائي أكبر ميناء في إيران وأكثرها تقدمًا، حيث تمر عبره معظم الشحنات التجارية للبلاد.

ويقع الميناء على مضيق هرمز، وهي قناة شحن رئيسية لشحنات النفط، وعلى بعد حوالي 20 كيلومترًا (12 ميلًا) إلى الغرب من بندر عباس، مدينة الميناء الرئيسية في إيران على ساحلها الجنوبي والتي تضم القاعدة الرئيسية للبحرية الإيرانية.

وقالت الشركة الوطنية لإنتاج النفط في إيران إن الانفجار الذي وقع في الميناء "لا علاقة له" بمصافي النفط وخزانات الوقود وخطوط الأنابيب في البلاد، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

فيما أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن تضامنه مع الضحايا،  وأعلن عن فتح تحقيق حكومي وأرسل وزير الداخلية إلى المنطقة لقيادة التحقيق.

مفاوضات أمريكية إيرانية لإحياء الاتفاق النووي 

وتزامن الانفجار مع الجولة الثالثة من المفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث يهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التوصل إلى اتفاق يمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية.

خلال المفاوضات التي جرت عبر وسطاء عُمانيين، أفاد الجانبان بإحراز تقدم، لكن الممثل الأعلى لإيران قال إنه لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتضييق هوة الخلافات. وستُستأنف المفاوضات الأسبوع المقبل.

أعلنت إيران استعدادها لفرض قيود على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، لكنها أصرت على أنها لن توقف تخصيب اليورانيوم. وتؤكد أن برنامجها النووي مخصص للاستخدام المدني.

وتمثل المحادثات هذا العام أول مشاركة رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 2018، عندما انسحب ترامب في ولايته الأولى من اتفاق سابق لتقييد الأنشطة النووية الإيرانية وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية.